موصى به لك

    الأقسام

    روايات تاريخية

    معارك ملحمية، مؤامرات، وأبطال منسيون

    ... ...

    روايات فانتازيا

    ممالك مفقودة وسيوف أسطورية، هنا تبدأ المغامرة

    ... ...

    روايات رومانسية

    لم تكن تعلم أن حياتها ستتغير بتلك النظرة

    ... ...

    روايات رعب

    السحر والكتب يخفون أسراراً لا تريد معرفتها

    ... ...

    روايات خيال علمي

    سافر عبر الزمن بتكنولوجيا تتحدى الخيال

    ... ...

    روايات مافيا

    عالم الجريمة المنظمة حيث القوة هي القانون

    ... ...

    روايات كورية

    اجمل القصص الكوريه المترجمه والكيدراما

    ... ...

    روايات اجتماعية

    صراعات يومية تعكس حقيقة الحياة التي نعيشها

    ... ...

    الأفضل شهرياً

      روايه مدرسة هيوز

      مدرسة هيوز

      بقلم,

      اجتماعية

      مجانا

      دايمًا بتعمل مشاكل واحتجازات في مدرستها. أهلها وخصوصًا باباها بيزهقوا من تصرفاتها فبيقرروا يبعتوها مدرسة عسكرية عشان تتأدب. چينا بتتفاجئ إن المدرسة دي مش في بلدها، دي في إنجلترا، وبتبقى مدمرة هي وصاحبتها سارة. بنشوف رحلتها لوحدها للمطار، ومشاعرها المتلخبطة ناحية عيلتها اللي حست إنهم رموها. وأول ما بتوصل إنجلترا بتقابل سواق تاكسي رخم اسمه رايان، وده بيكون أول تحدي ليها هناك.

      چينا

      درجاتها كلها ممتازة بس متمردة ولسانها طويل ومش بتعمل حساب لحد. بتكره قرار أهلها، وبتبان قوية من بره بس هي حساسة وزعلت جدًا من اللي حصل.

      سارة

      صاحبة چينا الانتيم. جدعة وبتقف جنبها، ووداعهم كان مؤثر أوي. هي الوحيدة اللي چينا بتثق فيها.

      رايان آدامز

      سواق التاكسي اللي قابلته في إنجلترا. شاب صغير (أكبر من چينا بسنة تقريبًا)، رخم ومستفز، ولاحظ إنها رايحة مدرسة "هيوز" العسكرية واتريق على قصرها وعلى إنها "بنت شقية".
      روايه مدرسة هيوز
      صورة الكاتب

      الفصل الأول
      
      "ده خامس احتجاز ليكي الأسبوع ده،" أمي قالتها بصرامة. اتنهدت وقلبت عينيا. يعني هو الاحتجاز ده حاجة جديدة عليا؟ بالعكس، ده عمليًا بقى جزء من روتيني الأسبوعي.
      
      "يا ماما، أنا أقدر أتصرف. متقلقيش عليا،" قلتها بصراحة. المرة دي جه دور ماما إنها تتنهد. هزت راسها وبصت في الأرض، وهي عاقدة حواجبها. بابا دخل الأوضة وانضم لينا في "قعدتنا العظيمة" دي.
      
      "يا چينا،" قالها وهو بيديني بصة مُرهقة. رفعت عيني بصيت له، وبعدين لماما، ورجعتله تاني. استنيت أيًا كان اللي هيقوله. قعدت أهز رجلي في الأرض بزهق والسكوت بيطول.
      
      "لازم تفهمي... إحنا مش عايزين نربي بنت سيئة. إحنا عايزينك تقدري تدخلي الكلية بمنح دراسية وسجل نضيف. عايزينك تقدري تلاقي وظيفة أحلامك، وفي يوم من الأيام، تكوّني أسرتك الخاصة،" بابا قالها أخيرًا، نطقها مرة واحدة. اتأففت. أدينا بدانا. هي هي نفس الأسطوانة كل مرة.
      
      "يا بابا، أنا عارفة. بس أنا درجاتي الأكاديمية ممتازة. بجيب دايمًا أعلى الدرجات في الدراسة. السلوك ده قصة تانية؛ والمجهود واضح إنه مرتبط بالسلوك. إحنا اتكلمنا في الموضوع ده قبل كده،" قلت له وأنا مربعة إيديا. ماما رفعت عينها بصت لي، وعينيها بتلمع بدموع لسه نازلة. ده فاجئني؛ ماما ست قوية جدًا ومستقلة. عمرها ما بتعيط.
      
      "يا چينا،" ماما اتهتهت، "أنا وأبوكي اتكلمنا من كام يوم، وقرارنا واضح." شهقت وحطت خصلة شعر هايشة ورا ودنها. أنا قلقت؛ هو فيه إيه؟ قرار إيه؟ هي بتتكلم عن إيه بالظبط؟ كان واضح إن ماما مش هتقدر تتكلم من غير ما تنهار في العياط باقي الحوار، فبابا كمل بدالها.
      
      "إنتي بتاخدي احتجازات من سنة أولى ابتدائي بس بسبب أسلوبك المستهتر وتصرفاتك،" بابا قال وهو مبحلق لي، وحط إيده حوالين ماما. زقيت شعري بعيد عن وشي، وحتى قرصت رسغي عشان أشوف ده كابوس ولا إيه. عمري ما اتحاسبت في البيت على درجات، أو احتجازات، أو المدرسة خالص. إيه اللي بيحصل هنا؟
      
      "أنا ومامتك قررنا،" بابا قال ببطء ووضوح، وصوته العميق خلى دماغي تلف، "إنك هتتبعتي مدرسة عسكرية."
      
      بعد كده، أنا مش متأكدة أوي إيه اللي حصل. كل اللي أنا متأكدة منه إني لقيت نفسي محبوسة في أوضتي، بموت من العياط طول الليل.
      
      ```
      
      منمتش ثانية واحدة الليلة دي. ومكلفتش نفسي أبص في المراية؛ أنا مش رايحة في أي حتة النهاردة.
      
      حسيت إن عنيا وارمة ومنفخة، وكانت بتحرقني لما بمسحها. أنا كنت خلاص خلصت كل الدموع، فمكنش فيه أي داعي أفرك عنيا. بس برضه فضلت أعمل كده.
      
      كنت مشغلة جهاز الأغاني بتاعي على أعلى صوت، بغطي بيه على أي صوت تاني في الدنيا. كان أملي الأكبر إني أغطي على أي أصوات من الناحية التانية من باب أوضتي.
      
      حسيت تليفوني بيهتز جنبي، ومسكته بهدوء. بصيت على اسم المتصل، اللي كان مزغلل شوية عشان عنيا كانت وارمة. لمحت إنها صاحبتي الانتيم، سارة.
      
      "همم،" أنيت في التليفون. سارة اتحمقت.
      
      "إنتي مالك في إيه؟" سألت بحزم. سارة مبتستحملش أي هبل، وعشان كده هي صاحبتي الانتيم.
      
      "كل حاجة يا سارة. حياتي بتتدمر،" قلت بصوت واطي. صوتي اتهز عند آخر كلمة، وسمعت سارة بتتنهد على الناحية التانية من الخط.
      
      "احكيلي إيه اللي حصل. أكيد دي حاجة مش كويسة طالما مضيقاكي أوي كده،" قالت بحزن. هزيت راسي وقلت، "دي حاجة فظيعة. رهيبة بجد. والأسوأ، إن بابا حط بتاع خمس أقفال على شباكي عشان معرفش أنط وأهرب. الحقيني."
      
      "يا إلهي. إيه اللي حصل؟" سارة سألت بهدوء. حاولت أحبس كام دمعة. يمكن لسه مخلصتش كل العياط.
      
      "أهلي هيبعتوني مدرسة عسكرية."
      ```
      
      
      
      
      
      الطريق للمطار بالعربية كان صامت بشكل مؤلم. كنت ببص من الشباك، بتفرج على العربيات وهي بتعدي والناس في الشارع. قبل ما نمشي، كانت سارة ظهرت قدام بيتنا عشان تقول لي آخر سلام. كان وداع مليان دموع، وحميمي، وكليشيه خالص. بس أنا حبيته على أي حال.
      
      بابا كان سايق بيا للمطار في عربيته الهوندا. شنط سفري كانت في الشنطة اللي ورا، غالبًا عمالة تخبط في بعضها. أنا حقيقي مكنش عندي أي فكرة أنا مبعوتة فين، بس بالحكم على كمية الحاجات اللي كان لازم ألمها، فأكيد مش في أي حتة قريبة من البيت. بصيت لمحة لبابا. كان باصص قدامه مباشرةً، وماسك الدريكسيون جامد لدرجة إن عقل صوابعه ابيضت. اتنهدت ورجعت أبص من الشباك تاني.
      
      السما كانت مليانة سحب عواصف رمادية، وده بالتأكيد زود على جو الموقف كله. والموضوع مسعدش برضه إن بابا مكنش بيقول ولا كلمة. كنت هقدر لو قال كام كلمة اعتذار أو حزن أو أي حاجة، بس ولا كلمة.
      
      "وصلنا،" بابا قالهالي بخشونة. كان لسه قابض على الدريكسيون بقبضة مميتة، ومحركش عينيه عن الطريق اللي قدامه. "نطق أخيرًا،" تمتمت بمرارة. نزلت من العربية ورزعت الباب ورايا. فتحت شنطة العربية بقوة. طلعت شنطي، واحدة ورا التانية. مشيت لحد شباك بابا وخبطت عليه. بصلي بجدية. شاورته إنه ينزل الشباك، فعمل كده. اداني تذكرة طيارتي من غير ولا كلمة.
      
      "سلام يا بابا،" قلت ببرود. مشيت بعيد قبل حتى ما يقدر يفتح بقه. عندي أمل إنه يحس بالذنب عشان بعتني بعيد، على الأقل يبقى زعلان شوية إنه بيبعت بنته الوحيدة. بس أنا أراهن إنه هيعمل حفلة في البيت، بزينة وأكل وبلالين، وكل الليلة دي. هزيت راسي بقرف. دخلت من الأبواب الأوتوماتيكية، وأنا بجر شنطي ورايا. اضطريت أحط التذكرة في بقي.
      
      المطار كان ضخم وشكله عصري. مكنش فيه طابور طويل أوي لأي حاجة، عشان دي مجرد نهاية أسبوع عادية. حاجة تقرف؛ أهلي بعتوني في نص الترم التالت. يعني، أقل حاجة كانوا ممكن يعملوها إنهم يبعتوني قبل امتحانات نص السنة. غريبة أوي.
      
      حطيت كل شنطي على الأرض ورميت نفسي على كرسي. تفيت التذكرة من بقي، بحاول أتخلص من طعمها الفظيع. مسكتها في إيدي الشمال وأنا بشرب كام بوق مية. رجعت إزازة المية في شنطة ضهري وبصيت على تذكرتي لأول مرة. عنيا كانت هتطلع من مكانها.
      
      "إنجلترا؟!" صرخت، وأنا مش مدركة خالص شكلي كان مجنون إزاي. كل اللي حواليا وقفوا وبحلقوا لي. أنا بس فضلت مبحلقة لهم لغاية ما اتحركوا. "همم."
      
      اتنهدت ومشيت ناحية شاشة الرحلات الإلكترونية. الحروف الخضرا الفاتحة كانت عمالة تتغير بسرعة أوي لدرجة إني مش عارفة ألاقي رحلتي. أخيرًا لقيت رقم رحلتي تحت خالص. بربشت وأنا ببص على رقم البوابة. "بوابة إي-٣،" قلت لنفسي. اتحركت بعيد عن الشاشة عشان أجيب شنطي. المرة دي اتأكدت إن التذكرة في جيبي اللي ورا ومحطوطة كويس.
      
      رميت شنطة ضهري على كتفي ومسكت شنطي التلاتة. كان صعب أجرجرهم حواليا، بس قدرت أوصل لبوابة إي-٣ من غير ما أقع من طولي. بصيت بذهول لكمية الناس اللي مستنيين نفس الرحلة لإنجلترا. كل كراسي الانتظار كانت مليانة، وكان فيه حتى شوية عيال قاعدين على الأرض. بصيت حواليا وسط الزحمة عشان أشوف لو فيه أي تشابه بين الركاب، أي أدلة تقول ليه فيه ناس كتير أوي كده. بس اتنهدت بس، وأنا بلاقي إن مفيش أي راكب شبه التاني خالص.
      
      قعدت على الأرض جنب زوجين صغيرين ومعاهم توأمهم اللي لسه بيتعلموا المشي. التوأم كانوا بيتهادوا حواليا، ولما شافوني قعدت، بدأوا يجوا ناحيتي. رجعت لورا شوية، وبصيت لأهلهم. الأم كانت بتبتسملي، والأب كان بيضحك شوية. كانت عيلة جميلة، بصراحة، بس أنا بس مش شاطرة مع العيال.
      
      "دول لذاذ أوي،" قلت أخيرًا، وأنا بتفرج على التوأم وهما بيترنحوا. الأهل شكروني، والأب حط إيده حوالين مراته. "عندهم سنتين،" قال. ابتسمت وواحد من التوأم وقع، والتاني كان بيشاور لي. اللي وقع ده اتثاوب فجأة. الأب ضحك وشال الطفل وباس جبينه. الطفل اتثاوب تاني.
      
      "الأفضل أنيمهم،" الأب قال، وهو بيكرر اللي عمله مع التوأم التاني. ابتسمت للطف الأهل. يا ريت لو عيلتي كانت كده في يوم من الأيام. أقدم ذكرى ليا مع عيلتي هي... وأنا بعمل نوبة غضب في حفلة عيد ميلادي التالت. أهلي قالولي إنه من وقتها، سلوكي بقى في النازل.
      
      "الرحلة المتجهة إلى المملكة المتحدة تبدأ الآن في الصعود إلى الطائرة،" صوت راجل ممل قاله في السماعات. قمت وجمعت كل حاجتي. حسيت بدمعة تايهة نازلة على خدي، ومسحتها بسرعة.
      
      خليكي قوية يا چينا. إنتي تقدري تعمليها.
      
      
      
      
      
      
      "حاسب!" زعقت لما واحد خبط فيا. هو بس زقني وعدى من جنبي، وأنا اتأففت. هو فاكر نفسه مين ده بحق الجحيم؟ كنت خلاص همد إيدي وأمسكه من ياقة قميصه، بس افتكرت إن ده هو السبب كله إني هنا. اهدي يا چينا، اهدي. سحبت إيدي وحطيتها في جيب الجاكيت بتاعي. شديت شنطي من على السير المتحرك العملاق لما ظهرت قدامي.
      
      حطيت شنطة ضهري على كتفي قبل ما آخد باقي شنطي في إيديا. مشيت ورا الزحمة للخروج. كنت شايفة شمس ساطعة وسما زرقا بره. بس مكنتش شايفة أي حاجة تانية عشان كل اللي حواليا كانوا أطول مني. يمكن دي حاجة بريطاني. شقيت طريقي لأبواب الخروج المزدوجة.
      
