موصى به لك

    الأقسام

    روايات تاريخية

    معارك ملحمية، مؤامرات، وأبطال منسيون

    ... ...

    روايات فانتازيا

    ممالك مفقودة وسيوف أسطورية، هنا تبدأ المغامرة

    ... ...

    روايات رومانسية

    لم تكن تعلم أن حياتها ستتغير بتلك النظرة

    ... ...

    روايات رعب

    السحر والكتب يخفون أسراراً لا تريد معرفتها

    ... ...

    روايات خيال علمي

    سافر عبر الزمن بتكنولوجيا تتحدى الخيال

    ... ...

    روايات مافيا

    عالم الجريمة المنظمة حيث القوة هي القانون

    ... ...

    روايات كورية

    اجمل القصص الكوريه المترجمه والكيدراما

    ... ...

    روايات اجتماعية

    صراعات يومية تعكس حقيقة الحياة التي نعيشها

    ... ...

    الأفضل شهرياً

      روايه وحيدا في غرفتي

      وحيدا في غرفتي

      بقلم,

      اجتماعية

      مجانا

      شاب اسمه كريس، منعزل عن الدنيا وبيكره البشر وشايف نفسه "حقير" بسبب ماضيه مع أمه. بيشتغل عامل نظافة شوارع في ميلبورن وصديقه الوحيد سمكة. حياته روتينية ومقفولة، بس هو متعلق بست عجوزة في كافيه بيشوفها كل يوم من بعيد. الفصل بينتهي بحدث مفاجئ وهو إن جرس بابه بيرن لأول مرة، وده معناه إن عزلته دي شكلها هتتكسر قريب.

      كريس

      شاب عنده ٢٠ سنة. منعزل تمامًا، كلامه قاسي مع الناس، وحاسس إنه زي الحجر بسبب إنه اتجرح زمان. بيشتغل عامل نظافة، وبيخاف من أي علاقة إنسانية.

      جيريمي

      زميل كريس في الشغل. شاب طيب وساذج من عيلة غنية، بس حاسس إنه قليل وسط أهله الناجحين. بيحاول دايمًا يصاحب كريس رغم إن كريس بيصده.

      راي

      مدير كريس وجيريمي. راجل بيحب يتنمر على كريس ويدلعه بأسامي تضايقه زي "آني" أو "ندفة التلج".
      روايه حبروايه وحيدا في غرفتي
      صورة الكاتب

      الفن والجمال ممكن تلاقيهم في أغرب الأماكن
      --
      
      الفصل الأول
      
      كريس ماديسون
      
      أنا حقير.
      
      سمعت الكلام ده كله قبل كده. لو ابتسمت لي، غالبًا مش هابتسم لك، لو فتحت لي الباب مش هشكرك، ولا أنا عمري هعمل كده معاك.
      
      الموضوع مش إني شخص سيء، (يمكن أكون كده فعلًا بس مين يهتم؟) بس أنا مبحاولش أوي إني أكون شخص كويس، لإنه إيه الفايدة؟ الطيبة موصلتنيش لأي حتة في حياتي، وعشان أكون صريح، الوقاحة برضه موصلتنيش لحاجة.
      
      أنا مش متشائم، ولا بحلم، أنا تقريبًا ولا حاجة غير مجرد شاب عنده عشرين سنة وعنده أفكار كئيبة لإن الساعة ٦ الصبح ولازم أجهز للشغل.
      
      أنا بشتغل "عامل صيانة بيئية"، ودي طريقة شيك عشان يقولوا "عامل نظافة شوارع". شغلي إني أحافظ على نضافة شوارع مدينة ميلبورن، زي ما مديري راي ديكسون بيفكرني كل نوبتشية.
      
      حياتي عبارة عن دايرة من الشغل عشان أعيش والعيشة عشان أشتغل. أنا لوحدي من ساعة ما كان عندي ثمان سنين، مكنتش سيء أوي في المدرسة، بس كنت عارف إن الجامعة مش بتاعتي.
      
      معنديش أي فكرة حياتي رايحة على فين غير حقيقة إني هموت في يوم من الأيام، ودي غالبًا مفروض متكونش فكرة مريحة، بس لو عشت الحياة اللي أنا عشتها، وشفت الحاجات اللي أنا شفتها؛ الموت مبيبقاش وحش أوي.
      
      عارف لما ناس بتقول "أنا دايرتي صغيرة؟" حسنًا، في حالتي أنا، أنا أقرب "لنقطة على صفحة بيضا".
      
      في الحقيقة، صديقي الوحيد هو سمكة دهبية مسميها وينستون. إني أهتم بحد أو حاجة تانية غير نفسي بيدي معنى لحياتي اللي مالهاش معنى.
      
      أنا عارف إن ده ممكن يبان سوداوي ومأساوي وكل حاجة، بس بغض النظر عن اللي ممكن ناس تفتكره: أنا مش حزين أو وحيد. لوحدي؟ آه، ومش مبسوط أوي يعني، بس أنا عديت بالأسوأ. أعتقد ممكن تقول إني راضي بالمكان اللي أنا فيه.
      
      بحاول أتواصل مع البشر بأقل قدر ممكن. أكبر مخاوفي هي أي شكل من أشكال العلاقات الإنسانية، لإن خلينا نكون صريحين، إنت بتقابل حد، بتتعلق بيه، بتحبه وبعدين إيه؟ بيمشوا.
      
      محدش يقدر يقول لي إن ده مش الواقع لما أمي نفسها – عيلتي الوحيدة اللي كانت فاضلة لي على الكوكب الملعون ده؛ سابتني لما كنا لوحدنا هي وأنا.
      
      أنا اتجرحت قبل كده؛ واضح، مش كده؟
      
      لو الناس اللي كان المفروض تحبني، محبونيش، ليه حد تاني هيحبني؟ لو هما مكنوش مهتمين بجد بمصلحتي، مين اللي هيهتم؟
      
      برقد في سريري الصغير اللي مش مريح وأفكر.
      
      كان بيوجع، أوي، مش هكدب. بس مع الوقت عملت قشرة صلبة، الحاجات مبقتش تأثر فيا خلاص. أنا لوحدي وعايز أفضل كده.
      
      معنديش أي اهتمام أعمل صحاب لإن تكوين صداقات بيساوي إنك تخسر ناس تهمك؛ ورغم إني عامل زي الحجر، أنا مش مستعد أختبر ده بإني أكون ضعيف قدام حاجات زي دي.
      
      أنا مش محتاج ده.
      
      أنا غالبًا المفروض أقوم وأنهي المرحلة الأولى من روتين الصباح بتاعي.
      
      بدحرج من على سريري وأفرد جسمي، بطرقع كل عظمة في جسمي تقريبًا.
      
      ببص على سريري الصغير اللي لازق في حيطة أوضة نومي وبسأل نفسي إزاي متصبتش بأي تشوهات جسدية من النوم على الحاجة دي.
      
      أنا مش بشتكي، يمكن معنديش ناس أقول عليهم عيلة أو ناس أقول عليهم صحاب، بس عندي سقف فوق راسي وسرير أنام عليه.
      
      رغم إنها أوحش شقة ممكن تتخيلها، من غير تدفئة وكل حاجة في أوضة واحدة ضيقة؛ هي بيتي.
      
      ببص من شباكي، الشارع هادي، بس مش مهجور والناس بتجري على شغلها. ميلبورن. المدينة التي لا تنام.
      
      الجو برد قارص جدًا واضح من الشبابيك المشبرة، بس الشتا مش بيأثر فيا أوي زي ما بيأثر في ناس تانية.
      
      ممكن الجو يبقى سالب اتنين درجة مئوية زي ما كان امبارح بالليل وبرضه هنام من غير تيشيرت.
      
      بمشي لحمامي، الحمد لله إنه على مسافة قريبة من أوضتي، وأبص في المراية.
      
      شعري الأشقر الأبيض اللي دايمًا شكله منكوش، مهما حاولت أسرحه بالمشط كام مرة، شكله كإني لسه طالع من عين إعصار. أنا حتى بطلت أهتم بيه خلاص، بقيت بس أبص له وأكشر.
      
      ببص لانعكاسي؛ لعنيا الزرقا التلجية وبشرتي الباهتة. بشوف شاب مرهق، شبه الشخص الأمهق شوية، الشخص الوحيد اللي أعرفه بجد.
      
      ببص على ساعتي ولاقيتها ٦:٣٢ صباحًا. إزاي الوقت ممكن يمشي بالسرعة دي؟
      
      بسرعة بغسل سناني وألبس سترة سودة، وألبس أي بنطلون جينز وأغطي شعري الفظيع بطاقية؛ لو مش عارف أسيطر عليه، يبقى أخبيه أحسن.
      
      باخد كيس إم آند إمز – النوع اللي بالفول السوداني، (أحسن نوع) للفطار. أنا عمري ما قولت إني شاطر في موضوع "الكبار" ده، معرفش أي حاجة عن التغذية بس أنا عارف إن الحلويات على الفطار حاجة مش كويسة.
      
      
      
      
      
      هعترف، أنا عندي نقطة ضعف ناحية الحلويات وكل ده، بس أنا بصراحة مستغرب إني قدرت أحافظ على صف سناني الكويس، (الحاجة الوحيدة اللي بحبها في شكلي) بس أنا برضه مش مستغرب من جسمي النحيف والرفيع.
      
      الفيتامينات مش أولوية لما بتكون في العشرينات من عمرك.
      
      بنزل جري حوالي مليون دور سلم، بتجنب الأسانسيرات عشان أتجنب الناس وأي شكل من أشكال التواصل معاهم.
      
      الجو مش برد زي ما كنت فاكر، ببص في تليفوني اللي بيقول ٧:١٥ صباحًا، ٤٥ دقيقة على ما النوبتشية بتاعتي تبدأ. بمشي بسرعة وأحط سماعاتي، مبشوفش غير خطوتين قدامي.
      
      بعد حوالي ٢٠ دقيقة بوصل الشغل ومعايا كام دقيقة زيادة. بدخل أوضة تغيير الملابس وأجيب اليونيفورم بتاعي من دولابي.
      
      لو أنا شاكر لأي حاجة، فهي إننا مبقناش مضطرين نلبس أفرولات، اليونيفورم بتاعنا لسه وحش؛ سترات فسفورية مع بناطيل شحن كحلي، بس على الأقل هي مش أفرولات.
      
      "أهلًا كريس!" قال صوت مألوف.
      
      بلف وأنا مخضوض. ده جيريمي، ولد مرتبك اجتماعيًا ومتحمس زيادة عن اللزوم، أعتقد إنه في سني بس عمري ما بقدر أكون متأكد أوي.
      
      عنده وش مرتبك كده يبان كإنه عنده ١٢ سنة وفي نفس الوقت ٣٠ سنة. هو واد كويس؛ أنا غالبًا مكنتش هضايق من وجوده لو مكنش مزعج أوي كده ولو كنت بستمتع بصحبة البشر، بس أنا مش كده.
      
      "جيريمي.... أهلًا" بقولها من غير اهتمام.
      
      "كانت أجازة نهاية الأسبوع بتاعتك كويسة؟ يا خسارة إنك معرفتش تيجي حفلة الهالوين بتاعتي، يمكن المرة الجاية إحنا-"
      
      "جيريمي، هقول لك تاني اللي قولتهولك حوالي مليون مرة، أنا مش عايز أخرج معاك، أو أعمل أي حاجة معاك، أو مع أي حد."
      
      "أه... أه ماشي،" جيريمي بيرد بصوت واطي وشكله حزين أوي.
      
      يمكن كان كلام قاسي بس الأحسن أكون صريح مع الواد ده.
      
      أنا مش فاهم هو ليه عايز يخرج معايا أصلًا. هو من عيلة غنية، أبوه أكتر مقدم برامج رياضي محترم في ميلبورن كلها وأمه عندها ماركة ملابس بتاعتها.
      
      بس أنا قادر أتعاطف معاه؛ هو "الفرخة الوحشة" بتاعة العيلة بكل الطرق الممكنة.
      
      أخته الكبيرة محامية محترمة، وشها مترشق في كل حتة، بشعرها الأشقر اللامع وعينيها البني اللي بتلمع. وبعدين فيه أخو جيريمي الكبير اللي هو دكتور أعصاب؛ طويل ووسيم وغني.
      
      وبعدين فيه جيريمي، مدور شوية من النص، بشعر بني كثيف وعينين بني كبيرة وبريئة. هو سهل ينضحك عليه، ممسحة رجلين وأنا عارف إنه حاسس كإنه مش كويس كفاية لأهله المشهورين أوي دول.
      
      جيريمي اطرد من جامعة ميلبورن من كام شهر فات لإنه كان كل شوية بيغير المواد بتاعته كل كام أسبوع. هو بيحاول يداري ده، بس أنا عارف إن ده بيضايقه.
      
      إحنا بنشتغل مع بعض حوالي سنتين واتعلمت حاجات كتير عنه. جيريمي كتاب مفتوح، وبق وماسك سبحة، بيقول لي كل حاجة بس هو حتى ميعرفش اسمي الأخير.
      
      أنا مش عارف أنا صعبان عليا صراحته دي ولا معجب بيها. جيريمي بيقول لي كل حاجة عنه، ولما تعرف حد كده، بيبقى صعب متحسش بحاجة ناحيته.
      
      أنا مش هعترف بده لأي حد حتى لو حياتي متوقفة عليه، بس أنا عندي إحساس بالحماية ناحية جيريمي، أنا مش فاهم أو مش عارف أشرح ليه. يمكن أكون من حجر، بس في حاجة في الواد ده بتلمسني، بحس كإنه واجبي إني أخلي بالي من الواد ده.
      
      عشان كده أنا بحاول بكل اللي أقدر عليه، إني أخليه يبعد عني على قد ما أقدر، ولا واحد فينا محتاج ده.
      
      "أهلًا يا ندفة التلج،" بيقول صوت.
      
      بحاول أكتم أنين، بس ده رد فعل طبيعي كل مرة بشوف، أو أسمع أو حتى أفكر في مديري رايموند ديكسون؛ ابن الديك.
      