      "استمتعي بإقامتك،" ست كبيرة قالتلي، وهي بتديني كام كتيب. ابتسمتلها ابتسامة سريعة قبل ما أخرج بره. رميت كل كتيب ورا كتفي، واحد ورا التاني. خط سير سياحي مقترح. هراء. فنادق سياحية مقترحة. هراء. محلات سياحية مقترحة. هراء... تاني. ياربي، هو كل حاجة هنا بتبدأ بـ "سياحي مقترح"؟ يعني، ميعرفوش يبقوا مبدعين أكتر في عناوين الكتيبات بتاعتهم؟
      
      رميت كمان شوية كتيبات "سياحي مقترح"، لحد ما وصلت لآخر واحد. مدرسة هيوز العسكرية. بدل ما أرميه على جنب وخلاص، اتأففت بصوت عالي وكرمشته. قررت أشيله في شنطة ضهري. محدش عارف ممكن أحتاج الحاجة الغبية دي إمتى.
      
      فضلت أتمشى في المدينة، بحاول ألاقي تاكسي. الموضوع بقى، إنه مكنش فيه ولا تاكسي أصفر واحد قدامي. اتأففت تاني وفتحت سوستة شنطتي. فردت الكتيب المتكرمش بتاع المدرسة العسكرية اللي هروحها. رفعت رجلي على دكة وفردت الكتيب على فخذي. بصيت فيه بسرعة عشان ألاقي عنوان. لما لقيته، طبقته وحطيته في جيبي. قررت أجرب حظي مع التاكسيات تاني.
      
      "تاكسي!" زعقت، وأنا برفع إيدي في الهوا. شفت التاكسي وهو بيفرمل جامد فجأة في نص الشارع. شفت السواق بصلي، وبعدين لف الدريكسيون لفة كاملة. التاكسي وقف عند الرصيف. السواق مال ناحية باب الراكب وزقه فتحهولي. نسيت إنه في الناحية العكسية هنا. ركبت.
      
      "سواقة حلوة،" برطمت، وأنا برمي كل حاجتي في الكنبة اللي ورا. السواق كان بيتفرج عليا وهو رافع حاجبه. "مش من هنا، تقريبًا،" اتنهد. كشرت في وشه. كان شعره أشقر غامق وعينيه خضرا. معظم شعره كان متغطي بالكاب الصغير بتاع السواقين.
      
      "هو فيه مشكلة في ده؟" قلت بفضول. السواق بصلي لمحة، وهو بيرمش بعينيه الخضرا. بص للطريق تاني وهز كتافه. لبس نضارة شمس. "أنا مش بحب السياح أوي يعني،" قال. قلبت عينيا.
      
      "أمال سايق تاكسي ليه يا غبي؟" قلت، وأنا مربعة إيديا. اتأفف ومسك الدريكسيون جامد. "ده شغل مؤقت. دلوقتي بس قوليلي إنتي رايحة فين،" قال. طلعت الكتيب من جيبي وزقيته ناحيته. ابتسم بخبث. "كنتي بنت شقية؟" حسيت إني عايزة أضربه بالقلم، بس مسكت نفسي.
      
      "ميخصكش،" قلت بثبات. ضحك مع نفسه وحط الكتيب على التابلوه قدامه. قلبت عينيا وهو بيسوق على الطريق الرئيسي.
      
      "طيب اسمك إيه؟" سأل فجأة. مكنش عندي أي رد ذكي أو قليل الذوق أو جاهز على ده، فقلت بس، "چينا." مد إيده في الجنب وقال، "أسوأ مقابلة." ابتسم نص ابتسامة وأنا بزق إيده بعيد. بصيت على وشه. أقسم، شكله أكبر مني بسنة بالكتير. كشرت.
      
      "هو إنت أصلا كبير كفاية إنك تسوق التاكسي ده؟" سألته. طلع محفظته من جيبه. فتحها ووراني رخصة السواقة بتاعته. "أنا كبير كفاية من السنة اللي فاتت،" قال بغرور. حطيت دقني على إيدي وسندت كوعي على الباب.
      
      "إنتي منين؟" السواق سأل. كشرت وبصيت له. هو مش عارف أنا منين؟ يعني من طريقة كلامي؟
      
      "أمريكا، يا فالح. ده زي ما تكون بتسأل واحد من الفايكنج هو منين،" قلت. كشر. "آه. دي وجعت،" قال. طب ما طبيعي. "ما هو ده المفروض،" رديت. عدت كام لحظة صمت كمان قبل ما حد يتكلم.
      
      "يعني إنتي مش ألطف واحدة بالظبط،" السواق ضحك. قلبت عينيا، فابتسم بخبث. "إيه الجديد؟" قلت.
      
      "يعني إنتي مدركة إنك مش لطيفة. خالص،" قال. كانت لسه الابتسامة المستفزة دي على وشه. ضميت شفايفي بضيق.
      
      "أيوة. وعشان كده أنا هنا،" قلت، وأنا متأكدة إن نبرتي وصلتلوا قد إيه هو بني آدم رخم. بس هو فضل يتكلم... رغي رغي رغي.
      
      "عشان كده إنتي هنا؟ عشان قليلة الذوق؟" قال وهو مستمتع. هزيت راسي وحطيت خصلة شعر ورا ودني.
      
      "وأسوأ بكتير،" قلت ببرود. حاجبه اترفع وابتسملي.
      
      "بس إنتي قزمة،" ضحك. حسيت وشي بيحمر.
      
      "أيوة، أنا طولي متر ونص بس. فيها إيه يعني؟" زعقت. ضحك تاني.
      
      "جربي بس اتصرفي زي ما بتتصرفي كده في هيوز. هياكلوكي حية،" قال بنبرة مستمتعة. رفعت حواجبي وبحقلتله. "إنت بتتكلم كإنه سجن،" قلت. هز كتافه. "مش بعيد أوي عنه،" قال. في اللحظة دي بالظبط، المدرسة العسكرية نفسها ظهرت قدامنا. وقف التاكسي عند الرصيف.
      
      "وإنت إيه عرفك اللي جوه عامل إزاي؟" قلت بغرور. هز كتافه تاني. "فراسة سواقين؟" نزلت من العربية وطلعت على الرصيف. شديت حاجتي من ورا. اداني شنطة ضهري، ومعاها كارت أبيض صغير. رفعته بتعبير زهقان. "بجد؟ أنا افتكرت شغلك في التاكسي ده مؤقت."
      
      "إنتي عارفة إنك عايزاه،" قالها بابتسامة خبيثة. رجع التاكسي وبدأ يسوق ويمشي. طلع إيده من الشباك وشاور. هزيت راسي بس وبصيت على الكارت بتاعه.
      
      رايان آدامز، سواق تاكسي
      
      تحت اسمه كان رقم تليفونه. هزيت راسي تاني ورميته في الشارع. بدأت أمشي ناحية البوابات الضخمة للمدرسة العسكرية. كنت لسه هضغط على الزرار بتاع السماعة، لما بصيت بلمحة ورايا على الكارت اللي في الشارع. اتنهدت.
      
      جريت للشارع وحطيت الكارت الصغير في جيبي.
      
      

      روايه وحيدا في غرفتي

      وحيدا في غرفتي

      بقلم,

      اجتماعية

      مجانا

      شاب اسمه كريس، منعزل عن الدنيا وبيكره البشر وشايف نفسه "حقير" بسبب ماضيه مع أمه. بيشتغل عامل نظافة شوارع في ميلبورن وصديقه الوحيد سمكة. حياته روتينية ومقفولة، بس هو متعلق بست عجوزة في كافيه بيشوفها كل يوم من بعيد. الفصل بينتهي بحدث مفاجئ وهو إن جرس بابه بيرن لأول مرة، وده معناه إن عزلته دي شكلها هتتكسر قريب.

      كريس

      شاب عنده ٢٠ سنة. منعزل تمامًا، كلامه قاسي مع الناس، وحاسس إنه زي الحجر بسبب إنه اتجرح زمان. بيشتغل عامل نظافة، وبيخاف من أي علاقة إنسانية.

      جيريمي

      زميل كريس في الشغل. شاب طيب وساذج من عيلة غنية، بس حاسس إنه قليل وسط أهله الناجحين. بيحاول دايمًا يصاحب كريس رغم إن كريس بيصده.

      راي

      مدير كريس وجيريمي. راجل بيحب يتنمر على كريس ويدلعه بأسامي تضايقه زي "آني" أو "ندفة التلج".
      روايه حبروايه وحيدا في غرفتي
      صورة الكاتب

      الفن والجمال ممكن تلاقيهم في أغرب الأماكن
      --
      
      الفصل الأول
      
      كريس ماديسون
      
      أنا حقير.
      
      سمعت الكلام ده كله قبل كده. لو ابتسمت لي، غالبًا مش هابتسم لك، لو فتحت لي الباب مش هشكرك، ولا أنا عمري هعمل كده معاك.
      
      الموضوع مش إني شخص سيء، (يمكن أكون كده فعلًا بس مين يهتم؟) بس أنا مبحاولش أوي إني أكون شخص كويس، لإنه إيه الفايدة؟ الطيبة موصلتنيش لأي حتة في حياتي، وعشان أكون صريح، الوقاحة برضه موصلتنيش لحاجة.
      
      أنا مش متشائم، ولا بحلم، أنا تقريبًا ولا حاجة غير مجرد شاب عنده عشرين سنة وعنده أفكار كئيبة لإن الساعة ٦ الصبح ولازم أجهز للشغل.
      
      أنا بشتغل "عامل صيانة بيئية"، ودي طريقة شيك عشان يقولوا "عامل نظافة شوارع". شغلي إني أحافظ على نضافة شوارع مدينة ميلبورن، زي ما مديري راي ديكسون بيفكرني كل نوبتشية.
      
      حياتي عبارة عن دايرة من الشغل عشان أعيش والعيشة عشان أشتغل. أنا لوحدي من ساعة ما كان عندي ثمان سنين، مكنتش سيء أوي في المدرسة، بس كنت عارف إن الجامعة مش بتاعتي.
      
      معنديش أي فكرة حياتي رايحة على فين غير حقيقة إني هموت في يوم من الأيام، ودي غالبًا مفروض متكونش فكرة مريحة، بس لو عشت الحياة اللي أنا عشتها، وشفت الحاجات اللي أنا شفتها؛ الموت مبيبقاش وحش أوي.
      
      عارف لما ناس بتقول "أنا دايرتي صغيرة؟" حسنًا، في حالتي أنا، أنا أقرب "لنقطة على صفحة بيضا".
      
      في الحقيقة، صديقي الوحيد هو سمكة دهبية مسميها وينستون. إني أهتم بحد أو حاجة تانية غير نفسي بيدي معنى لحياتي اللي مالهاش معنى.
      
      أنا عارف إن ده ممكن يبان سوداوي ومأساوي وكل حاجة، بس بغض النظر عن اللي ممكن ناس تفتكره: أنا مش حزين أو وحيد. لوحدي؟ آه، ومش مبسوط أوي يعني، بس أنا عديت بالأسوأ. أعتقد ممكن تقول إني راضي بالمكان اللي أنا فيه.
      
      بحاول أتواصل مع البشر بأقل قدر ممكن. أكبر مخاوفي هي أي شكل من أشكال العلاقات الإنسانية، لإن خلينا نكون صريحين، إنت بتقابل حد، بتتعلق بيه، بتحبه وبعدين إيه؟ بيمشوا.
      
      محدش يقدر يقول لي إن ده مش الواقع لما أمي نفسها – عيلتي الوحيدة اللي كانت فاضلة لي على الكوكب الملعون ده؛ سابتني لما كنا لوحدنا هي وأنا.
      
      أنا اتجرحت قبل كده؛ واضح، مش كده؟
      
      لو الناس اللي كان المفروض تحبني، محبونيش، ليه حد تاني هيحبني؟ لو هما مكنوش مهتمين بجد بمصلحتي، مين اللي هيهتم؟
      
      برقد في سريري الصغير اللي مش مريح وأفكر.
      
      كان بيوجع، أوي، مش هكدب. بس مع الوقت عملت قشرة صلبة، الحاجات مبقتش تأثر فيا خلاص. أنا لوحدي وعايز أفضل كده.
      
      معنديش أي اهتمام أعمل صحاب لإن تكوين صداقات بيساوي إنك تخسر ناس تهمك؛ ورغم إني عامل زي الحجر، أنا مش مستعد أختبر ده بإني أكون ضعيف قدام حاجات زي دي.
      
      أنا مش محتاج ده.
      
      أنا غالبًا المفروض أقوم وأنهي المرحلة الأولى من روتين الصباح بتاعي.
      
      بدحرج من على سريري وأفرد جسمي، بطرقع كل عظمة في جسمي تقريبًا.
      
      ببص على سريري الصغير اللي لازق في حيطة أوضة نومي وبسأل نفسي إزاي متصبتش بأي تشوهات جسدية من النوم على الحاجة دي.
      
      أنا مش بشتكي، يمكن معنديش ناس أقول عليهم عيلة أو ناس أقول عليهم صحاب، بس عندي سقف فوق راسي وسرير أنام عليه.
      
      رغم إنها أوحش شقة ممكن تتخيلها، من غير تدفئة وكل حاجة في أوضة واحدة ضيقة؛ هي بيتي.
      
      ببص من شباكي، الشارع هادي، بس مش مهجور والناس بتجري على شغلها. ميلبورن. المدينة التي لا تنام.
      
      الجو برد قارص جدًا واضح من الشبابيك المشبرة، بس الشتا مش بيأثر فيا أوي زي ما بيأثر في ناس تانية.
      
      ممكن الجو يبقى سالب اتنين درجة مئوية زي ما كان امبارح بالليل وبرضه هنام من غير تيشيرت.
      
      بمشي لحمامي، الحمد لله إنه على مسافة قريبة من أوضتي، وأبص في المراية.
      
      شعري الأشقر الأبيض اللي دايمًا شكله منكوش، مهما حاولت أسرحه بالمشط كام مرة، شكله كإني لسه طالع من عين إعصار. أنا حتى بطلت أهتم بيه خلاص، بقيت بس أبص له وأكشر.
      
      ببص لانعكاسي؛ لعنيا الزرقا التلجية وبشرتي الباهتة. بشوف شاب مرهق، شبه الشخص الأمهق شوية، الشخص الوحيد اللي أعرفه بجد.
      
      ببص على ساعتي ولاقيتها ٦:٣٢ صباحًا. إزاي الوقت ممكن يمشي بالسرعة دي؟
      
      بسرعة بغسل سناني وألبس سترة سودة، وألبس أي بنطلون جينز وأغطي شعري الفظيع بطاقية؛ لو مش عارف أسيطر عليه، يبقى أخبيه أحسن.
      
      باخد كيس إم آند إمز – النوع اللي بالفول السوداني، (أحسن نوع) للفطار. أنا عمري ما قولت إني شاطر في موضوع "الكبار" ده، معرفش أي حاجة عن التغذية بس أنا عارف إن الحلويات على الفطار حاجة مش كويسة.
      
      
      
      
      
      هعترف، أنا عندي نقطة ضعف ناحية الحلويات وكل ده، بس أنا بصراحة مستغرب إني قدرت أحافظ على صف سناني الكويس، (الحاجة الوحيدة اللي بحبها في شكلي) بس أنا برضه مش مستغرب من جسمي النحيف والرفيع.
      
      الفيتامينات مش أولوية لما بتكون في العشرينات من عمرك.
      
      بنزل جري حوالي مليون دور سلم، بتجنب الأسانسيرات عشان أتجنب الناس وأي شكل من أشكال التواصل معاهم.
      
      الجو مش برد زي ما كنت فاكر، ببص في تليفوني اللي بيقول ٧:١٥ صباحًا، ٤٥ دقيقة على ما النوبتشية بتاعتي تبدأ. بمشي بسرعة وأحط سماعاتي، مبشوفش غير خطوتين قدامي.
      