      "صباح الخير يا جيريمي،" بيقولها وهو بيحاول يعصبني.
      
      في أول يوم شغل ليا هنا، لما راي عرف نفسه، بدل ما أقول له "رايموند"، قولت له "رامن" وهو اعتبرها إهانة كبيرة أوي بسبب شعره اللي شبه مكرونة الرامن.
      
      من ساعتها وهو بيناديني بكل اسم تاني، غير اسمي، وده مش بيضايقني على قد ما المفروض يضايقني.
      
      "ماشي يا جاك فروست، يا جيريمي، دي نوبتشياتكم للأسبوع ده، جيريمي إنت عليك شغل الجنينة ومنطقة شارع إليزابيث، وإنتي يا آني عليكي وسط المدينة الأسبوع ده،" خلص كلامه وهو بيبتسم بخبث وواضح إنه فخور بإهاناته.
      
      "آني؟" بقولها باستهزاء، "ذكي، عشان موضوع "اليتيمة" وكده؟" بسأله وأنا مبتسم باستعلاء لرايموند.
      
      "لأ، ده عشان إنت شكلك زي البنت الصغيرة،" بيقول وهو ماشي وبيكركر.
      
      أنا مش عارف حتى أزعل، أنا معجب بخفة دمه، راجل في سنه ده، شعره بيخف ووسطه بيتخن.
      
      "ده مكنش لطيف خالص، المفروض تقدم شكوى يا كريس،" بيقول جيريمي وهو واقف جنبي.
      
      "يمكن المفروض بس نروح نشتغل؟" بقولها وأنا ماشي،
      
      "فكرة كويسة، أشوفك بعدين؟" بيسأل بلهفة لضهري وأنا ماشي بعيد.
      
      
      
      
      
      
      
      مقهى بريوش
      
      في حاجات قليلة أوي بتبسطني، بس إن وقت الغدا ييجي ده كان إحساس عامل زي المعجزة.
      
      اتغديت في المكان اللي بتغدى فيه تقريبًا كل يوم؛ في مقهى صغير في قلب ميلبورن.
      
      أنا مش بروح هناك عشان بيقدموا أحسن قهوة أو أحسن أكل، بس عشان صاحبة المكان ست كبيرة لطيفة دايمًا بتبتسم لي.
      
      دي أغبى حاجة، أنا عارف.
      
      أنا معرفش أي حاجة عنها، حتى معرفش اسمها وهي متعرفش اسمي، بس أنا بعرف الإحساس بالارتباط لما بحس بيه. خصوصًا وإني محروم من أي ارتباط طول حياتي.
      
      هي بتشع بالدفء اللي أنا محتاجه، بمجرد الابتسام؛ عشان كده أنا متعلق بيها ولو أنا صريح مع نفسي، فده السبب اللي بيخليني أرجع تاني.
      
      أنا عارف إن ده مش اللي بيتقال عليه "صحي"، بس هو ممكن يكون وحش قد إيه يعني؟ قصدي، إحنا مش زي ما نكون نعرف بعض وأنا غالبًا مش واخد نفس المساحة من الأهمية في حياتها زي ما هي واخدة في حياتي.
      
      أنا مش عارف والله، إن كل الناس تتخلى عنك ده بيعمل فيك حاجات، بتتعلق بناس غربا وبتحس بارتباط ناحيتهم بطرق متعرفش تشرحها.
      
      أنا غالبًا المفروض أشوف معالج نفسي بخصوص الموضوع ده، بس دلوقتي، أنا هستمتع بالغدا بتاعي.
      
      النص التاني من النوبتشية بتاعتي عدى في ثانية؛ حاجة مجنونة إزاي الوقت بيطير لما الواحد بيبقى شبعان.
      
      جريت على أوضة الدواليب على أمل إني أتجنب جيريمي، وده غالبًا بينجح؛ جيريمي مشيته بطيئة أوي.
      
      بدخل قلعة العزلة بتاعتي، اللي هي شقتي التلج. برمي شنطة ضهري على الكنبة وأجيب أكل سمك عشان آكّل وينستون.
      
      برقد على الكنبة بتاعتي ومش قادر مخدش بالي إن في حاجة غريبة.
      
      كان فيه حاجة في الجو مخليني مش مرتاح، كإن في حاجة وحشة أو غير متوقعة هتحصل.
      
      أنا دايمًا بتجيلي الأحاسيس دي اللي صعب تتشرح، بس أنا عمري ما بكون غلطان في الحاجات دي. "حدس كويس،" أو حاجة زي كده.
      
      يمكن أكون أكتر شخص وحيد على الكوكب بس للمرة دي، حسيت كإني مش لوحدي، كإن في حد بيراقبني أو كإن في حد كان في شقتي وأنا بره.
      
      بحاول مبالغش في رد فعلي وأدخل في حالة هلع وأنا بفتش شقتي.
      
      مفيش أي حد هنا غيري أنا ووينستون، بس ليه أنا حاسس بالوجود التقيل ده؟
      
      في حاجة مشؤومة في الوضع ده. الجو كان هادي بشكل غريب، حتى الشوارع كانت ساكتة.
      
      من ساعة ما عزلت هنا، أنا الشخص الوحيد اللي دخل من باب شقتي، بس ليه الإحساس ده اتغير فجأة؟
      
      بقعد على الكنبة وأحاول أتخلص من جنون العظمة ده. أنا كنت مستعجل الصبح، وده غالبًا بيفسر ليه سبت شقتي بالمنظر ده من غير حتى ما أفكر مرتين في الموضوع.
      
      هو أنا بس بحاول أقنع نفسي إن الشكوك المنطقية دي غلط؟ مين عارف؟ أنا غالبًا بس متدمر بشكل دايم، دايمًا بفترض الأسوأ بسبب الماضي المتلخبط بتاعي.
      
      بقرر أرخي دفاعاتي، وقلبي لسه بيدق جامد في صدري، أنا أكيد محتاج أشوف دكتور نفسي قريب.
      
      برقد على الكنبة في شقتي الضلمة، ولسبب ما ممانع إني أولع النور.
      
      رغم إني أهدى كتير، مش عارف أتخلص من الإحساس بتاع عدم الارتياح ده، عامل زي الهدوء اللي قبل العاصفة.
      
      الحاجة الوحيدة هي، إيه أو مين هي العاصفة؟
      
      قبل ما أخلص الفكرة دي، كان فيه صوت، صوت مسمعتوش من ساعة ما عزلت في الشقة دي، صوت جرس الباب وهو بيرن.
      
      

      روايه هاري بوتر وجيني

      هاري بوتر وجيني

      بقلم,

      خيال علمي

      مجانا

      هاري كان راجع تعبان بعد المعركة، بس كان أهم حاجة عنده يطمن على جيني ويرجع العصاية. لقى جيني في الأوضة المشتركة لوحدها ومنهارة وفاكراه مات. قعدت تلومه وتهاجمه إزاي يعمل كده، وهو فضل يطمنها ويشرح لها إنه عمل كل ده عشانها وعشان بيحبها. الكلام جاب بعضه، وفضلوا يضموا بعض ويعالجوا جروحهم بالكلام. وفي الآخر اتصالحوا وباسوا بعض، ونام في حضنها على الكرسي من كتر التعب.