      بعد حوالي ٢٠ دقيقة بوصل الشغل ومعايا كام دقيقة زيادة. بدخل أوضة تغيير الملابس وأجيب اليونيفورم بتاعي من دولابي.
      
      لو أنا شاكر لأي حاجة، فهي إننا مبقناش مضطرين نلبس أفرولات، اليونيفورم بتاعنا لسه وحش؛ سترات فسفورية مع بناطيل شحن كحلي، بس على الأقل هي مش أفرولات.
      
      "أهلًا كريس!" قال صوت مألوف.
      
      بلف وأنا مخضوض. ده جيريمي، ولد مرتبك اجتماعيًا ومتحمس زيادة عن اللزوم، أعتقد إنه في سني بس عمري ما بقدر أكون متأكد أوي.
      
      عنده وش مرتبك كده يبان كإنه عنده ١٢ سنة وفي نفس الوقت ٣٠ سنة. هو واد كويس؛ أنا غالبًا مكنتش هضايق من وجوده لو مكنش مزعج أوي كده ولو كنت بستمتع بصحبة البشر، بس أنا مش كده.
      
      "جيريمي.... أهلًا" بقولها من غير اهتمام.
      
      "كانت أجازة نهاية الأسبوع بتاعتك كويسة؟ يا خسارة إنك معرفتش تيجي حفلة الهالوين بتاعتي، يمكن المرة الجاية إحنا-"
      
      "جيريمي، هقول لك تاني اللي قولتهولك حوالي مليون مرة، أنا مش عايز أخرج معاك، أو أعمل أي حاجة معاك، أو مع أي حد."
      
      "أه... أه ماشي،" جيريمي بيرد بصوت واطي وشكله حزين أوي.
      
      يمكن كان كلام قاسي بس الأحسن أكون صريح مع الواد ده.
      
      أنا مش فاهم هو ليه عايز يخرج معايا أصلًا. هو من عيلة غنية، أبوه أكتر مقدم برامج رياضي محترم في ميلبورن كلها وأمه عندها ماركة ملابس بتاعتها.
      
      بس أنا قادر أتعاطف معاه؛ هو "الفرخة الوحشة" بتاعة العيلة بكل الطرق الممكنة.
      
      أخته الكبيرة محامية محترمة، وشها مترشق في كل حتة، بشعرها الأشقر اللامع وعينيها البني اللي بتلمع. وبعدين فيه أخو جيريمي الكبير اللي هو دكتور أعصاب؛ طويل ووسيم وغني.
      
      وبعدين فيه جيريمي، مدور شوية من النص، بشعر بني كثيف وعينين بني كبيرة وبريئة. هو سهل ينضحك عليه، ممسحة رجلين وأنا عارف إنه حاسس كإنه مش كويس كفاية لأهله المشهورين أوي دول.
      
      جيريمي اطرد من جامعة ميلبورن من كام شهر فات لإنه كان كل شوية بيغير المواد بتاعته كل كام أسبوع. هو بيحاول يداري ده، بس أنا عارف إن ده بيضايقه.
      
      إحنا بنشتغل مع بعض حوالي سنتين واتعلمت حاجات كتير عنه. جيريمي كتاب مفتوح، وبق وماسك سبحة، بيقول لي كل حاجة بس هو حتى ميعرفش اسمي الأخير.
      
      أنا مش عارف أنا صعبان عليا صراحته دي ولا معجب بيها. جيريمي بيقول لي كل حاجة عنه، ولما تعرف حد كده، بيبقى صعب متحسش بحاجة ناحيته.
      
      أنا مش هعترف بده لأي حد حتى لو حياتي متوقفة عليه، بس أنا عندي إحساس بالحماية ناحية جيريمي، أنا مش فاهم أو مش عارف أشرح ليه. يمكن أكون من حجر، بس في حاجة في الواد ده بتلمسني، بحس كإنه واجبي إني أخلي بالي من الواد ده.
      
      عشان كده أنا بحاول بكل اللي أقدر عليه، إني أخليه يبعد عني على قد ما أقدر، ولا واحد فينا محتاج ده.
      
      "أهلًا يا ندفة التلج،" بيقول صوت.
      
      بحاول أكتم أنين، بس ده رد فعل طبيعي كل مرة بشوف، أو أسمع أو حتى أفكر في مديري رايموند ديكسون؛ ابن الديك.
      
      "صباح الخير يا جيريمي،" بيقولها وهو بيحاول يعصبني.
      
      في أول يوم شغل ليا هنا، لما راي عرف نفسه، بدل ما أقول له "رايموند"، قولت له "رامن" وهو اعتبرها إهانة كبيرة أوي بسبب شعره اللي شبه مكرونة الرامن.
      
      من ساعتها وهو بيناديني بكل اسم تاني، غير اسمي، وده مش بيضايقني على قد ما المفروض يضايقني.
      
      "ماشي يا جاك فروست، يا جيريمي، دي نوبتشياتكم للأسبوع ده، جيريمي إنت عليك شغل الجنينة ومنطقة شارع إليزابيث، وإنتي يا آني عليكي وسط المدينة الأسبوع ده،" خلص كلامه وهو بيبتسم بخبث وواضح إنه فخور بإهاناته.
      
      "آني؟" بقولها باستهزاء، "ذكي، عشان موضوع "اليتيمة" وكده؟" بسأله وأنا مبتسم باستعلاء لرايموند.
      
      "لأ، ده عشان إنت شكلك زي البنت الصغيرة،" بيقول وهو ماشي وبيكركر.
      
      أنا مش عارف حتى أزعل، أنا معجب بخفة دمه، راجل في سنه ده، شعره بيخف ووسطه بيتخن.
      
      "ده مكنش لطيف خالص، المفروض تقدم شكوى يا كريس،" بيقول جيريمي وهو واقف جنبي.
      
      "يمكن المفروض بس نروح نشتغل؟" بقولها وأنا ماشي،
      
      "فكرة كويسة، أشوفك بعدين؟" بيسأل بلهفة لضهري وأنا ماشي بعيد.
      
      
      
      
      
      
      
      مقهى بريوش
      
      في حاجات قليلة أوي بتبسطني، بس إن وقت الغدا ييجي ده كان إحساس عامل زي المعجزة.
      
      اتغديت في المكان اللي بتغدى فيه تقريبًا كل يوم؛ في مقهى صغير في قلب ميلبورن.
      
      أنا مش بروح هناك عشان بيقدموا أحسن قهوة أو أحسن أكل، بس عشان صاحبة المكان ست كبيرة لطيفة دايمًا بتبتسم لي.
      
      دي أغبى حاجة، أنا عارف.
      
      أنا معرفش أي حاجة عنها، حتى معرفش اسمها وهي متعرفش اسمي، بس أنا بعرف الإحساس بالارتباط لما بحس بيه. خصوصًا وإني محروم من أي ارتباط طول حياتي.
      
      هي بتشع بالدفء اللي أنا محتاجه، بمجرد الابتسام؛ عشان كده أنا متعلق بيها ولو أنا صريح مع نفسي، فده السبب اللي بيخليني أرجع تاني.
      
      أنا عارف إن ده مش اللي بيتقال عليه "صحي"، بس هو ممكن يكون وحش قد إيه يعني؟ قصدي، إحنا مش زي ما نكون نعرف بعض وأنا غالبًا مش واخد نفس المساحة من الأهمية في حياتها زي ما هي واخدة في حياتي.
      
      أنا مش عارف والله، إن كل الناس تتخلى عنك ده بيعمل فيك حاجات، بتتعلق بناس غربا وبتحس بارتباط ناحيتهم بطرق متعرفش تشرحها.
      
      أنا غالبًا المفروض أشوف معالج نفسي بخصوص الموضوع ده، بس دلوقتي، أنا هستمتع بالغدا بتاعي.
      
      النص التاني من النوبتشية بتاعتي عدى في ثانية؛ حاجة مجنونة إزاي الوقت بيطير لما الواحد بيبقى شبعان.
      
      جريت على أوضة الدواليب على أمل إني أتجنب جيريمي، وده غالبًا بينجح؛ جيريمي مشيته بطيئة أوي.
      
      بدخل قلعة العزلة بتاعتي، اللي هي شقتي التلج. برمي شنطة ضهري على الكنبة وأجيب أكل سمك عشان آكّل وينستون.
      
      برقد على الكنبة بتاعتي ومش قادر مخدش بالي إن في حاجة غريبة.
      
      كان فيه حاجة في الجو مخليني مش مرتاح، كإن في حاجة وحشة أو غير متوقعة هتحصل.
      
      أنا دايمًا بتجيلي الأحاسيس دي اللي صعب تتشرح، بس أنا عمري ما بكون غلطان في الحاجات دي. "حدس كويس،" أو حاجة زي كده.
      
      يمكن أكون أكتر شخص وحيد على الكوكب بس للمرة دي، حسيت كإني مش لوحدي، كإن في حد بيراقبني أو كإن في حد كان في شقتي وأنا بره.
      
      بحاول مبالغش في رد فعلي وأدخل في حالة هلع وأنا بفتش شقتي.
      
      مفيش أي حد هنا غيري أنا ووينستون، بس ليه أنا حاسس بالوجود التقيل ده؟
      
      في حاجة مشؤومة في الوضع ده. الجو كان هادي بشكل غريب، حتى الشوارع كانت ساكتة.
      
      من ساعة ما عزلت هنا، أنا الشخص الوحيد اللي دخل من باب شقتي، بس ليه الإحساس ده اتغير فجأة؟
      
      بقعد على الكنبة وأحاول أتخلص من جنون العظمة ده. أنا كنت مستعجل الصبح، وده غالبًا بيفسر ليه سبت شقتي بالمنظر ده من غير حتى ما أفكر مرتين في الموضوع.
      
      هو أنا بس بحاول أقنع نفسي إن الشكوك المنطقية دي غلط؟ مين عارف؟ أنا غالبًا بس متدمر بشكل دايم، دايمًا بفترض الأسوأ بسبب الماضي المتلخبط بتاعي.
      
      بقرر أرخي دفاعاتي، وقلبي لسه بيدق جامد في صدري، أنا أكيد محتاج أشوف دكتور نفسي قريب.
      
      برقد على الكنبة في شقتي الضلمة، ولسبب ما ممانع إني أولع النور.
      
      رغم إني أهدى كتير، مش عارف أتخلص من الإحساس بتاع عدم الارتياح ده، عامل زي الهدوء اللي قبل العاصفة.
      
      الحاجة الوحيدة هي، إيه أو مين هي العاصفة؟
      
      قبل ما أخلص الفكرة دي، كان فيه صوت، صوت مسمعتوش من ساعة ما عزلت في الشقة دي، صوت جرس الباب وهو بيرن.
      
      

      روايه مذكرات فتاه

      مذكرات فتاه

      بقلم,

      اجتماعيه

      مجانا

      بتحاول تظبط حياتها بين المدرسة وحبيبها "مونت" اللي ساكن بعيد. فجأة، بيظهر صاحبها القديم "ماركو" اللي كان مسافر، وده بيعملها لخبطة. القصة بتحكي عن يومياتها، ومواقفها في رحلة مدرسية لواشنطن، ومشاكلها مع زميلتها "تيس". في نفس الوقت، حبيبها "مونت" شكله مخبي عليها سر كبير ومضايق. الرواية بتورّينا حياة المراهقين ومشاكلهم وعلاقاتهم ببعض.

      فيكي

      طالبة في تانية إعدادي، بتحاول توازن بين حبيبها وصاحبها اللي لسه راجع ومشاكل المدرسة

      مونت

      حبيب فيكي، أكبر منها بسنة وساكن بعيد (علاقة عن بعد)، شكله وراه سر ومش مبسوط.

      ماركو

      أعز صاحب لفيكي من الطفولة، كان مسافر ورجع فجأة، وعايز يرجع علاقته بيها.
      روايه حب مجنون
      صورة الكاتب

      صحيت حوالي الساعة ستة الصبح عشان أجهز للمدرسة، بصيت في تليفوني لقيت رسالة "صباح الخير" من مونت، حبيبي. رسالته خلتني أبتسم وأنا بقراها. حسيت إنها حركة لطيفة منه إنه بيبعتلي كل يوم الصبح في ميعاده حتى وهو بيصحى الساعة سبعة ونص أو تمانية الصبح عشان مدرسته. رديت عليه برسالة قبل ما أدخل آخد دش، وأنا عارفة إنه هيرد عليا أول ما يصحى.
      
      بعد 25 دقيقة
      
      أول ما خرجت من الدش بدأت أنشف نفسي ولفيت فوطة حواليا قبل ما أروح أوضتي. لما دخلت أوضتي قعدت على سريري عشان بحب أسيب جسمي ينشف في الهوا. وأنا قاعدة على السرير بصيت في تليفوني. اتفاجئت إن عندي تلات رسايل. واحدة من ولد معجب بيا.
      
      الولد: صباح الخير يا جميلة.
      
      الولد ده ذوق أوي بس أنا خلاص عندي حبيبي الشقي بتاعي. الرسالتين التانيين كانوا من نمرة معرفهاش.
      
      نمرة غريبة: إيه الأخبار يا فيكي؟
      
      نمرة غريبة: بتعملي إيه؟
      
      قررت إني هرد على الولد اللي معجب بيا ده بعدين وأشوف مين صاحب النمرة دي الأول. بعت رسالة للنمرة الغريبة.
      
      أنا: مين معايا
      
      نمرة غريبة: ماركو
      
      ماركو؟ سألت نفسي. فضلت أكرر الاسم في دماغي كذا مرة لحد ما افتكرت ده مين. لسه واخدة بالي إن ماركو ده كان أعز صاحب ليا. هو كان رجع المكسيك من كام سنة. إحنا اتربينا مع بعض من وإحنا عيال صغيرين وإخواتنا كانوا زي الإخوات. وأنا رايحة المدرسة بعت رسالة لماركو.
      
      أنا: إيه الأخبار يا أعز صاحب؟
      
      ماركو: قشطة ولا حاجة، رجعت أمريكا خلاص على طول. واحشني يا صاحبي، لازم نتقابل في يوم نرغي شوية.
      
      أنا: آه طبعًا-
      
      رسالتي اتقطعت بسبب رسالة وصلتني من حبيبي.
      
      مونت: بتعملي إيه يا حبيبتي، وحشتيني.
      
      هرد عليه أول ما أخلص رسالتي لماركو.
      
      أنا: آه فعلًا لازم. عندي حاجات كتير أوي أحكيهالك.
      
      فضلت أراسل ماركو طول الطريق للمدرسة. أول ما دخلت فصلي قلتله هكلمه بعدين وقفلت تليفوني. بعد عشر دقايق في الحصة افتكرت إني نسيت أرد على مونت. "يا دي النيلة" قلت في سري. يلا مش مشكلة، أنا عارفة إنه هيتضايق بس هبعتله في وقت الغدا. يا رب بس ما يكونش بعتلي رسايل زعل كتير.
      
      مونت كان عايش في أتلانتا في ولاية جورجيا. وأنا كنت عايشة في سافانا في ولاية جورجيا. يعني نقدر نقول إنها كانت علاقة عن بعد، مسافة تلات أو أربع ساعات بالعربية.
      
      مونت كان الواد الأمور، بشرته فاتحة، وطويل حوالي مية خمسة وسبعين سنتي، واد رياضي. كان بيلعب رياضة. وأنا كنت مشجعة. في الوقت ده أنا كنت في سنة تانية إعدادي وهو كان في تالتة إعدادي.
      
      الوقت كان بيعدي ببطء، وكنت مستنية وقت الغدا عشان أراسل حبيبي. لما جه وقت الغدا، يا دوب لحقت أكلم مونت عشان كان عندنا اجتماع في نفس الوقت بخصوص رحلة مدرسية جاية. أصل أنا كنت في مدرسة بنظام خاص أغلبها من البيض وحوالي عشرة في المية بس من السُمر. كانت من أولى حضانة لحد تانية إعدادي. فكان كلنا قريبين من بعض زي العيلة. الرحلة كانت هتتكلف خمسمية دولار وكانت لواشنطن العاصمة لمدة أربع أيام، وكنا هنروح البيت الأبيض. يمكن أوباما يكون موجود لما نروح.
      
      
      
      
      
      
      
      
      كنت متحمسة للرحلة بس ما كنتش مبسوطة بسعرها. الدراسة كانت قربت تخلص، كنا في أواخر شهر أربعة. وبداية شهر خمسة، الرحلة كانت في نص شهر خمسة. في وقت الغدا، بعت رسالة لمونت أفهمه إني كنت في الحصة ونسيت أرد عليه وتليفوني كان مقفول، وإني بتمنى إنه ما يكونش زعلان مني. هو رد عليا.
      
      مونت: لا يا حبيبتي مش زعلان منك بس إحنا محتاجين نتكلم، أشوفك بعد المدرسة، بحبك.
      
      أنا: ماشي يا حبيبي وأنا كمان بحبك. نتكلم في إيه؟
      
      مونت: متقلقيش، هكلمك قريب.
      
      طول ما اليوم بيعدي، كل اللي بفكر فيه هو "عايز يتكلم في إيه؟". اليوم عدى أسرع شوية أخيرًا. المدرسة خلصت الساعة تلاتة وربع وأنا فضلت قاعدة لحد الساعة خمسة. قعدت شوية مع صحابي لحد ما ماما جت تاخدني. لما جت كنت مبسوطة، حكيتلها عن الرحلة وعن تكلفتها كام. اتفاجئت إن ماما هتخليني أطلع الرحلة، وقالتلي لو أنا فعلًا عايزة أروح هي هتدفع الفلوس.
      
      ماما ما كانتش زي الأمهات السُمر العاديين، هي كانت بتتصرف زي البيض أكتر ما بتتصرف زي السُمر. بعدين اتقابلت مع مونت، قعدنا شوية وحكيتله عن الرحلة. مابانش عليه إنه مبسوط بالموضوع، هز كتفه كأنه مش مهتم. كان فيه حاجة شغلة باله بس هو ما قالش وأنا ما سألتش. كنت عارفة إن فيه حاجات كتير مخبيها عني وعن مامته. أعتقد إنه ما كانش عايز يخوفني وأبعد عنه.
      
      كل ما ميعاد الرحلة كان بيقرب، عملت كل اللي أقدر عليه عشان أجمع الفلوس، بس ماما دفعت المبلغ كله.
      
      أيام السبت كنت بشتغل في مطعم "آبل بيز" في منطقة الجُزُر، بقدم فطاير وسجق مع إضافات مختلفة فوقيهم. أيام سبت تانية كنت بشتغل في جنينة، براقب النطاطة والأنشطة.
      
      يوم الرحلة المدرسية.
      
      صحيت بدري أوي عشان أحضر حاجتي وأجهز. بعت رسالة لمونت قلتله إني ماشية وهكلمه بعدين. بحبك وواحشني. كان معايا ميتين وخمسين دولار مصاريف جيب، وزيادة عليهم خمسين دولار عشان كل الشغل اللي اشتغلته أيام السبت. وإحنا في الأتوبيس مستنيين كله يركب أتوبيس رحلات "كيلي"، رشيت الجزء اللي فوق من شعري لون وردي فاقع. كل الناس شافوا إن شكله حلو، وأنا كمان.
      
      
      
      
       
      
      
      الرحلة بالأوتوبيس لواشنطن العاصمة كانت طويلة ومملة شوية. أنا قعدت في الكنبة اللي ورا في الأوتوبيس مع معظم العيال السُمر التانيين. أول حاجة لفتت نظري في واشنطن العاصمة كانت مبنى ألوانه زي قوس قزح، كان مبنى لمجتمع المثليين. أنا شفت إن دي حاجة لطيفة.
      
      أول حاجة عملناها رحنا على طول على الفندق. الفندق كان حلو كان اسمه "ويسترن". في الفندق اختارنا الأوض. أنا كنت في أوضة مع بنت اسمها آيري، وأمبر، وتيس، وده كان تمام بالنسبالي.
      
      أول ما كل واحد استقر في أوضته، بدأنا الجولة بتاعتنا. ودونا المول. المول كان ضخم جدًا تلات أدوار. طول الوقت في المول كنت مع آيري. هي كانت بتدور على محل جزم رياضة. جرينا من أول المول لآخره عشان المول كان بيقفل. لما مشينا من المول رجعنا الفندق عشان نبات.
      
      لما رجعنا، كله كان عايز يروح حمام السباحة وأنا كنت موافقة. غيرت هدومي ولبست مايوه وفوقيه فستان. لما كله لبس، رحنا حمام السباحة عشان نكتشف إنه مقفول. بما إن حمام السباحة كان مقفول، رجعنا أوضتنا ومعانا شوية صحاب. فضلوا يهزروا وكسروا راس السرير وهما بيلاعبوا بعض مصارعة، وكان شكلهم يضحك. كانوا بنت وولد. بعد ما هما مشيوا، فضلت أنا وآيري وأمبر بس في الأوضة. تيس كانت مع صحابها البيض. وهي مش موجودة، أنا وأمبر قعدنا نلعب على الكمبيوتر المحمول بتاعي ونتفرج على فيديوهات ونسمع مزيكا.
      
      متأخر بالليل كنا لسه صاحيين وتيس قررت ترجع. تيس رجعت ومعاها واحدة صاحبتها. تيس رجعت عشان تعمل "شاي حشيش". معنديش أي فكرة إيه البتاع ده. هي عملت شاي الحشيش بتاعها وحاولت تدينا منه شوية. بس إحنا كلنا رفضنا ما عدا البنت اللي جت معاها.
      
      باقي الرحلة زُرنا أماكن زي البيت الأبيض، والتماثيل التذكارية، ومتاحف، وأماكن تانية. رحنا مقابر كان فيها آلاف القبور. كلها كان عليها صليب أبيض، دي كانت للجنود المجهولين. الزيارة هناك والمشي كان طويل، والجو حر، وهادي جدًا. مشينا في ممشى طويل بيوصل لمبنى بسلالم. قعدنا على السلالم واتفرجنا على شوية عساكر بيعملوا تحية للجنود المجهولين، والتحية دي كانت طويلة. إحنا مشينا عشان مكناش عارفين هي هتخلص إمتى.
      
      المهم، الرحلة كانت قربت تخلص وكان لازم نصحى بدري عشان نلحق نرجع بيتنا قبل الليل.
      
      
      ------------------------
      مستنية آراءكم، وتصويتكم، وتعليقاتكم،
      الكتاب هيبقى أحسن، أوعدكم. بحبكم.
      
      

      حلمي إلى كوريا

      حلمي إلى كوريا

      بقلم,

      رومانسية كورية

      مجانا

      بنت هندية شابة عندها شغف كبير بكوريا الجنوبية وثقافتها. القصة بتابعها وهي بتتعلم اللغة وبتخطط لسفريتها اللي بتحلم بيها. بتسافر بريا لوحدها لسيول مليانة حماس ومغامرة، مش بس عشان تستكشف بلد جديدة، لكن كمان عشان تقابل "آرمان"، صاحب طفولتها اللي عايش هناك وميعرفش بزيارتها. الرواية هي رحلة لاكتشاف الذات والصداقة ومواجهة المجهول في بلد غريب.

      بريا

      هندية طموحة ومغامرة، بتحب الثقافة الكورية جدًا وقررت تسافر كوريا الجنوبية لوحدها عشان تحقق حلمها وتفاجئ صاحبها القديم.

      آرمان

      صاحب بريا من أيام الطفولة في الهند. عيلته عزلت وراحوا عاشوا في كوريا الجنوبية من سنين، وبريا رايحة تقابله من غير ما يعرف.

      جيسو

      طالبة كورية قابلتها بريا في الجامعة، وهي اللي زرعت فيها حب كوريا بقصصها عن بلدها.
      حلمي إلى كوريا
      صورة الكاتب

      القصة دي كلها عن حياة بريانكا. بريانكا كانت شابة عندها رغبة جبارة في السفر والترحال. شغفها بالثقافات المختلفة وعطشها للمغامرة كانوا هما القوة اللي بتزقها تستكشف العالم. ومن بين كل الأماكن اللي كانت نفسها تروحها، كوريا الجنوبية كان ليها مكانة خاصة في قلبها. كانت بلد مليانة تناقضات، التقاليد فيها بتمتزج ببساطة مع الحداثة، وجاذبية أكلها ومزيكتها وتاريخها كانت دايمًا بتنادي عليها.
      
      هي كبرت في بيت دافي مليان كتب وفن، وده بفضل باباها، أستاذ التاريخ، ومامتها، الفنانة. هي كانت دايمًا حواليها قصص عن أراضي بعيدة وثقافات غريبة. القصص دي ولّعت جواها حاجة، فضول عميق عن العالم اللي بره بلدها الصغيرة.
      
      بس لما بريانكا دخلت الجامعة، افتتانها بالسفر لقى نقطة يركز عليها. في محاضرة من محاضراتها، قابلت جيسو، طالبة تبادل من كوريا الجنوبية. العرض اللي قدمته جيسو بحماس عن بلدها رسم صورة حية لثقافة كوريا الجنوبية الغنية وتقاليدها. بريانكا اتسحرت، وكانت مركزة في كل كلمة جيسو بتقولها عن شوارع سيول الزحمة، والاحتفالات الملونة، والأكل اللي يفتح النفس.
      
      بريانكا اتشجعت من قصص جيسو، وراحت بكل حماسها تتعلم أكتر عن كوريا الجنوبية. انضمت لجيسو في دروس لغة كورية، وكانت متحمسة تفهم أساسيات اللغة. ورغم التحديات الأولية في تعلم لغة جديدة، بريانكا كانت مصممة إنها تتقنها. وبمساعدة المصادر على النت، وتطبيقات اللغات، وشوية توجيهات من جيسو من وقت للتاني، بدأت مهاراتها في الكوري تتحسن واحدة واحدة.
      
      بريانكا موقفيتش عند دروس اللغة بس؛ هي كانت عايزة تغطس في كل حتة من الثقافة الكورية. قضت ساعات بتتفرج على مسلسلات كورية ورا بعض، وبتسرح في القصص الجذابة والتصوير الجميل. هي كمان جربت تطبخ أكل كوري، وحاولت تعمل أكلاتها المفضلة تاني بنسب نجاح متفاوتة. وسط كل ده، هي لقت متعة في عملية التعلم واستكشاف حاجة جديدة.
      
      بس رحلة بريانكا مكنتش من غير تحديات. في السكة، قابلت تشكيك من بعض زمايلها اللي مكنوش فاهمين سر انبهارها بالثقافة الكورية. كانوا بيسألوا عن فايدة اللي بتعمله، ومستغربين ليه بتستثمر كل الوقت والمجهود ده في حاجة شايفينها تافهة. رغم شكوكهم، بريانكا فضلت ثابتة في سعيها، مدفوعة بشغفها للاستكشاف والاكتشاف.
      
      كل ما معرفة بريانكا باللغة والثقافة الكورية بتزيد، كل ما رغبتها في تجربة كوريا الجنوبية بنفسها بتكبر. كانت بتحلم تمشي في شوارع سيول، وتدوق أكل الشارع من الأسواق المليانة حركة، وتستمتع بمناظر وأصوات البلد المليانة حيوية دي. بس، إقناع أهلها إنهم يخلوها تسافر كوريا الجنوبية مكنش حاجة سهلة. كانوا قلقانين عليها تسافر لوحدها لبلد غريبة، على بعد آلاف الأميال من البيت.
      
      لكن بريانكا كانت مصممة تحول حلمها لحقيقة. شرحت لأهلها بصبر أسباب رغبتها في زيارة كوريا الجنوبية، وركزت على الإثراء الثقافي والتطور الشخصي اللي هي مؤمنة إنها هتكسبه من التجربة دي. بعد مناقشات كتير وتأكيدات إنها هتكون في أمان، أهل بريانكا وافقوا على سفرها على مضض.
      
      بعد ما خدت موافقة أهلها، بريانكا بدأت تخطط لرحلتها لكوريا الجنوبية بجدية. دورت على برامج للسفر، ونقّبت في النت عن أماكن إقامة سعرها معقول، ورسمت خطط زياراتها للمعالم السياحية بدقة. كل تفصيلة كانت متخططلها بعناية، من أول الأماكن السياحية المشهورة اللي لازم تتزار، لحد الجواهر الخفية اللي المسافرين التانيين نصحوا بيها.
      
      ولما معاد السفر قرّب، بريانكا حست بمشاعر متلخبطة. حماس، وترقب، وشوية توتر، كله دخل في بعضه وهي بتحضر نفسها لمغامرة عمرها. مقدرتش تمنع نفسها من الإحساس بالفخر باللي وصلتله من أول مرة عرفت فيها عن كوريا الجنوبية في الجامعة. السفرية دي كانت أكتر من مجرد إجازة؛ كانت تتويج لشغفها بالاستكشاف وإصرارها على ملاحقة أحلامها.
      
      وأخيرًا، جه اليوم اللي بريانكا هتركب فيه طيارتها لكوريا الجنوبية. وهي قلبها بيدق جامد من القلق ومبسوطة في نفس الوقت، ودّعت أهلها وصحابها وبدأت رحلتها. والطيارة طايرة في السما، بريانكا بصت من الشباك، منبهرة بوسع العالم تحتها. هي كانت عارفة إن دي مجرد بداية مغامراتها في كوريا الجنوبية، ومكنتش قادرة تستنى تشوف إيه العجايب اللي مستنياها الناحية التانية.
      
      اقرا الفصل الجاي عشان تعرف أكتر عن بريانكا وحياتها، وكل المشاكل، والمتعة، وغيره اللي قابلتها في أوقاتها الجاية.
      
      
      
      
      
      
      
      بريا، شابة مليانة حيوية من مدينة صغيرة في الهند، كان دايمًا جواها حب للمغامرة. قلبها كان بيرفرف من الحماس وهي بتحضر لرحلة طيرانها من الهند لكوريا الجنوبية. السفرية دي مكنتش مجرد سفر وخلاص؛ دي كانت عشان تسعى ورا أحلامها وتواجه المجهول.
      
      الصبح يوم سفرها، بريا صحيت على أشعة الشمس الخفيفة اللي داخلة من شباكها، ونشرت نور دافي في أوضتها. هي كانت قضت الليلة اللي قبلها بترتب شنطها بحرص، بتتأكد إن معاها كل حاجة محتاجاها لرحلتها. جواز سفرها، ومذكرات السفر بتاعتها اللي بتحبها، وكاميرتها اللي بتعتمد عليها، كلهم كانوا متشالين بأمان في شنطتها. بصت بصة سريعة في الأوضة عشان تتأكد إنها منسيتش حاجة، وحست بموجة حماس بتجري في عروقها. النهاردة هو اليوم اللي كانت بتحلم بيه من زمان أوي.
      