      هاري بوتر

      راجع من المعركة مهدود حيله وتعبان جدًا. حاسس بالذنب ناحية جيني بس في نفس الوقت ميت عليها وعايز يرجع لها بأي شكل. هو لسه مخلص ومهموم بحاجتين: يرجع العصاية الأقدم، ويطمن على جيني.

      جيني ويزلي

      هي كمان تعبانة ومجروحة جسديًا ونفسيًا. كانت غضبانة جدًا من هاري ومتعصبة عليه لأنه خلاها تفتكر إنه مات خلاص. هي قوية وعصبية، بس زعلها كله كان من كتر حبها وخوفها عليه.

      رون ويزلي

      صاحب هاري الانتيم. هو كمان "فاصِل" ومش شايف قدامه وعايز ينام وبس. دوره كان إنه طمن هاري إن جيني لسه موجودة تحت.
      روايه حب مجنون
      صورة الكاتب

      كانت غرفة جريفندور المشتركة فارغة بشكل مريح عندما وصل هاري ورون وهيرمايني.
      توقف رون وهيرمايني لفترة وجيزة ليقولا ليلة سعيدة، لكن هاري لم يتردد حتى. سار مباشرة عبر الغرفة وصعد مباشرة الدرج الحلزوني إلى المهجع.
      
      وكما كان يأمل، كان سريره ذو الأربعة أعمدة جاهزًا في انتظاره. وكذلك كانت صينية مليئة بالسندويتشات تقف على المنضدة بجانب سريره.
      
      اتجه هاري إليها جائعًا والتهم ثلاثة، وهو يتجول في أنحاء الغرفة قبل أن يلاحظ حتى نوعها.
      
      لحم بقري مشوي. أحد أنواعه المفضلة. ابتسم وهو يفكر في كريتشر وهو يتركها هناك، لكن دماغه كانت بتتشوش أكتر وأكتر كل لحظة. في الحقيقة، هاري منامش من آخر ليلة ليهم في كوخ شيل، ومع كل اللي كان مستنيهم وقتها،
      هو منامش كويس الليلة دي برضه. فكر إنه خلاص الأسوأ عدّى، يمكن يعرف ينام دلوقتي.
      
      بس برضه، كان فيه حاجتين عايز يعملهم منعوه إنه يرتاح. لأ استنى، دي كانت حاجات لازم يعملها. الأولانية إنه يرجع العصاية الأقدم مكانها. والتانية إنه يلاقي جيني.
      
      انحنى هاري إلى الخلف مستندًا على سريره يفكر بعمق في هذا الأمر. كان قد رأى جيني عدة مرات في ذلك اليوم خلال أعقاب المعركة، مع والدتها، محاطة بعائلتها، ومن الواضح أنها كانت متأثرة بكل شيء، ولكن كان هناك الكثير مما شعر هاري أنه يجب عليه شرحه. لقد حدث الكثير، كان لازم يشوفها، كان لازم يتكلم معاها لو ينفع، كان محتاج يعرف، هل فيه أي فرصة بعد كل اللي خلاها تعدي بيه، وبعد كل اللي هو عدى بيه، ممكن ترجع له؟ كان هاري مستغرقًا جدًا في هذه الأفكار لدرجة أنه لم يكد يسمع رون وهو يدخل الغرفة ويراه هناك، عيناه شاردتان، ويبدو وكأنه فقد شيئًا بدلاً من كونه قد فاز في حرب.
      
      ”هاري،“ نادى رون. ”انت كويس يا صاحبي؟“
      
      هز هاري كتفيه.
      
      ”أنا افتكرتك نمت،“ قال له رون.
      
      هز هاري رأسه، ونظر إلى رون. ”فيه حاجة لازم أعملها. في الواقع، هما حاجتين.“
      
      ”طيب، مش ممكن يستنوا للصبح؟“ سأل رون. ”أنا خلاص فصّلت.“
      
      ”آه، أنا عارف يا رون. وأنا كمان. واحدة منهم ممكن...“ صوت هاري تلاشى. ”انت شفت جيني؟“ سأله فجأة وهو يقف مستقيماً.
      
      ”أيوة، أعتقد إنها تحت في الأوضة المشتركة، ليه؟“
      
      ”أنا راجع كمان شوية،“ قال له هاري، وبدون نظرة إلى الوراء، شق طريقه عائدًا إلى أسفل الدرج.
      
      بدت الغرفة المشتركة مهجورة عندما وصل هاري وكاد قلبه أن يسقط في قدميه. كانت الجمرات في المدفأة تخبو تاركة الغرفة في شبه ظلام، ولكن بعد لحظة وجد أنه يستطيع الرؤية قليلاً. مسح هاري الغرفة بعناية، وبالتدريج ميز الانحناءة الخفيفة لرأس يبرز قليلاً فوق ظهر أحد كراسيه المفضلة المريحة بجوار النار. سار هاري نحوه ووجد جيني هناك، منكمشة على نفسها وتبدو مرهقة تمامًا كما شعر هو. ركع هاري على السجادة البالية بجانب الكرسي ينظر إليها عن كثب. كانت عيناها مفتوحتين، لذا لم تكن نائمة، بل كانت تحدق في ما تبقى من النار. تحرك هاري بحيث أصبح داخل مجال رؤيتها.
      
      ”جيني،“ قال بهدوء.
      
      بدأ يمد يده نحوها عندما أدرك في ضوء النار الخافت كم كانت قذرة. سحب هاري عصاه من جيبه، ووجهها نحو يده وتمتم ”تنظيف“ سامحًا للسحر بامتصاص بعض الأوساخ والدماء التي كانت تغطي جلده. رأى زوايا فم جيني ترتفع قليلاً جدًا عند هذا.
      
      ”جيني،“ همس مرة أخرى وهذه المرة مد يده نحوها، بلطف، وبحذر شديد، غير متأكد مما قد يكون رد فعلها. لم تتحرك جيني واستطاع هاري رؤية الخطوط أسفل خديها التي أظهرت بوضوح أنها كانت تبكي. من لم يبكِ في هذا اليوم بالذات؟ وتساءل هاري عما إذا كانوا ربما قد خسروا بقدر ما كسبوا. 'لأ،' صحح لنفسه، محصلش. ده كان فولدمورت. وهو مش موجود نقدر نبني من تاني، يمكن في يوم نكون مبسوطين. من غير ده مكنش هيبقى عندنا الفرصة دي أصلًا.
      
      ”جيني، أنا آسف جدًا. انتي كويسة؟“ همس.
      