      وهي في طريقها للمطار، بريا مقدرتش تمنع إحساس الترقب اللي بيكبر جواها. أفكار عن المغامرات اللي مستنياها في كوريا الجنوبية كانت بتتنطط في دماغها، وبتملأها حماس وفرحة. هي طول عمرها كانت منجذبة للثقافة المليانة حياة، والمناظر الطبيعية الخلابة، ووعد التجارب الجديدة اللي كوريا الجنوبية بتقدمه. السفرية دي كانت تتويج لسنين من الأحلام، والتخطيط، والتحويش، وبريا كانت مستعدة تستغل كل لحظة فيها.
      
      في المطار، زحمة المسافرين ودوشتهم، وريحة القهوة الطازة، وصوت محركات الطيارات من بعيد، كانوا ماليين الجو. بريا وقفت في طابور تسجيل الدخول لرحلتها، وقلبها كان بيدق جامد من الحماس مع كل خطوة بتقربها من الشباك. موظفين شركة الطيران رحبوا بيها بابتسامات دافية، وحسسوها بالترحاب والراحة. ولما استلمت كارت ركوب الطيارة، قلب بريا طار من الفرحة. خلاص - هي بجد رايحة كوريا الجنوبية.
      
      بعد ما عدت من التفتيش الأمني، بريا لقت نفسها في منطقة السوق الحرة الزحمة في المطار، حواليها تشكيلة مبهرة من البضايع الفاخرة، والعطور، وحلويات من كل حتة. مقدرتش تقاوم إنها تدلع نفسها شوية، واشترت شوية منتجات كورية للعناية بالبشرة عشان تدلع نفسها في رحلتها. وهي بتتفرج على الممرات، مقدرتش تبعد إحساس الحماس اللي بيفور جواها. دي كانت بداية حاجة رهيبة.
      
      كان فاضل شوية وقت قبل طيارتها، فبريا لقت ركن هادي جنب بوابتها وخدت لحظة تفكر في رحلتها. افتكرت الساعات اللي ملهاش عدد اللي قضتها بتتعلم عن ثقافة وتاريخ كوريا الجنوبية، وغطست في اللغة، وحلمت باليوم اللي هتحط فيه رجلها أخيرًا في البلد الجميلة دي. من أول مذاكرة العبارات الكورية الأساسية لحد مشاهدة المسلسلات والأفلام الكورية، بريا كانت بتستقبل بلهفة كل حاجة ممكن تعرفها عن كوريا الجنوبية، ومتحمسة تتواصل مع شعبها وتندمج في ثقافتها الغنية.
      
      ولما نداء ركوب الطيارة صوته رن في المطار، قلب بريا دق جامد. هي دي - اللحظة اللي كانت مستنياها. وإحساس الترقب بيكبر جواها، انضمت لطابور الركاب اللي طالعين الطيارة، وحماسها بيوصل لمستويات جديدة مع كل خطوة بتقربها من الطيارة.
      
      أول ما ركبت، بريا لقت كرسيها واستقرت فيه، وقلبها لسه بيدق بسرعة من الترقب. والطيارة بتمشي على ممر الإقلاع، مقدرتش تمنع إحساس بالانبهار يغمرها. دي كانت بداية مغامرتها، وهي كانت مستعدة تستقبلها بإيدين مفتوحة.
      
      والطيارة بتحلق في السما، بريا حست باندفاع من الحماس غمرها. مكنتش مصدقة إنها أخيرًا في طريقها لكوريا الجنوبية، مكان مكنش موجود غير في أحلامها لحد دلوقتي. ومع كل دقيقة بتعدي، كانت بتحس بالترقب بيكبر جواها، زي الذروة في سيمفونية جميلة. هي كانت عارفة إن الرحلة دي هتكون تجربة عمرها ما هتنساها.
      
      نظام الترفيه في الطيارة كان بيعرض مجموعة من الأفلام والمزيكا الكورية، وبريا اندمجت فيهم بحماس. هي كانت مصممة توصل كوريا الجنوبية بفهم أعمق للثقافة وشعبها، وإيه أحسن طريقة تعمل بيها كده غير إنها تغطس في الترفيه الكوري؟ وهي بتتفرج على الأفلام وبتسمع المزيكا، بريا مقدرتش تمنع إحساس بالتواصل مع البلد اللي هي رايحة تزورها. كان كأنها خلاص هناك، بتعيش كل حاجة بنفسها.
      
      مع مرور الساعات والطيارة بتقرب من وجهتها، حماس بريا كان عمال يزيد. مكنتش قادرة تستنى تهبط في كوريا الجنوبية وتبدأ تستكشف كل حاجة عندها تقدمها. من شوارع سيول الزحمة لجمال أريافها الهادي، كان فيه حاجات كتير أوي نفسها تشوفها وتجربها. والطيارة بتهبط ناحية الممر، بريا حست بإحساس نشوة بيغمرها. خلاص - دي بداية مغامرتها الكورية الجنوبية، وهي كانت مستعدة تنط فيها بكل قوتها.
      
      أخيرًا، الطيارة لمست أرض كوريا الجنوبية، وبريا حست بموجة حماس وهي بتنزل من الطيارة على أرض المطار. هي وصلت، والمغامرة كانت لسه بتبتدي. بخطوة خفيفة وابتسامة على وشها، بريا عدت من الجوازات وراحت لمكان إقامتها، متحمسة تبدأ تستكشف كل حاجة كوريا الجنوبية بتقدمها.
      
      وهي بتستقر في مكان إقامتها، بريا مقدرتش تمنع إحساس بالرهبة لما استوعبت إنها أخيرًا في كوريا الجنوبية. من شوارع سيول المليانة حياة لجمال أريافها الساحر، كان فيه كتير أوي نفسها تشوفه وتجربه. ومع كل لحظة بتعدي، حماسها كان بيزيد. دي كانت بداية حاجة رهيبة، وبريا كانت مستعدة تستغل كل لحظة.
      
      وهي نايمة على سريرها بالليل، بريا مقدرتش تمنع إحساسها بالامتنان للفرصة دي إنها تبدأ المغامرة دي. من اللحظة اللي ركبت فيها الطيارة في الهند للإحساس المثير وهي بتحط رجلها في كوريا الجنوبية، كل لحظة كانت مليانة حماس وانبهار. وهي بتغرق في النوم، بريا كانت عارفة إن الأيام الجاية فيها احتمالات ملهاش نهاية، ومكنتش قادرة تستنى تشوف مغامرتها الكورية هتوصلها لفين.
      
      وبريا قاعدة في كرسيها في الطيارة، بتبص من الشباك على المناظر الطبيعية الخلابة تحتها، أفكارها راحت لصاحب طفولتها، آرمان. آرمان وبريا كانوا مبيفترقوش أبدًا في الهند، وكانوا بيشاركوا مغامرات وأسرار وأحلام ملهاش عدد. لكن الحياة خدت آرمان وعيلته لكوريا الجنوبية من كام سنة، وعزلوا وسابوا بريا وراهم. رغم المسافة، صداقتهم فضلت قوية زي ما هي.
      
      الدموع اتجمعت في عين بريا وهي بتفكر في الذكريات اللي شاركتها هي وآرمان. من اللعب مع بعض في الجنينة لاستكشاف الغابات اللي جنب بيوتهم، صداقتهم كانت مصدر للفرحة والراحة طول السنين. ودلوقتي، وبريا مسافرة لكوريا الجنوبية، مقدرتش تمنع إحساس متجدد بالتواصل مع صاحبها.
      
      مع كل ميل بيعدي، حماس بريا كان بيزيد، وهي عارفة إنها بتقرب من اللحظة اللي هتقابل فيها آرمان تاني. مكنتش قادرة تستنى تشوف نظرة المفاجأة والفرحة على وشه لما تظهر فجأة قدام باب بيته. دي هتكون لحظة هما الاتنين هيفضوا فاكرينها طول عمرهم.
      
      ولما الطيارة هبطت في كوريا الجنوبية، قلب بريا كان بيدق بسرعة من الترقب. هي لمّت حاجتها، وعدت من الجوازات، وراحت لمكان إقامتها.
      
      

      روايه ولي العهد الهارب

      ولي العهد الهارب

      بقلم,

      اجتماعية

      مجانا

      عالمين مختلفين، عيلة "نيشا" الفنية البسيطة وعيلة "شيفراج" الملكية في جايبور. شيفراج، ولي العهد الجاد، بيواجه ضغوط الشغل ومحاولات والدته "باتراليخا" عشان تجوزه. في نفس الوقت، أخوه "إندر" شخص مستهتر ومش مسؤول. والدة شيفراج بتطلب تصميمات مجوهرات خاصة لحدث مهم. وجد نيشا بيكلفها هي بالمهمة دي كفرصة لإثبات موهبتها، وده الخيط اللي غالباً هيربط العيلتين ببعض.

      شيفراج

      ولي عهد جايبور. راجل عملي ومسؤول جدًا، شايل هم إمبراطورية "سوريافانشي" وضغوط والدته للزواج.

      نيشا

      مصممة مجوهرات شابة وموهوبة. طموحة وجدها بيثق فيها جدًا وادالها مسؤولية تصميم مجوهرات للملكة.

      باتراليخا

      الملكة الأم. قلقانة على مستقبل ولادها، عايزة تجوز شيفراج، وقلقانة من تصرفات ابنها الصغير إندر.
      روايه حب مجنون
      صورة الكاتب

      كانت نيشا نائمة بعمق في غرفتها الدافئة، متكورة تحت بطانية دافئة، تحلم بمروج هادئة وزقزقة عصافير. فجأة، شعرت برذاذ بارد ومبلل على وجهها. فزعت، فاعتدلت في جلستها وهي تلهث لالتقاط أنفاسها.
      
      قبل أن تتمكن حتى من فتح عينيها، سمعت ضحكة أخيها سوكيتو المزعجة.
      
      سوكيتو: أمسكت بكِ يا أختي! صاح وهو يحمل كوبًا فارغًا في يده.
      
      فتحت نيشا عينيها فجأة، وحدقت في سوكيتو، وهي تغلي من الغضب.
      
      نيشا: ما هذا بحق الجحيم يا سوكيتو؟ لماذا فعلت ذلك؟ صرخت وهي تمسح قطرات الماء عن وجهها.
      
      سوكيتو: كنت أحاول المرح قليلاً يا أختي. كنتِ تبدين هادئة جدًا وأنتِ نائمة، لم أستطع المقاومة.
      
      نيشا: قلبت عينيها، ولا تزال غاضبة. حسنًا، أتمنى أن تكون قد استمتعت، لأنك أفسدت نومي. قالت بغضب، وهي تلقي بطانيتها جانبًا وتنهض من السرير.
      
      تلاشت ابتسامة سوكيتو قليلاً عندما رأى مدى غضب أخته.
      
      سوكيتو: هيا يا نيش، لقد كان مجرد مقلب غير مؤذٍ. لا تغضبي. توسل إليها وهو يرفع يديه مستسلمًا.
      
      نيشا: لا يهمني إذا كان غير مؤذٍ أم لا يا سوكيتو. ما كان يجب عليك فعل ذلك. الآن اتركني وشأني. قالت وهي تدوس بقدميها متجاوزة إياه ومتجهة نحو الحمام.
      
      تنهد سوكيتو، شاعرًا بالذنب لإفساده نوم أخته. كان يعلم أنه تمادى في مقلبه.
      
      سوكيتو: أنا آسف يا نيش. تمتم، آملًا أن تسامحه في النهاية.
      
      كان راميش قد أنهى للتو تمارينه الصباحية عندما سمع الجلبة قادمة من غرفة نيشا. بدافع الفضول، شق طريقه نحو الغرفة، وعندما وصل، رأى وجه نيشا مبللًا بالكامل بالماء.
      
      راميش: صباح الخير يا أولاد. ماذا يحدث هنا؟
      
      نيشا: ألقت نظرة خاطفة نحو والدها. سوكيتو سكب الماء على وجهي بينما كنت نائمة يا أبي. قالت وهي تجفف وجهها بمنشفة.
      
      راميش: سوكيتو، هذا ليس بالأمر اللطيف. يجب أن تعتذر لأختك. قال بصوت حازم ولكن لطيف.
      
      أحنى سوكيتو رأسه خجلاً، مدركًا فداحة أفعاله.
      
      سوكيتو: أنا آسف يا نيش. لم أقصد إزعاجك.
      
      نيشا: لا بأس يا سوكو. فقط لا تفعل ذلك مرة أخرى. قالت وهي ترمقه بنظرة حادة.
      
      راميش: حسنًا، هذا يكفي. دعونا نوقف هذا الشجار. اليوم هو الأحد، وحان الوقت لنتناول الإفطار معًا كعائلة. أنتما تعرفان القواعد؛ هذا شيء كان جدكما يصر عليه دائمًا. قال مذكرًا أطفاله بتقاليد عائلتهم. أومأ نيشا وسوكيتو برأسيهما، مدركين أن والدهما كان على حق. ذهب كلاهما إلى غرفته للاستعداد.
      
      كانت لاكشمي، والدة نيشا وسوكيتو، مشغولة في المطبخ، تحضر وليمة لإفطار العائلة يوم الأحد. كانت تعد الباراثا والبيض المخفوق وبعض سلطة الفاكهة. في تلك اللحظة، دخل ابن أخيها أوميش إلى المطبخ، وعانقها من الخلف.
      
      أوميش: صباح الخير يا عمتي. ماذا تحضرين؟ أنا أتضور جوعًا. قال وهو يبتسم لها.
      
      استدارت لاكشمي وابتسمت له، وربتت على رأسه بحنان.
      
      لاكشمي: صباح الخير يا بني. أنا أعد طعامك المفضل، الباراثا والبيض المخفوق. فقط انتظر بضع دقائق أخرى، وسيكون كل شيء جاهزًا. قالت وهي تخرجه من المطبخ. أوميش، غير قادر على احتواء حماسه، عرض بسرعة مساعدة لاكشمي، وقام بوضع الأطباق وأدوات المائدة على طاولة الطعام.
      
      الجد: صباح الخير جميعًا.
      
      حيا لاكشمي وأوميش كبارهما بتحية احترام وساعداهما على الجلوس إلى طاولة الطعام. أحضرت لاكشمي بسرعة الباراثا الساخنة والبيض إلى الطاولة، إلى جانب سلطة الفاكهة.
      
      بينما جلست العائلة معًا، مستمتعة بوجبة الإفطار، تحدثوا وضحكوا، وتبادلوا قصصًا من الأسبوع الماضي. أوميش، الذي كان طالبًا جامعيًا، تحدث عن امتحانه الأخير وكيف كان يشعر بالثقة تجاهه. استمع الجد والجدة إلى أحفادهما بفخر، سعيدين برؤيتهم يكبرون ليصبحوا شبابًا مسؤولين. عندما انتهوا من إفطارهم، أحضرت لاكشمي بعض الشاي الساخن، وصبته في أكوابهم. جلست العائلة معًا، مستمتعة بالمشروب الدافئ وصحبة بعضهم البعض، معتزين باللحظة. بعد إفطارهم، مضت العائلة في أعمالها اليومية، لكن دفء وحب وجبة الإفطار ظلا معهم، يملآن قلوبهم بالبهجة والسعادة.
      