      بدون سابق إنذار، اندفعت جيني نحو هاري بصرخة. ”بوتر!“ صاحت، قافزة برشاقة قطة كبيرة ألقت بنفسها عليه، وكادت أن تفقده توازنه. ترنح هاري إلى الوراء مع الارتطام غير متأكد ما إذا كان سيحصل على عناق أم على 'علقة' عمره. اصطدمت مؤخرة ساقيه بالكرسي المقابل للذي كانت تجلس فيه جيني وانهار هاري عائدًا إليه مع جيني فوقه، ويدها مقبوضة في شكل لكمات وهي تضرب صدره. بشكل غريزي لف ذراعيه حولها ليحتضنها، لا يزال غير متأكد مما إذا كان يحمي نفسه أم لا.
      
      ”إزاي تعمل كده!“ كادت أن تصرخ في أذنه، وكادت أن تصيبه بالصمم بالإضافة إلى الكدمات والرضوض.
      
      ”جيني، أنا آسف جدًا،“ كرر.
      
      ”أنا افتكرتك مت!“ قالت له بصوت أهدأ الآن وبصوت مكتوم وهي تدفن وجهها في جانب الكرسي.
      
      تحرك هاري جانبًا قليلاً حتى أصبحا نصف جالسين، نصف مستلقين جنبًا إلى جنب في الكرسي المبطن بنعومة.
      
      ”جيني... أنا عارف إني جرحتك، ولو كان فيه أي طريقة أقدر أعملها من غير ده، لو كان فيه أي طريقة أعرفك من غير ما أكشف نفسي... أنا مكنتش مستحمل لما سمعتك بتصرخي... انتي، ورون، وهيرمايني،“ تدفقت الكلمات من فم هاري وهو يضمها بقوة إليه، أقرب إلى العناق الآن منه إلى الوضع الدفاعي، وهو يعلم وهو يفعل ذلك أنه لا يريد أبدًا أن يتركها ترحل. دفن وجهه في شعرها. كانت الرائحة الزهرية المألوفة موجودة، ولكن كانت هناك أيضًا رائحة الدم والتراب والمرض والشعر المحروق. هذا اليوم لم يكن سهلاً على أي منهم. ”أنا تقريبًا فقدت أعصابي وقتها.“
      
      
      
      
      
      ”هاري...“ صوتها اتهز، كان واضح إنها بتتألم.
      
      ”جين، أنا آسف جدًا،“ كرر. مكنش عارف يقول إيه تاني. ”أنا بحبك. عمري ما قصدت آذيكي. أنا كنت عايزك تعيشي.“
      
      عند الكلمة دي جيني بعدت عنه، وسندت على دراعاتها عشان تبصله. ”انت مش قصدك كده. مستحيل،“ أصرت.
      
      هاري فضل باصص لها، كان نفسه بأي شكل تصدق إن كلامه حقيقي. ”لأ قصدي، بجد...“ حاول يقولها بضعف.
      
      لكن جيني هزت راسها. ”سيبني يا بوتر.“
      
      ”لأ. مش دلوقتي. مش بعد كل اللي أنا عديت بيه ده.“
      
      ”أنا مش جايزة ممكن تكسبها لمجرد إنك 'المختار'!“
      
      قلب هاري وجعه من الكلمة دي. معقولة تكون تقصد كده؟ معقول كل اللي كان بيتمناه، كل اللي اتمسك بيه في اللحظات الأخيرة دي في الغابة، معقول يكون خسر كل ده؟
      
      ”لأ، طبعًا لأ،“ رد. كان عايز يسيبها، بس دراعاته مكنتش بتطيعه. فضل باصص لها، بيدور في عينيها، عايز يعرف الحقيقة ورا الكلام اللي بتقوله. ”هو... عيد ميلادي... مكنش يعني... أي حاجة؟“ سأل، وصوته مجرد همس. كان السؤال ده مستنزف كل طاقته.
      
      جيني بصت في عينيه، العيون الخضرا المدهشة زي الزمرد دي، وعينيها البنية دابت شوية. ”لأ طبعًا كان يعني،“ همست هي كمان. ”بس يا هاري... حصلت حاجات كتير أوي...“ وطّت راسها ناحيته وابتدت تعيط.
      
      هاري بدأ يشدها ليه في حضن لما خد باله إن قميصه أوسخ حتى من إيده، متغطي بدم من جروحه الكتير وبطين الأرض من وقت ما كان راقد على أرضية الغابة. تمتم تاني ”تنظيف“ ومرة تانية العصاية اللي بريشة العنقاء شفطت الدم والطين من على التي-شيرت بتاعه. جيني بصت على التي-شيرت، مستغربة من الحركة دي، وبعدين فجأة شهقت.
      
      ”يا هاري، انت بتنزف!“ همست وهي بتتعدل في قعدتها تاني. ”انت متعور.“
      
      هاري بص لتحت. كان حقيقي، نقط دم بترشح تاني على قميصه من جوه، وفكر بجمود يا ترى أنهي جرح اللي لسه بينزف. هي الجروح الملعونة بتنزف؟ سأل نفسه. هي نزفت المرة اللي فاتت؟ ولو نزفت، فضلت قد إيه؟ بس بعدين نفض الفكرة من دماغه. كان فيه حاجات أهم ضاغطة على تفكيره.
      
      ”اتكلمي معايا، أرجوكي،“ اترجاها.
      
      ”انت لازم تروح جناح المستشفى،“ قالتله، متجاهلة سؤاله، وهي بتحاول تقوم كأنها بتشده من على الكرسي.
      
      هاري هز راسه، رافض يسيب إيده من عليها أو يخليها تشده من الكرسي. ”لأ. مش الليلة دي. يمكن الصبح يا جين.“
      
      بصت له بصرامة بالنظرة بتاعة 'مش هتجادلني' اللي ورثتها كويس أوي من والدتها.
      
      ”أنا تعبان أوي. مش قادر أتحرك خلاص،“ قال لها.
      
      ”آه يا هاري...“ صوتها بقى أرق.
      
      ”وبعدين، انتي كمان متعورة،“ قال لها، وهو بيمد إيده يبعد شعرها عن جرح ماشي بطول خدها ومعدي على شفتها اللي فوق. هو كمان كان لسه بينزف، حاجة بسيطة. كان فيه واحد تاني على دقنها. مرر إبهامه على ده، وهو بيتمنى لو يقدر يشفيه. وكان فيه علامات تانية، يمكن ندوب أو من حروق على دراع واحد. هيبقى لازم يسألها عن ده، بس بعدين. مد إيده يلمسه، بس هي سحبت دراعها.
      
      بوضوح كانت مرهقة، بطلت تحاول تهرب من مسكته واستندت عليه تاني. من غير ما يفكر، هاري لمس جبهتها بشفايفه.
      
      ”عمالة أتمنى،“ تمتمت... ”فضلت آملة يكون فيه حاجة أقدر أعملها عشان أساعد. بس كل اللي قدرت أقدمهولك كان البوسة الغبية دي.“ صوتها انهار وكانت خلاص هتعيط تاني.
      
      ”دي ساعدتني أكتر ما ممكن أبدأ أوصفلك،“ هاري قال بهدوء في ودنها. ”هي اللي خلتني مكمل، لما افتكرت إني هفشل، لما رحت أواجهه... جين... مكنتش هقدر أعملها من غيرك. أنا حبيتك أوي... أنا بس كنت عارف إني لو عملت اللي لازم أعمله، هيبقى عندك فرصة تبقي في أمان، وتعيشي.“
      
      المرة دي بقى ضربته فعلًا. ”ودي كانت هتبقى حياة شكلها إيه دي، من غيرك؟“ سألته بغضب.
      