      
      
      
      
      
      في قصر مدينة جايبور، كان شيفراج في منتصف تمارينه الصباحية في صالة الألعاب الرياضية الخاصة. وبينما كان يرفع الأثقال، كان يقوم بمهام متعددة، حيث كان يرد على مكالمات العمل عبر سماعته اللاسلكية. إنه يدير "مجموعة سوريافانشي"، وكان عليه متابعة عمله حتى أثناء إجازته. عندما كان ينهي تمرينه، دخل خادم إلى صالة الألعاب وأبلغه أن الإفطار جاهز. أومأ شيفراج برأسه، مشيرًا للخادم بالمغادرة، وواصل تمرينه لبضع دقائق أخرى. ثم عاد إلى غرفته، حيث اغتسل وارتدى بدلة كحلية اللون، كان قد أعدها في الليلة السابقة.
      
      تفقد مظهره في المرآة، متأكدًا من أنه يبدو أنيقًا. مرر أصابعه عبر شعره القصير، متأكدًا من أنه في مكانه. ثم توجه إلى غرفة الطعام، حيث تم إعداد وجبة إفطار فاخرة. كانت غرفة الطعام واسعة، ذات أسقف عالية وثريات أنيقة. وزُينت الجدران بأعمال فنية راجستانية تقليدية، تصور التراث الثقافي الغني للمنطقة. اتخذ شيفراج مقعده على رأس الطاولة، وانضمت إليه والدته.
      
      شيفراج: صباح الخير يا أمي. قال لوالدته بابتسامة.
      
      باتراليخا: صباح الخير يا شيف.
      
      باتراليخا: لاحظت أن ابنها الأصغر، إندر، لم يكن موجودًا. سألت أحد الخدم المارين، كامليش، هل رأيت إندر؟ أين هو؟
      
      كامليش: أنا آسف يا راني صاحبة، لكن الأمير الصغير لم يعد إلى المنزل الليلة الماضية. لقد خرج للسهر مع أصدقائه ولم يعد بعد.
      
      باتراليخا: ماذا؟ كيف يجرؤ على البقاء بالخارج طوال الليل دون إبلاغنا؟ هذا غير مقبول!
      
      كامليش: من فضلك لا تغضبي يا راني صاحبة. سأسأل في الأرجاء وأرى ما إذا كان أي شخص يعرف مكانه.
      
      لكنها لم تكن في مزاج يسمح بتهدئتها. التقطت هاتفها واتصلت برقم إندر، لكنه ذهب مباشرة إلى البريد الصوتي. حاولت مرة أخرى، ولكن بنفس النتيجة.
      
      باتراليخا: إنه حتى لا يرد على هاتفه! هذا شائن! كيف يمكن أن يكون غير مسؤول إلى هذا الحد؟ قالت، وصوتها يرتفع مع كل كلمة.
      
      شيفراج: الذي كان يجلس بهدوء في زاوية الغرفة، يراقب المشهد، تحدث. أمي، من فضلك لا تقلقي، سأتحدث مع الصغير، لا يزال طفلاً لذا اغفري له أخطاءه الصغيرة، هيا الآن تناولي إفطارك أولاً، أنا سأتحدث مع الصغير.
      
      باتراليخا: أخذت نفسًا عميقًا وحاولت تهدئة نفسها. شيف أنت تعرف أليس كذلك، أن إندر لم يعد طفلاً، لقد أصبح عمره 24 عامًا، يجب أن يفهم مسؤوليته الآن، ودلالك وحبك هو ما أفسده، نحن نقلق عليك يا بني، لقد أصبحت 32 عامًا وتهتم بالجميع ما عدا نفسك. أنا والدتك، أريد أيضًا أن يستقر شيف في منزله، أن يتزوج، وأنت لا تستمع لكلامنا.
      
      مع مرور اليوم، لم يكن هناك أي أثر لإندر. كانت باتراليخا قلقة للغاية، لكن شيف حاول طمأنتها. في وقت متأخر من المساء، دخل إندر أخيرًا، بدا أشعثًا بعض الشيء. هرعت إليه وعانقته بقوة، مرتاحة لكونه آمنًا.
      
      باتراليخا: أيها الشاب، هل لديك أي فكرة عن مدى قلقنا؟ كان يجب عليك على الأقل إبلاغنا بأنك ستبقى بالخارج طوال الليل.
      
      إندر: أنا آسف يا أمي. لم أقصد أن أقلقك. لقد فقدت الإحساس بالوقت ولم أدرك كم تأخر.
      
      باتراليخا: فقط كن أكثر مسؤولية في المستقبل يا إندر. نحن نحبك ونريدك أن تكون آمنًا.
      
      🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂
      
      في اليوم التالي، كانت نيشا ترتدي أقراطها عندما دخل ابن عمها، أوميش، إلى غرفتها.
      
      أوميش: صباح الخير يا نيشا! جدي يناديكِ في غرفته. يريد التحدث إليكِ بشأن شيء مهم. قال.
      
      عبست نيشا، متسائلة عما يمكن أن يكون الأمر. أنهت ارتداء أقراطها وتبعت أوميش إلى غرفة جدهما.
      
      عندما دخلت الغرفة، رأت جدها جالسًا على كرسيه بذراعين، ويبدو جادًا.
      
      نيشا: صباح الخير يا جدي. هل طلبتني؟ سألت بتردد.
      
      الجد: نعم يا نيشا، فعلت. من فضلك اجلسي. قال مشيرًا إلى كرسي بجانبه. نظر إليها جدها وقال، نيشا، كما تعلمين، تلقى متجر المجوهرات الخاص بنا طلبية كبيرة من الملكة باتراليخا. إنها تريد بعض تصميمات المجوهرات الفريدة والرائعة لحدثها القادم، وأعتقد أنكِ وحدكِ من يمكنه تحقيق ذلك.
      
      اتسعت عينا نيشا من المفاجأة.
      
      نيشا: أنا يا جدي؟ هل أنت متأكد؟ أعني، ما زلت أتعلم وهناك الكثير من المصممين ذوي الخبرة في متجرنا.
      
      ابتسم لها الجد. نعم يا نيشا، أنا متأكد. لقد رأيت عملكِ، وأعلم أن لديكِ الموهبة لابتكار شيء مميز حقًا. هذه فرصة كبيرة لنا، وأريدكِ أن تتولي مسؤوليتها.
      
      شعرت نيشا بموجة من الفخر والإثارة. كانت هذه فرصة لإثبات نفسها وصنع اسم لأعمال العائلة.
      
      نيشا: شكرًا لك يا جدي. لن أخيب ظنك. سأعمل بجد وأبتكر بعض التصميمات المذهلة. قالت بإصرار.
      
      الجد: أعلم أنكِ ستفعلين يا نيشا. لدي ثقة كاملة فيكِ. فقط تذكري أن تكوني مبدعة وتفكري خارج الصندوق. الملكة تريد شيئًا فريدًا، شيئًا يجعلها تبرز. أعتقد أنكِ تستطيعين فعل ذلك.
      
      ابتسمت نيشا، ممتنة لثقة جدها وتشجيعه. نهضت من الكرسي وقالت:
      
      نيشا: شكرًا لك يا جدي. سأبدأ في التصميمات على الفور. بينما كانت تغادر الغرفة، كان عقلها يضج بالأفكار والإلهام. لم تستطع الانتظار للبدء في هذا المشروع المثير.
      
      🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂
      
      كان شيفراج يستعد للذهاب إلى المكتب، ويرتدي أزرار أكمامه عندما سمع صوت والدته.
      
      باتراليخا: شيف يا بني، تعال إلى هنا للحظة. قالت وهي تدخل غرفته وفي يديها صندوق صغير.
      
      تنهد شيفراج في سره، عالمًا تمامًا ما هو قادم. كانت والدته تلح عليه منذ شهور، تحاول إقناعه بالاستقرار والزواج. حتى أنها وصلت إلى حد عرض صور لفتيات مؤهلات عليه، آملة أن يختار إحداهن.
      
      شيفراج: صباح الخير يا أمي. حياها بابتسامة. ما الذي لديكِ هناك؟
      
      باتراليخا: ابتسمت له، وفتحت الصندوق لتكشف عن عدة صور لفتيات. انظر إلى هؤلاء يا شيف. جميعهن فتيات لطيفات جدًا من عائلات جيدة. أعتقد أنك ستعجب بهن. فقط ألقِ نظرة واختر واحدة، ويمكنني البدء في التحضير لزفافك.
      
      ضحك شيفراج من حماس والدته، لكنه لم يستطع إلا أن يشعر ببعض السخط. لقد أخبرها عدة مرات أنه غير مهتم بالزواج. لكن والدته كانت امرأة مصممة، ولم تكن لتستسلم بهذه السهولة.
      
      شيفراج: أمي، أنتِ تعلمين أنني لست مهتمًا بالزواج.
      
      باتراليخا: لكن يا بني، أنت ولي عهد جايبور. لديك مسؤوليات. لا يمكنك الاستمرار في تأجيل زواجك. إلى جانب ذلك، هؤلاء الفتيات جميعهن متعلمات تعليمًا جيدًا وذوات أخلاق حسنة. بالتأكيد ستعجبك إحداهن.
      
      شيفراج: تنهد، عالمًا أنه لن يفوز في هذه الجدال. التقط إحدى الصور وألقى نظرة سريعة عليها. تبدو لطيفة يا أمي، لكنني لست مستعدًا لاتخاذ أي قرارات بعد. هل يمكننا التحدث عن هذا لاحقًا؟
      
      باتراليخا: شعرت بخيبة أمل طفيفة ولكنها لا تزال متفائلة. بالطبع يا بني. خذ وقتك، لكن تذكر أنني أريد الأفضل لك فقط.
      
      شيفراج: ابتسم، عالمًا أن والدته تقصد الخير. أعاد الصورة إلى الصندوق وقال، أعلم يا أمي. وأنا أقدر ذلك. الآن، إذا سمحتِ لي، يجب أن أذهب إلى المكتب. لدي الكثير من العمل للقيام به.
      
      بينما غادر الغرفة، تنهدت والدته، شاعرة بقليل من الإحباط. كانت تعلم أن ابنها شاب مسؤول ومجتهد، لكنها لم تستطع التوقف عن القلق بشأن مستقبله. كانت تأمل أن يجد يومًا ما الفتاة المناسبة ويستقر، ولكن في الوقت الحالي، كان عليها أن تتحلى بالصبر وتدع له اتخاذ قراراته الخاصة.
      

      روايه الفتاة الوحيدة ورجل الأعمال

      الفتاة الوحيدة ورجل الأعمال

      بقلم,

      اجتماعيه

      مجانا

      طالبة شاطرة في مومباي بس وحيدة ومرات أبوها بتعاملها وحش جدًا. في يوم بتجبرها تسيب كليتها وترجع البيت فورًا عشان تقابل ضيوف. في نفس الوقت، بنشوف حياة "ريانش"، رجل أعمال ناجح في سنغافورة، مشغول بشغله وحبيبته. أنايا بتكتشف إن الضيوف دول جايين يخططوا لمستقبلها من ورا ضهرها. الرواية شكلها عن معاناة "أنايا" وإزاي حياتها هتتقاطع مع "ريانش" في ظروف صعبة.

      أنايا

      بنت طيبة جدًا وذكية ومتفوقة في كليتها، بس ساذجة وحاسة بالوحدة. كل الناس بتستغلها لمصلحتها، وبتعاني من قسوة مرات أبوها "داميني".

      ريانش

      رجل أعمال غني ووسيم وناجح جدًا في سنغافورة. شخص عملي، وعنده حبيبة اسمها "كافيا" بيحبها.

      داميني

      مرات أبو أنايا. هي الشخصية الشريرة في القصة لحد دلوقتي. ست قاسية ومتسلطة، وبتعامل أنايا كأنها خدامة وواضح إنها بتدبرلها مصيبة (غالبًا جواز غصب عنها).
      روايه حب مجنون
      صورة الكاتب

      ده كان يوم شمس، والطرقات مليانة عربيات، والزحمة هي هي زي كل يوم في مومباي. بنت قاعدة في التاكسي، وعمالة تخبط برجلها في الأرض من كتر ما هي مستعجلة توصل مشوارها.
      
      البنت بصت في ساعتها وقالت: "يا أسطى ممكن تسرع شوية لو سمحت أنا هتأخر".
      
      السواق رد عليها: "قدامي صفوف عربيات، أنا مش هطير من هنا يعني. اصبري شوية من فضلك". وهي قلقها زاد أكتر.
      
      رغم إن الزحمة فكت شوية بشوية، بس برضه خدت منها ربع ساعة عشان توصل. أول ما العربية وقفت قدام المبنى الضخم بتاع كليتها، نزلت بسرعة من التاكسي.
      
      كانت لابسة بنطلون أزرق مع بلوزة بيضا طويلة، ولفة شال حوالين رقبتها لايق على لبسها، وشايلة شنطة بتتشال على الجنب على كتفها.
      
      دفعت للسواق وجريت لجوه، دخلت المدرج بتاعها وكان فيه محاضرة شغالة والدكتور بيشرح. قعدت بهدوء جنب بنت من غير ما تعمل دوشة لباقي الطلبة.
      
      سألت زميلتها اللي جنبها بصوت واطي: "هو فاتني حاجة؟"
      
      البنت ردت: "لأ، مش كتير، المحاضرة لسه بادئة".
      
      "الحمد لله". خدت نفس بارتياح وركزت في المحاضرة.
      
      لما المحاضرة خلصت، خرجت، بس بنت ندهت عليها من وراها: "أنايا!".
      
      أنايا لفت وشها وشافت واحدة من زمايلها. قالتلها: "أهلاً يا فانشيكا".
      
      فانشيكا قالت بتردد: "بصراحة أنا محضرتش المحاضرة، ممكن آخد منك اللي كتبتيه لو سمحتي؟"
      
      أنايا ردت بأدب: "أكيد، ليه لأ". ومدت إيدها في شنطتها وطلعت مجموعة ورق وادتهولها وقالت: "اتفضلي".
      
      فانشيكا قالت وهي مبتسمة: "متشكرة أوي، هرجعهملك بكرة".
      
      أنايا ابتسمتلها: "عادي، خدي وقتك". وكملت: "على فكرة، تانيشا برضه حضرت المحاضرة، مسألتيهاش ليه تاخدي منها اللي كتبته؟".
      
      فانشيكا قلبت عينيها.
      
      شرحتلها وهي مكشرة: "إنتي عارفة كويس، إنتي الوحيدة الطيبة في الكلية دي اللي بتساعدي الناس من غير تفكير. أنا سألت تانيشا الأول بس قعدت تتحجج كأني بطلب منها فلوس مش ورق".
      
      أنايا قالت وهي مكشرة: "يااه، دي حاجة وحشة أوي، دي صاحبتك، على الأقل مكنش المفروض ترفضلك طلب زي ده".
      
      فانشيكا قالت بنبرة سخرية: "محدش صاحب حد هنا، وإنتي لسه ساذجة أوي عشان تفهمي ده. كل واحد بيتعامل مع التاني لمصلحته وبس".
      
      أنايا ضحكت ضحكة خفيفة على كلامها وردت وهي بتطبطب على كتفها: "ماشي يا ستي، إنتي أدرى بالناس". وكملت: "أشوفك في المحاضرة الجاية". وسابتها ومشت.
      
      بعد ما حضرت باقي المحاضرات، راحت الكانتين. قعدت على كرسي وماسكة في إيدها علبة عصير، عينيها جت على الترابيزة اللي جنبها، شافت شلة أصحاب بيضحكوا ويهيصوا ومبسوطين في وقت الراحة بتاعهم.
      
      وعلى ترابيزة تانية، لمحت بنتين بيرغوا وبيكركروا، شكلهم بيتكلموا عن الولاد اللي مصاحبينهم. رفعت العلبة لبقها وخدت شفطة صغيرة، وفجأة حست بنغزة في قلبها لما لقت نفسها قاعدة لوحدها، حواليها ميات الناس بس مفيش ولا واحد فيهم صاحبها.
      
      الناس بتجيلها بس لما يكونوا محتاجين حاجة. هي كانت من الأوائل في مدرستها ومحافظة على اللقب ده في الكلية برضه، وعشان كده كل الناس بتحب تكون حواليها بس وقت الشغل والمذاكرة، غير كده بتلاقي نفسها لوحدها حتى وسط الزحمة-
      
      تليفونها رن وقطع سلسلة أفكارها. طلعت التليفون من شنطتها وشافت اسم مرات أبوها منور على الشاشة. كشرت وهي بتبص على الاسم، أصلها عمرها ما بتتصل بيها إلا لو في حاجة مهمة أوي أو طارئة، عشان كده ردت على طول.
      
      أول ما حطت التليفون على ودنها قالت: "ألو، يا ماما".
      
      داميني، مرات أبوها، طلبت منها بلهجتها المعتادة: "أنايا، سيبك من اللي بتعمليه ده وروحي البيت حالاً!"
      
      حاولت توضح: "بس يا ماما، أنا لسه فاضلي محاضرتين".
      
      زعقت في التليفون: "الموضوع ضروري لو مش عايزة أبوكي يتعصب عليكي، تعالي البيت فوراً، متخليناش نستنى!". وقفلت السكة في وشها، وأنايا فضلت مبلمة للشاشة وهي مقفولة.
      
      
      
      
      
      
      اتنهدت تنهيدة طويلة، ولمت كتبها في شنطتها وطلعت بره الكلية.
      
      هتعمل إيه يعني؟ مكانش قدامها أي اختيار تاني غير إنها تنفذ تهديد مرات أبوها الشيطانة ده.
      
      ✯✯✯✯
      
      في سنغافورة
      
      أشعة الشمس عدت من الستاير ونزلت بالظبط على وش الراجل اللي نايم على السرير، نايم على بطنه، وجسمه من فوق عريان.
      
      اتأفف ولف وشه الناحية التانية، بيهرب من أشعة الشمس اللي قلقته من النوم. في اللحظة دي سمع تليفونه بيرن. مد إيده عشوائي على الكومودينو اللي جنبه يدور بإيده على التليفون، وأول ما لقاه، حطه على ودنه من غير حتى ما يبص على الشاشة.
      
      "همم؟" همهم بصوته اللي كله نوم.
      
      "صباح الخير، يا أستاذ ريانش" صوت راجل من الناحية التانية خلى ريانش يقلب على ضهره ويبص في التليفون، لقى اسم مساعده الشخصي.
      
      مساعده قال بتردد: "يارب مكنش بزعج حضرتك".
      
      ريانش رد عليه بحدة وهو بيغمض عينيه تاني: "لأ أزعجتني، اخلص قول".
      
      "بصراحة أنا اتصلت أبلغ حضرتك إن اجتماعك كمان ساعة".
      
      "إيه؟" ريانش فتح عينيه فجأة. "مش كان المفروض بالليل؟"
      
      المساعد شرح: "أيوه يا فندم، بس هما غيروا المعاد. أنا كلمت حضرتك امبارح بالليل أبلغك بس حضرتك مردتش".
      
      ريانش دعك جبهته وهو بيقعد. "خلاص ماشي، هكون هناك قريب". قال الكلمتين وقفل السكة.
      
      اتثاوب وهو بيبعتر شعره بإيده وقام من السرير. جسمه اللي متقسم صح بان أكتر لما نور الشمس المباشر جه عليه، وهو مكنش لابس غير شورت بس.
      
      فضل باصص على منظر المدينة من فوق، وفرد دراعاته وحرك كتافه لفوق ولتحت، ومع الحركة دي كل عضلة في جسمه بانت.
      
      ولما كان خلاص رايح ناحية الحمام، تليفونه ابتدى يرن تاني.
      
      مشي بخطوات هادية للترابيزة، وأول ما مسك التليفون، ابتسامة اترسمت على شفايفه لما شاف الاسم المتسجل "كافيا".
      
      رد على التليفون وقال: "كنت لسه بفكر فيكي".
      
      البنت من الناحية التانية ردت: "كداب".
      
      رد ببراءة: "لأ يا حبيبتي هو أنا عمري كدبت عليكي؟"
      
      كافيا قالت وهي بتضحك: "خلاص مصدقاك". وسألته: "ها، هترجع إمتى؟"
      
      جاوبها: "طيارتي بكرة".
      
      كافيا قالت بدلع: "تعالى بسرعة، وحشتني".
      
      ريانش ضحك: "وإنتي كمان وحشتيني يا حبيبتي. هكلمك تاني بالليل، عندي اجتماع كمان ساعة ولازم أمشي دلوقتي". قال كده وهو بيبص على ساعة الحيطة.
      
      كافيا قالت: "أوه، أوك، مفيش مشكلة يا حبيبي. أكلمك بعدين". وهما الاتنين قفلوا المكالمة.
      
      •••
      
      ريانش نزل من العربية، كان لابس بدلة كحلي ماسكة على جسمه، قلع نضارة الشمس وهو بيرفع عينه يبص على ناطحة السحاب اللي قدامه.
      
      مساعده قرب منه: "صباح الخير يا فندم".
      
      سأله وهو بيبص على الراجل اللي جنبه، اللي كان شكله في أواخر التلاتينات وشعره أسود وقصير: "هما وصلوا؟"
      
      المساعد رد: "أيوة، مستنيين حضرتك". وهما الاتنين بيشقوا طريقهم لجوه من خلال بوابة إزاز ضخمة.
      
      كان فيه أربع رجالة في مكان الاجتماع، لابسين بدل، وكانوا تقريباً في سن أبوه.
      
      واحد من الرجالة قرب منه وقال: "صباح الخير يا أستاذ أوبيروي، وآسفين إننا غيرنا معاد الاجتماع".
      
      ريانش رد بابتسامة خفيفة على وشه، وهو واخد وضع احترافي: "عادي، طول ما الصفقة في صالحي، معنديش مشكلة".
      
      راجل تاني قال بهزار خفيف: "أتمنى إنها تكون في صالحنا كلنا". وكلهم ضحكوا.
      
      نفس الراجل اتكلم تاني: "على فكرة، باباك قالنا إنه هيبعتك مكانه، يارب يكون كل حاجة تمام معاه؟"
      
      ريانش قال: "أيوة، هو بس مبيقدرش يسافر دلوقتي عشان شوية مشاكل صحية، بس هيرجع الشغل أول ما يتحسن".
      
      الراجل قال: "أوه، نتمنى يقوم بالسلامة قريب". وكمل: "اتفضل اقعد لو سمحت، خلينا نبدأ الاجتماع".
      
      ريانش رجع لنبرته الجادة: "أكيد". وفك زرار جاكتة البدلة، وقعد على الكرسي، والاجتماع بدأ.
      
      •••••
      
      أنايا وصلت البيت. لمحت عربية سودة غريبة راكنة قدام البيت. اتلخبطت وخمنت إن ممكن يكون عندهم ضيوف، وعشان كده مرات أبوها كلمتها، لإن هي اللي دايمًا بتشيل معظم شغل البيت.
      
      شالت الأفكار دي من دماغها، ومشت ناحية الباب الرئيسي، لقت الشغالة هي اللي فتحتلها الباب وسلمت عليها.
      
      أول ما أنايا خطت لجوه البيت، الشغالة بلغتها: "باباكي طلب منك تيجي الصالون حالاً".
      
      استغربت: "ليه؟ هو في ضيوف في البيت؟"
      
      الشغالة قالتلها: "أيوة، ويمكن عايزك تقابليهم". هي حست إن الموضوع غريب لإن أبوها عمره ما طلب منها تقابل أي ضيوف قبل كده، هو دايمًا كان بيعاملها ببرود، وهي نفسها مش عارفة سبب معاملته دي إيه.
      
      خدت نفس عميق قبل ما تتحرك ناحية الصالون، ولما وصلت هناك، شافت راجل وست غراب قاعدين على الكنبة. كانوا لابسين لبس بسيط بس شكله شيك، وسنهم كان في نص العمر زي أهلها.
      
      حست بعدم ارتياح لإنها فجأة بقت هي محط الأنظار.
      
      "أه بصوا، هي وصلت أهي". داميني (مرات أبوها) قربت منها وابتسمت ابتسامة مسكرة وهي بتحط إيدها على كتفها كأنها أم حنينة.
      
      أنايا بصتلها باستغراب من التغيير المفاجئ ده في تصرفاتها، لإن داميني عمرها ما كلمتها بلطف حتى، ودلوقتي بتبتسملها. بس الكلمتين اللي جايين وضحوا كل شكوكها.
      
      داميني همست في ودنها وهي بتشدها ناحيتها وبتقعدها على الكنبة اللي في وش الراجل والست: "اتصرفي كويس، ماشي؟". الضيوف ابتسمولها وهما بيردوا السلامات.
      
      الست اللي قاعدة في وشها جاملتها: "شكلك أحلى كمان وإنتي بسيطة".
      
      أنايا وطت راسها في الأرض من التوتر لإنها مبتحبش تبقى محاطة بالناس، خصوصاً لو كانوا غراب.
      
      بس الكلمة اللي الست قالتها بعدها خلتها ترفع وشها فجأة وهي مصدومة.
      
      جاري تحميل الفصل...
      جاري تحميل الفصول

      روايه الماضي الأليم

      الماضي الأليم

      بقلم,

      رومانسية

      مجانا

      اتنين شايلين وجع كبير من الماضي ومخبيينه عن الدنيا. هو بقى راجل قاسي وبارد بيهرب من وجعه في الشغل ومقاطعة الستات تماماً. هي بقت بتهرب من حياتها بالنوم وعايشة من غير هدف بعد صدمة أليمة. عيلته بتضغط عليه يتجوز لدرجة والدته بتهدده بالموت لو موافقش. وعيلتها بتهددها بالجواز لو ملقيتش شغل، وصاحبتها بتجرها لمقابلة في شركة أخوها (آبي).

      أبهيمانيو

      راجل أعمال قاسي جداً، بارد، ومدمن شغل. بيخبي وراه ماضي مؤلم من أربع سنين خلاه يكره فكرة الجواز ويبعد عن أي ست، لدرجة إن عيلته افتكروه "شاذ".

      سيتارا

      بنت ذكية جداً خريجة معهد كبير، لكنها بتهرب من ماضيها الفظيع بالنوم والإحساس بالضياع، وبتسجل عياطها في جهاز تسجيل. عيلتها بتعاملها بقسوة وبتجبرها على الجواز.

      آريا

      أخت "آبي" وأعز صاحبة لـ "سيتو". شخصيتها قوية جداً وهي اللي بتحاول ترجع سيتو للحياة، وهي اللي خدتها المقابلة غصب عنها بالكلابشات.
      روايه الماضي الأليم
      صورة الكاتب

      كان صباح جميل تاني لكل الناس ماعدا أبهيمانيو (آبي) وسيتارا (سيتو). هو صحي بدري عشان يشغل نفسه في الشغل وينسى ماضيه المؤلم، بينما هي كانت لسه نايمة عشان تهرب من مواجهة قدرها القاسي وماضيها الفظيع. هو كان بيطلع وجعه في الناس اللي حواليه، وهي كانت بتخبي وجعها بابتسامة جميلة مرسومة على شفايفها.
      
      (وجهة نظر آبي):
      
      زي العادة، صحيت بدري الصبح، وروحت أجري حوالي ساعة. رجعت القصر بتاعي وروحت صالة الألعاب. فضلت أضرب في كيس الملاكمة ورا بعض وأنا بفتكر الماضي بتاعي. مفاصل إيدي بدأت تنزف دم.
      
      "أبيه!" صرخ إخواتي نامان ودروف. "إيدك بتنزف يا أبيه، كفاية!" صرخ دروف. أنا ولا بصتلهم ولا رديت عليهم.
      
      نامان شدني لورا، ودروف راح يجيب شنطة الإسعافات الأولية.
      
      "إنت اتجننت يا أبيه؟ مش حاسس بوجع وإنت بتضربه كل يوم لحد ما مفاصلك تنزف؟" سألني نامان وهو بيربطلي الجرح. ضحكت ضحكة مالهاش طعم. قولت "الوجع اللي أنا مستحمله ولا حاجة جنب ده".
      
      "بدل ما تطلع إحباطك ووجعك في كيس الملاكمة وتأذي نفسك، ليه متتكلمش معانا؟" سأل نامان.
      
      قولتله "وجعي مش هيقل لو اتكلمت يا نامان".
      
      "إحنا عارفين إن اللي حصل من أربع سنين كان ظلم كبير، بس ده ماضي يا أبيه. كمل حياتك. أبهيمانيو ده مش هو اللي إحنا عارفينه. إنت حولت نفسك لراجل قاسي، وشرس، وبارد. التغيير بتاعك ده مش هيصلح أي حاجة. إحنا عايزين آبي أبيه بتاع زمان يرجع." قال دروف. اتنهدت بصوت مسموع ومشيت من هناك.
      
      روحت أستحمى. وقفت تحت الدش وعيطت. ده المكان والوقت الوحيد اللي بعيط فيه عشان مبشوفش دموعي وهي نازلة. مش عايز نفسي تعرف إني ضعيف وبعيط على الماضي. خدت دش وروحت أوضة الهدوم. اخترت بدلة لونها رمادي وثبتُّ شعري.
      
      بصيت في المراية وحاولت أبتسم بس شكل عضلاتي استسلمت. اتنهدت ونزلت تحت عشان أفطر. الكل كان موجود في أوضة السفرة.
      
      "صباح الخير يا آبي/يا أبيه" عيلتي صبحوا عليا. هزيتلهم راسي.
      
      "يا أبيه ده مش مكتبك ولا إحنا موظفينك عشان تهزلنا راسك بس لما نصطبح عليك" قالت آريا، أختي. بصتلها ببرود.
      
      "صباح الخير يا جماعة" قولتها بنبرة باردة. كلهم ابتسموا بس الابتسامة موصلتش لعينيهم، وأنا عارف إني السبب.
      
      "يا إلهي يا أبيه، كان أحسن تهزلنا راسك بدل ما تصطبح علينا بالنبرة الباردة دي اللي بتخوفنا" قالت ديشا، بنت عمي.
      
      "ديشا، اقفلي بوقك وكلي فطارك" قالت أنجالي عمتي.
      
      "هي آستا (بنت عمي، ومتجوزة أعز صاحب ليا) مجتش البيت؟" سألت وأمي وعمتي بيقدمولنا الأكل.
      
      "وهي هتيجي هنا ليه؟" سألت جدتي.
      
      "أنيش مسافر نيويورك وعيلته رايحين فرح قرايبهم. وبما إن صحة آستا مش كويسة وكمان محتاجة تاخد بالها من إيشيثا، هو بلغني إنه هيوصلهم الصبح." أنا وضحت.
      
      "ماشي، بس البنت دي حتى مكلفتش خاطرها تبلغنا" غمغمت عمتي.
      
      "آبي" نده أبويا، أمان. بصتله باستفهام.
      