      بس هاري مردش عليها. هو بس شدها ليه جامد، وعينيه هو كمان دمعت. غمض عينيه جامد، بيحاول يرجع الدموع اللي بتهدد تفضحه. لما فتحهم تاني، جيني كانت بتبص له، بتتأمل وشه، على بعد بوصات بس. ورغم إنه كان مرهق، ورغم إنه كان عارف إن شفايفه جافة ومتشققة، مال ناحيتها وهو بيعمل كل جهده يتجنب الجروح اللي على وش جيني، وباسها. كل المشاعر من الشهور دي بتاعة الهروب، والاستخبا، والتفكير فيها وقت رحلة البحث عن الهوركروكس وفي الغابة، هجمت عليه مرة واحدة وباسها بحرارة أكتر ما كان يتخيل إنها ممكنة. ولما بعد أخيرًا، كل اللي قالته كان ”آه!“ كان صوت واطي أوي، لدرجة إنه مكنش متأكد إذا كان سمعه أصلًا.
      
      الحاجة اللي بعدها اللي هاري عرفها إن جيني لفت دراعاتها حواليه، وضمت نفسها ليه، ورغم كل جروحه المفتوحة، ورغم كل الكدمات والضرر اللي جسمه استحمله النهاردة، هاري قرر إن ده كان أحسن إحساس حس بيه في حياته.
      
      ”بس اوعدني بحاجة واحدة،“ همست في ودنه.
      
      ”أي حاجة يا جيني، اطلبي بس.“
      
      ”عمرك ما تعمل حاجة زي دي تاني.“
      
      هاري طلع نَفس مكنش واخد باله إنه حابسه.
      
      ”أبدًا،“ طمنها. ”مرة واحدة كانت كفاية أوي.“
      
      جيني ضحكت بخفة وهي بتتحرك وتقرب منه أكتر. هاري سند راسه على راسها وهو بيتنفس ببطء، وبدأ يسترخي شوية بشوية وعينيه بتغمض تاني. جيني مأصرتش إنه يمشي، ومبعدتهوش عنها. أكيد ده معناه إنه ممكن يفضل... وهاري بوتر راح أخيرًا في النوم.
      
      
      

      روايه رعب اونلاين : صانع العرائس

      صانع العرائس

      بقلم,

      رعب

      مجانا

      صانع عرايس موهوب، وعلاقته القوية ببنتهم الوحيدة "بي". بنشوف يومهم العادي المليان لعب وزغزغة وحب. تاني يوم، بعد ما بيخلصوا شغلهم في الكنيسة، عربيتهم بتعطل على الطريق بسبب كاوتش نايم. وهما بيحاولوا يصلحوه، بتحصل فاجعة. "بي" بتجري فجأة على الطريق وعربية معدية بتخبطها قدام عينين أهلها، وحياتهم بتنتهي بصرخة الأب والأم.

      صامويل مولينز

      صانع عرايس شاطر وحنين جداً، بيعشق بنته وبيحب يلاعبها.

      إستر

      الأم، ست بيت حنونة ومهتمة بجوزها وبنتها.

      فيك

      صاحب محل ألعاب مستني طلبية العرايس من صامويل.
      روايه رعب اونلاين : صانع العرائس
      صورة الكاتب

      الأستاذ مولينز -
      
      أهلاً، أنا اسمي صامويل مولينز، أنا متجوز وعندي بنت اسمها أنابيل.
      
      دلوقتي حالاً أنا قاعد في الورشة بعمل عروسة جديدة، لأني صانع عرايس. بمسك عين عروسة محطوطة على المكتب، وأبص من خلال عدسة مكبرة وأنا بنضف شوية تراب بفرشة.
      
      بمسك وش عروسة من العرايس الجداد وأحط العين في فتحة العين، وأمسك العين التانية وأحطها في الفتحة التانية، وأبدأ ألوّن الجزء اللي حوالين العين.
      
      بعد ساعة -
      
      أنا لسه مخلص عمايل العروسة الجديدة، فقومت من على الكرسي بتاعي ومسكت مِكوة الختم (اللي بيختموا بيها على الخيل).
      
      بشيلها من النار وأختم بيها على الخشب اللي مكتوب عليه "شركة مولينز للألعاب"، وبعدين بمسك مكوة تانية مكتوب عليها "إصدار محدود 100 نسخة".
      
      بسيبها من إيدي وأمسك فرشة ألواني الصغيرة وأغطسها في اللون الأسود وأكتب رقم 1 عليها، دلوقتي بقت النسخة 1 من 100.
      
      بسيب الفرشة، وأمسك العروسة وأحطها في العلبة وأقفل الغطا عليها. برجع أقعد تاني على مكتبي وأمسك قلمي الرصاص، وفجأة أسمع صوت خافت مكتوم.
      
      بسمع صوت خطوات جري، بقوم وأمشي ناحية الباب وألمح حتة ورقة، بمسكها وأفتح الباب.
      
      بخرج بره ملقيش حد، بفتح الورقة ألاقي مكتوب عليها "لاقيني" بلون شمع أزرق.
      
      ببص على البيت وأنا ببتسم بيني وبين نفسي. بمشي ناحية البيت وأعدي من جنب الشجرة الكبيرة وأطلع السلالم على البلكونة الأرضية (التراس).
      
      بفتح الباب وأدخل وبعدين أقفله ورايا. بمشي بالراحة لجوه شوية، وألمح ورقة تانية صغيرة، بمسكها.
      
      بفتحها وألاقي مكتوب عليها "قربت" بلون شمع أخضر، وبعدين أسمع صوت حاجات بتخبط، فابص في آخر الطرقة ناحية المطبخ.
      
      بدخل أوضة المعيشة ملقيش حد، بس ألمح الستارة بتتحرك، فأبتسم بمكر وأنا بطلع القلم الحبر من جيب قميصي.
      
      بشيل غطا القلم وأقلب الورقة على ضهرها وأكتب حاجة.
      
      برجع الغطا مكانه وأحط القلم في جيبي وأنا بطبّق الورقة وأمشي لجوه أكتر.
      
      بعدي من جنب الكنبة وأسيب الورقة على البيانو اللي جنب الستارة وأمشي.
      
      بخرج من أوضة المعيشة وأستخبى ورا حيطة، وأشوف بنتي وهي بتخرج وتمسك الورقة وتقف.
      
      بتفتحها وتقراها، وأنا بالراحة بقرب من وراها. "بع!" بصرخ وأنا بخطفها وهي بتقع على الأرض، وإحنا الاتنين بنضحك.
      
      "أنا أسد أهو! فاكرة إنك هتعرفي تستخبي مني، هاه؟" بقولها وأنا بزغزغها. "قريتي المكتوب؟ كان مكتوب 'لقيتك'." بكمل كلامي وهي بتضحك.
      
      "وده معناه إني أزغزغ..." مراتي بتقاطعني: "صامويل... بي..." بتقول كده، فبقف وإحنا الاتنين بنبصلها.
      
      "كفاية كده." بتقولنا. بسيبها وهي بتقعد على بطنها، وإستر (مراتي) بتقرب مننا وتنزل تقعد على ركبتها.
      
      "إنتي مش عايزة تتعبي من كتر اللعب." بتقولها وهي بتلعب في شعرها. "أنا متعبتش." بي بترد.
      
      بي بتصرخ: "بابا، إلحقني!" بتقول كده. "عايزة مساعدة؟ آه، طبعاً، ممكن أساعدك... إني أزغزغك." بقول وأنا بزغزغها أنا كمان.
      
      "أنا أسد أهو!" وإحنا كلنا بنضحك. "أعتقد إن بطن الرجلين دي ممكن تكون بتزغزغ أوي." بكمل زغزغة في رجلها.
      
      
      
      
      
      
      الساعة 9:30 مساءً -
      
      عند أنابيل -
      
      أنا وماما كنا في أوضتي على سريري ومتغطيين، وهي كانت بتضفرلي شعري وأنا بكتب في مذكراتي.
      
      أتوبت. "وقت النوم يا بي." ماما قالتلي. لفيت وشي شفتها سابت الفرشة، فاديتها مذكراتي.
      
      "شكراً." همست وهي بتقوم تحطها على مكتبي اللي جنب سريري، وأنا رقدت.
      
      "ممم." همهمت وهي بتبصلي ومبتسمة. وطّت عليا، فلفيت دراعاتي حوالين رقبتها وهي باستني وحضنتني.
      
      "تصبحي على خير يا مامي." قلتلها وهي بتبعد. "بحبك أكتر." ردت عليا، فابتسمت، وهي طفت الأباجورة اللي على مكتبي.
      
      كانت خلاص هتمشي بس وقفتها: "مامي؟" قلت وأنا بقعد تاني عشان أشوفها هتفهم أنا عايزاها تعمل إيه.
      
      لفت وابتسمت ورجعت تاني، وأنا رقدت مرة تانية. "شوية صغيرين بس." قالتلي بهدوء وهي بتشغل مشغل الأسطوانات.
      
      "شكراً." رديت وأغنيتي المفضلة اشتغلت، وهي مشيت.
      
      إنتي نور شمسِي، نور شمسِي الوحيد. بتخليني مبسوطة لما السما تكون مغيمة.
      
      تاني يوم مع الأستاذ مولينز -
      
      إحنا في الكنيسة والصلاة خلصت، جرس الكنيسة بيرن وإحنا كلنا خارجين نازلين السلالم.
      
      "مامي؟" بي قالت. "ممم-همم." إستر ردت وهي بتهمهم.
      
      "ممكن نلعب بالعرايس لما نروح البيت؟" بي سألت وأنا بصيتلها. "بصي، أعتقد لو ساعدتيني في غسيل المواعين، ممكن ألعب معاكي بالعرايس طول بعد الضهر." إستر قالتلها وإحنا ماشيين ناحية عربيتي وأنا ماسك قبعتي.
      
      "أيوة!" بي قالت وهي بتضحك. "سام!" سمعت حد بينده عليا، فوقفنا كلنا ولفينا.
      
      "سام!" قال تاني. "صباح الخير يا سام، صباح الخير يا إستر." ده الراجل اللي بعمل عرايس لمحل اللعب بتاعه.
      
      "صباح الخير." إستر ردت. "إزيك يا بي يا نشيطة." قال لـ بي وهما بيضحكوا وأنا ابتسمت لـ بي.
      
      "سام، كنت بسأل بس لو طلبيتي جهزت ولا لسه؟" سألني. "أنا كل يوم الزباين بتيجيلي المحل تسأل على العرايس بتاعتك." كمل كلامه وأنا بصيت لإستر وهي ابتسمت.
      
      "ممكن تبعت ابنك بكرة يا فيك، هما جاهزين." إستر قالتله وهي مبتسمة.
      
      "آه، الحمد لله، شكل الصلوات بتستجاب أهي، مش كده؟" قال وهو بيبصلي.
      
      "فعلاً." إستر ردت وإحنا الاتنين ابتسمنا وهزينا راسنا. "تمام، طيب، شكراً جزيلاً." قالي، وأنا هزيت راسي.
      
      "أتمنالكم يوم حد سعيد." كمل كلامه. "وإنت كمان يومك سعيد." رديت.
      
      "يومك جميل." إستر كمان ردت وهو مشي مع مراته وابنه.
      
      مشينا ناحية باب عربيتي اللي جنب السواق. "ادخلوا يلا." قلت، وبي فتحت الباب وهما ركبوا، فقفلته.
      
      مشيت ناحية باب السواق وركبت ودورت العربية. رجعت لورا وبدأت أمشي راجعين البيت.
      
      بعد 15 دقيقة -
      
      العربية الكاوتش بتاعها نام، فـ صامويل هيغيره بواحد تاني. بيخبط على الكاوتش الشمال اللي ورا بمفتاح، وسابه ومسكه بيحاول يشده ويطلعه.
      
      "يا دي النيلة!" صرخت وأنا بحزق. "عيب الألفاظ." قلتله وأنا ببص حواليا قدام العربية.
      
      "أنا شايفة عربية جاية من شباك العربية. فيه عربية جاية، ما أشاورلها ونشوف لو ممكن حد يساعدنا؟" قلت لصامويل وأنا بعدي من جنب بي وبلف حوالين العربية وأروحله.
      
      "لأ، لأ، لأ، أنا هتصرف." رد عليا وهو لسه بيحاول يطلع الكاوتش. حزق وحاول تاني، فالكاوتش طلع معاه.
      
      "أنا هجيبها." سمعنا بي بتقول، فلفيت وشي وشفت العربية وهي بتعدي من جنبنا، وهي اتخبطت بالعربية. "لأ!" صرخت وأنا بعيط وبصوت.
      

      روايه الفتاة الوحيدة ورجل الأعمال

      الفتاة الوحيدة ورجل الأعمال

      بقلم,

      اجتماعيه

      مجانا

      طالبة شاطرة في مومباي بس وحيدة ومرات أبوها بتعاملها وحش جدًا. في يوم بتجبرها تسيب كليتها وترجع البيت فورًا عشان تقابل ضيوف. في نفس الوقت، بنشوف حياة "ريانش"، رجل أعمال ناجح في سنغافورة، مشغول بشغله وحبيبته. أنايا بتكتشف إن الضيوف دول جايين يخططوا لمستقبلها من ورا ضهرها. الرواية شكلها عن معاناة "أنايا" وإزاي حياتها هتتقاطع مع "ريانش" في ظروف صعبة.

      أنايا

      بنت طيبة جدًا وذكية ومتفوقة في كليتها، بس ساذجة وحاسة بالوحدة. كل الناس بتستغلها لمصلحتها، وبتعاني من قسوة مرات أبوها "داميني".

      ريانش

      رجل أعمال غني ووسيم وناجح جدًا في سنغافورة. شخص عملي، وعنده حبيبة اسمها "كافيا" بيحبها.