      "إحنا لقينا عروسة..." "أنا مش مهتم" قولت وقطعت كلامه في النص.
      
      "ليه مش مهتم؟" سأل جدي.
      
      "أعتقد مش محتاج أجاوب" رديت بغرور. أبويا وأمي بصّولي بغل كأنهم جاهزين يقتلوني.
      
      "لا لازم تجاوب يا آبي، هتفضل عازب لحد إمتى؟" صرخت أمي، ساكشي.
      
      "بتحب حد يا آبي؟" سأل عمي، سومان. غمضت عيني بضيق وهزيت راسي بـ 'لأ'.
      
      "أمال إيه المشكلة يا آبي؟ بالصدفة كده، إنت مش شاذ جنسياً صح؟" سأل جدي، فيجاي، خَلاني أشرَق في الأكل. إخواتي وولاد عمي ضحكوا. بَصتلهم بغضب.
      
      "إزاي تفكر فيا كده؟ عموماً، أنا مش شاذ جنسياً." قولت.
      
      "مش إحنا بس يا آبي، الدنيا كلها فكراك شاذ جنسياً. في الأول، الكل كان فاكر إنك في علاقة مع ريشي (صاحبي الانتيم التاني). بس الموضوع ده اتوضح لما اتجوز من سنتين وعنده بنت عمرها ١١ شهر دلوقتي. الموظفين اللي حواليك، حتى مساعدك الشخصي، رجالة. لو أي ست مضطرة تيجي عشان صفقة، يا إما بتبعت نامان أو أي مسؤول كبير تحتك. ولو وجودك ضروري، إنت حتى مابتبصش للستات دي." قال أبويا وهو بيهز كتافه.
      
      "دلوقتي كفاية كلام في الموضوع ده. أنا مش شاذ جنسياً، ومش هتجوز، ومفيش حد في دماغي." قولت بنبرة باردة.
      
      "ليه مش مهتم بالجواز يا آبي؟ أعز أصحابك ريشي اتجوز، وأنيش اتجوز، وحتى خلفوا. وإنت لسه عازب. عشان إنت الكبير إحنا مش عارفين نجوز نامان مع إنه وصل ٢٦ سنة وإنت أقل واحد مهتم. متبقاش أناني، فكر في الناس اللي حواليك. كل صحباتي وقرايبي دايماً بيتكلموا عن أحفادهم، أنا كمان عايزة حفيد." صرخت أمي.
      
      "أولاً، متوربطيش موضوع جوازي بإخواتي. ثانياً، أنا ميهمنيش صحباتك وقرايبنا بيقولوا إيه. ثالثاً، لو إنتي مُصرّة على حفيد فعندك إيشيثا، بنت آستا، وممكن كمان يجيلك من إخواتي وولاد عمي. ولو لسه مش راضية، أنا هتبنى واحد. فياريت متفتحيش موضوع الجواز والأحفاد ده تاني أبداً." قولت بهدوء بس بتهديد.
      
      
      
      
      
      
      "خلاص، لو إنت مُصمم على قرارك، فأنا كمان هاخد قرار. لو متجوزتش البنت اللي جبناهالك، استعد تشوفني ميتة قدامك." صرخت أمي.
      
      قومت من مكاني وخرجت من القصر وأنا هايج. روحت على مكتبي على طول. تجاهلت تحية كل الناس ومشيت لحد مكتبي.
      
      "فيناي!" ندهت على المساعد الشخصي بتاعي. دخل عندي فوراً.
      
      "أ.. أيوه يا فندم" قال وهو بيتهته.
      
      "ماتتهتهش وإنت بتكلمني!" زعقت فيه.
      
      "حاضر يا فندم" قالها بوضوح.
      
      "جدول المواعيد؟" سألته. شرحلي جدولي ومشي.
      
      فيناي ميهرا هو المساعد الشخصي بتاعي، وزي إيدي اليمين. هو الوحيد اللي بيقدر يستحملني. هو أنقذني من هجوم بلطجية من سنتين لما روحت مومباي. عرفت إنه بيدور على شغل وإنه من عيلة متوسطة بس كبيرة، فعينته مساعد شخصي ليا.
      
      الساعة ١٠ عندي اجتماع مع وفود أجنبية. ريشي كمان موجود في المشروع ده كشريك ليا عشان ده مشروع مشترك، ونامان بيعمل مقابلات مع شوية موظفين للجولة الأولى، وأنا هعمل المقابلات للجولة التانية بنفسي. ... ... ... (وجهة نظر سيتو):
      
      زي العادة، صحيت متأخر عشان أهرب من قدري القاسي. أمي كانت بتزعقلي، أو بمعنى أصح عيلتي كلها، عشان بصحى متأخر. أنا مبقتش بحس بأي وجع من زعيقهم لإنه ولا حاجة جنب الوجع اللي أنا عايشة فيه دلوقتي. اتنهدت، وخدت دش، ولبست تي-شيرت واسع وبنطلون رياضي. نزلت تحت على أوضة السفرة عشان ألاقي نظرات باردة في استقبالي. ده قانون العيلة عندنا إننا لازم ناكل كل الوجبات مع بعض. هما كانوا ميتين من الجوع بقالهم ٤٥ دقيقة عشان أنا اتأخرت.
      
      "صباح الخير، وشكراً إنكم استنيتوني" قولت وأنا بقعد على الكرسي. أمي وعماتي بدأوا يقدموا الأكل.
      
      "سيسيرا، جالك عريس. لو كل حاجة مشيت تمام، هتتجوزي خلال شهر" قال جدي. في عيلتنا، هما عمرهم ما بيسألوا رأينا، هما بيفرضوا قراراتهم علينا.
      
      أختي سيسيرا هزت راسها. "بس أنا عندي طلب" قالت. الكل بصلها عشان تكمل. "قولوا لعيلة العريس من الأول إني مبهتمش بأي حد أو أي ظروف لو المرضى بتوعي محتاجيني. غير كده، معنديش أي اعتراضات." قالت. جدي هز راسه بتردد بعد ما فكر شوية.
      
      "وإنتي، يا آنسة سيتارا ديف شيتي، هتفضلي قاعدة كده لحد إمتى؟" سألني جدي بسخرية. فضلت ساكتة عشان معنديش رد.
      
      "السكوت!! السكوت هو الطريقة الوحيدة اللي بتلاقيها عشان تهربي من السؤال. عدى ٦ شهور من ساعة ما خلصتي الماجستير بتاعك. لا بتشتغلي في شركتنا ولا في شركات تانية. دايماً بتلفي في الشوارع من غير هدف. بتروحي مكان محدش يعرفه. وأوقات بتختفي بالأسبوع. إنتي عايشة حياة من غير هدف وبتضيعي شهادتك." عايرني. عملت نفسي مش سامعة كلامه لإنه بقى عادي بالنسبالي.
      
      "لو ملاقتيش شغل خلال ١٠ أيام، هجوزك فوراً بعد سيسيرا" قال جدي بتهديد.
      
      "أنا مش هتجوز. أنا عايزة أعيش لوحدي بقية حياتي." أعلنت.
      
      "سيتو، كفاية عناد بقى. بقولك أهه، سواء لقيتي شغل أو لأ، أنا هجوزك لواحد كويس. جهزي نفسك للجواز بعد سيسيرا" قال سيد أخويا بغضب.
      
      "مش هتجوز، أنا مش عايزة..."
      
      "اخرسي، اخرسي خالص. أنا مش بديكي اختيار، ده أمري كأخوكي الكبير." زعق. ضحكت زي المجنونة.
      
      "التحدي مقبول يا أستاذ سيدهانت تشودري. أنا مش هتجوز، لا بعد سيسيرا ولا حتى بعد ابنك." قولت وطلعت أوضتي.
      
      وقفت في البلكونة ساندة على السور وفي إيدي جهاز تسجيل صغير وبفكر فيه. الدموع بدأت تنزل من عيني.
      
      ليه؟ ليه سبتني؟ إنت كسرت وعودنا، حطمت أحلامنا، ودمرت حياتنا السعيدة. قعدت أعيط. كل حزني وعياطي، أنا بحفظهم في جهاز التسجيل ده.
      
      تليفوني بدأ يرن، واسم أعز صاحبة عندي "آريا" منور على الشاشة. قفلت السكة. فضلت ترن تاني وتاني. في الآخر، رديت.
      
      "هكون عندك خلال ١٥ دقيقة. اجهزي لمقابلة الشغل. لو فكرتي تضيعي الفرصة الدهبية دي أنا هقتلك." زعقت وقفلت السكة حتى من غير ما تديني فرصة أقول كلمة واحدة. اتنهدت.
      
      واحدة من أكبر شركات المقاولات في الهند، وهي شركة أخوها، عرضت عليا شغل في أعلى منصب وبمرتب مجزي جداً. هي قدمتلي بالنيابة عني من غير علمي، وهما وافقوا فوراً عشان أنا من أوائل المتفوقين في دفعتي من "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا". كنت لسه بفكر إزاي أزوغ من المقابلة لما سمعت كلاكس عربية. جريت على الحمام عشان أستخبى، وآريا، صاحبتي الانتيم، اقتحمت أوضتي ومعاها أكياس مشتريات.
      
      "مش هتقدري تستخبي أكتر من كده يا سيتو. اطلعي من الحمام حالاً يا إما هكسره ومش هيفرق معايا." هددتني. خرجت فوراً. شدتني ولبستني قميص أبيض بفتحة رقبة واسعة وجاكيت رسمي أبيض فوقيه مع بنطلون أسود.
      
      
      
      
      
      
      
      هي لمّت شعري الطويل الواصل لحد وسطي وعملته ديل حصان، وحطتلي بس مُلمع شفايف عشان أنا مبحبش أحط أي مساحيق تجميل. شالت الملفات بتاعتي، وبدأت تشدني لبره.
      
      "يا طنط! يا عمو! هي عندها مقابلة شغل النهاردة، ادعولها!" صرخت آريا. وش عيلتي نوّر وكانوا لسه هيقربوا مني، بس أنا اندفعت لبره وأنا لابسة كعبي العالي الرفيع. قعدت في عربيتنا، وآريا جت ورايا.
      
      "إيه اللي عملتيه ده؟" سألتني. طنشتها. فضلت تسأل، تاني وتاني، أكتر من عشر مرات، وأنا اخترت أفضل ساكتة وأعمل نفسي نايمة. في الآخر، زهقت واستسلمت.
      
      مش عايزة أديهم أمل على الفاضي. كده كده، أنا مش هاخد الشغل ده. هعمل كل اللي في وسعي عشان أهرب من المقابلة، عشان كده مخدتش بركتهم (دعوتهم). قعدت أفكر في كده وروحت في النوم.
      
      فتحت عيني لما حسيت بحد بيهزني. "وصلنا" قالت آريا. هزيت راسي. كنت لسه بحاول أنزل من العربية بس معرفتش لإني حسيت بشدّة في مِعصمي. لفيت وبصيت على إيدي، بس عشان ألاقيها متربطة بـ "كلابشات" في إيد آريا. برقتلها.
      
      "ماتبرقيليش كده. مقدرش أجازف وأثق فيكي. عشان كده كلبشتك لإني مسبتيليش أي اختيار تاني." قالت وهي بتضحك بانتصار.
      
      "آريا، فكي الكلابش." قولت ببرود.
      
      "لأ." قالت وهي بتغمزلي. باست خدي وزقتني بره العربية، وهي كمان نزلت من الناحية بتاعتي.
      
      وقفت قدام مبنى الشركة. كان فعلاً ناطحة سحاب. آريا بدأت تجرجرني.
      
      "آرو، كفاية! كل الناس بتبص علينا." صرخت بصوت واطي. هي طنشتني. راحت لمكتب الاستقبال.
      
      "صباح الخير يا ديفيا، إحنا هنا بخصوص مقابلات الشغل. ممكن تقليلنا نطلع الدور الكام؟" سألت آريا.
      
      "يا فندم..."
      
      "اسمي آريا، ناديني آريا. أنا جاية هنا عشان المقابلة يا ديفيا، مش بصفتي أخت مديرك." قالت آريا وقاطعتها. ديفيا ابتسمتلنا وإحنا ردينا الابتسامة.
      
      "الدور التالت والعشرين، يا فندم... آسفة، يا آريا. هي دي (سيتو) صاحبتك؟" سألت ديفيا.
      
      "أيوة، دي أعز صاحبة عندي. هي كمان هنا عشان المقابلة." قالت آريا. أنا ابتسمتلها.
      
      "هي جميلة أوي وابتسامتها تخطف القلب." قالت ديفيا.
      
      "شكراً" قولت وأنا وشي بيحمر.
      
      "يعني أنا مش حلوة ولا إيه؟" سألت آريا بغضب مزيف.
      
      "إنتي أجمل بنت قابلتها في حياتي يا حبيبتي." قال صوت واحد من ورانا قبل ما أنا أو ديفيا نرد.
      
      لفينا وبصينا على الشخص التاني. كان أرجون، صاحبنا القريب وبرضه حبيب آريا.
      
      "جوون!" صرخت آريا وجريت على حضنه، ونسيت إننا متكلبشين في بعض. كنت خلاص هقع، بس فيكرام، صاحبنا القريب التاني، مسكني.
      
      "يا غبية! لو فيكرام مكنش هنا كان زمان سناني اتكسرت." زعقت في آريا.
      
      "أنا آسفة، أنا بس اتخضيت من الفرحة لما شوفت جوون." قالت وهي مبتسمة بتساهل.
      
      "بنت مجنونة." غمغمت.
      
      "شكراً يا فيكرام" قولتله. هو حضني، وبعده آريا وأرجون.
      
      "إيه اللي جابكم إنتو الاتنين هنا؟" سألت.
      
      "أنا اللي قولت لهم يجوا." قالت آريا.
      
      "ليه؟" سألت.
      
      "حراسة!! عشان متقدريش تهربي زي المرة اللي فاتت." قال فيكرام.
      
      "إنتو مجانين. إنتو الاتنين الرؤساء التنفيذيين لشركاتكم، بس جيتوا هنا وزوغتوا من اجتماعاتكم. بتتكلموا جد؟" قولت وأنا متدايقة.
      
      "أي حاجة عشانك يا سيتو." قالوا هما الاتنين. قلبت عينيا بملل.
      
      طلعنا الدور التالت والعشرين وقعدنا في أماكنا. كل اللي كانوا موجودين وقفوا أول ما عرفوا آريا. هي شاورتلهم بإيدها إنهم يقعدوا.
      
      محدش يعرف عني حاجة، مع إني بنت لواحد من أصحاب المليارات اللي شغله مالي الدنيا كلها في عالم الأعمال. أنا مبحبش أكون مركز الاهتمام، عشان كده عمري ما ظهرت قدام العالم ده باسمي الحقيقي "سيتارا ديف شيتي". حتى كل صوري سرية للغاية.
      
      بصيت في ساعة إيدي. المقابلة بتاعتي هتبدأ الساعة عشرة بالظبط. والساعة دلوقتي عشرة إلا ربع. أنا لازم أهرب. جتلي فكرة.
      
      ها يا جماعة، إيه رأيكم في ماضيهم؟ تفتكروا إيه السبب ورا عدم رغبة سيتو إنها تشتغل؟ ومين هو "هو" ده؟
      
      إعلان للي جاي:- أول مقابلة بينهم، وقرار آبي.
      
      باي :)
      
      جاري تحميل الفصل...
      جاري تحميل قائمة الفصول...

      Pages