      داميني

      مرات أبو أنايا. هي الشخصية الشريرة في القصة لحد دلوقتي. ست قاسية ومتسلطة، وبتعامل أنايا كأنها خدامة وواضح إنها بتدبرلها مصيبة (غالبًا جواز غصب عنها).
      روايه حب مجنون
      صورة الكاتب

      ده كان يوم شمس، والطرقات مليانة عربيات، والزحمة هي هي زي كل يوم في مومباي. بنت قاعدة في التاكسي، وعمالة تخبط برجلها في الأرض من كتر ما هي مستعجلة توصل مشوارها.
      
      البنت بصت في ساعتها وقالت: "يا أسطى ممكن تسرع شوية لو سمحت أنا هتأخر".
      
      السواق رد عليها: "قدامي صفوف عربيات، أنا مش هطير من هنا يعني. اصبري شوية من فضلك". وهي قلقها زاد أكتر.
      
      رغم إن الزحمة فكت شوية بشوية، بس برضه خدت منها ربع ساعة عشان توصل. أول ما العربية وقفت قدام المبنى الضخم بتاع كليتها، نزلت بسرعة من التاكسي.
      
      كانت لابسة بنطلون أزرق مع بلوزة بيضا طويلة، ولفة شال حوالين رقبتها لايق على لبسها، وشايلة شنطة بتتشال على الجنب على كتفها.
      
      دفعت للسواق وجريت لجوه، دخلت المدرج بتاعها وكان فيه محاضرة شغالة والدكتور بيشرح. قعدت بهدوء جنب بنت من غير ما تعمل دوشة لباقي الطلبة.
      
      سألت زميلتها اللي جنبها بصوت واطي: "هو فاتني حاجة؟"
      
      البنت ردت: "لأ، مش كتير، المحاضرة لسه بادئة".
      
      "الحمد لله". خدت نفس بارتياح وركزت في المحاضرة.
      
      لما المحاضرة خلصت، خرجت، بس بنت ندهت عليها من وراها: "أنايا!".
      
      أنايا لفت وشها وشافت واحدة من زمايلها. قالتلها: "أهلاً يا فانشيكا".
      
      فانشيكا قالت بتردد: "بصراحة أنا محضرتش المحاضرة، ممكن آخد منك اللي كتبتيه لو سمحتي؟"
      
      أنايا ردت بأدب: "أكيد، ليه لأ". ومدت إيدها في شنطتها وطلعت مجموعة ورق وادتهولها وقالت: "اتفضلي".
      
      فانشيكا قالت وهي مبتسمة: "متشكرة أوي، هرجعهملك بكرة".
      
      أنايا ابتسمتلها: "عادي، خدي وقتك". وكملت: "على فكرة، تانيشا برضه حضرت المحاضرة، مسألتيهاش ليه تاخدي منها اللي كتبته؟".
      
      فانشيكا قلبت عينيها.
      
      شرحتلها وهي مكشرة: "إنتي عارفة كويس، إنتي الوحيدة الطيبة في الكلية دي اللي بتساعدي الناس من غير تفكير. أنا سألت تانيشا الأول بس قعدت تتحجج كأني بطلب منها فلوس مش ورق".
      
      أنايا قالت وهي مكشرة: "يااه، دي حاجة وحشة أوي، دي صاحبتك، على الأقل مكنش المفروض ترفضلك طلب زي ده".
      
      فانشيكا قالت بنبرة سخرية: "محدش صاحب حد هنا، وإنتي لسه ساذجة أوي عشان تفهمي ده. كل واحد بيتعامل مع التاني لمصلحته وبس".
      
      أنايا ضحكت ضحكة خفيفة على كلامها وردت وهي بتطبطب على كتفها: "ماشي يا ستي، إنتي أدرى بالناس". وكملت: "أشوفك في المحاضرة الجاية". وسابتها ومشت.
      
      بعد ما حضرت باقي المحاضرات، راحت الكانتين. قعدت على كرسي وماسكة في إيدها علبة عصير، عينيها جت على الترابيزة اللي جنبها، شافت شلة أصحاب بيضحكوا ويهيصوا ومبسوطين في وقت الراحة بتاعهم.
      
      وعلى ترابيزة تانية، لمحت بنتين بيرغوا وبيكركروا، شكلهم بيتكلموا عن الولاد اللي مصاحبينهم. رفعت العلبة لبقها وخدت شفطة صغيرة، وفجأة حست بنغزة في قلبها لما لقت نفسها قاعدة لوحدها، حواليها ميات الناس بس مفيش ولا واحد فيهم صاحبها.
      
      الناس بتجيلها بس لما يكونوا محتاجين حاجة. هي كانت من الأوائل في مدرستها ومحافظة على اللقب ده في الكلية برضه، وعشان كده كل الناس بتحب تكون حواليها بس وقت الشغل والمذاكرة، غير كده بتلاقي نفسها لوحدها حتى وسط الزحمة-
      
      تليفونها رن وقطع سلسلة أفكارها. طلعت التليفون من شنطتها وشافت اسم مرات أبوها منور على الشاشة. كشرت وهي بتبص على الاسم، أصلها عمرها ما بتتصل بيها إلا لو في حاجة مهمة أوي أو طارئة، عشان كده ردت على طول.
      
      أول ما حطت التليفون على ودنها قالت: "ألو، يا ماما".
      
      داميني، مرات أبوها، طلبت منها بلهجتها المعتادة: "أنايا، سيبك من اللي بتعمليه ده وروحي البيت حالاً!"
      
      حاولت توضح: "بس يا ماما، أنا لسه فاضلي محاضرتين".
      
      زعقت في التليفون: "الموضوع ضروري لو مش عايزة أبوكي يتعصب عليكي، تعالي البيت فوراً، متخليناش نستنى!". وقفلت السكة في وشها، وأنايا فضلت مبلمة للشاشة وهي مقفولة.
      
      
      
      
      
      
      اتنهدت تنهيدة طويلة، ولمت كتبها في شنطتها وطلعت بره الكلية.
      
      هتعمل إيه يعني؟ مكانش قدامها أي اختيار تاني غير إنها تنفذ تهديد مرات أبوها الشيطانة ده.
      
      ✯✯✯✯
      
      في سنغافورة
      
      أشعة الشمس عدت من الستاير ونزلت بالظبط على وش الراجل اللي نايم على السرير، نايم على بطنه، وجسمه من فوق عريان.
      
      اتأفف ولف وشه الناحية التانية، بيهرب من أشعة الشمس اللي قلقته من النوم. في اللحظة دي سمع تليفونه بيرن. مد إيده عشوائي على الكومودينو اللي جنبه يدور بإيده على التليفون، وأول ما لقاه، حطه على ودنه من غير حتى ما يبص على الشاشة.
      
      "همم؟" همهم بصوته اللي كله نوم.
      
      "صباح الخير، يا أستاذ ريانش" صوت راجل من الناحية التانية خلى ريانش يقلب على ضهره ويبص في التليفون، لقى اسم مساعده الشخصي.
      
      مساعده قال بتردد: "يارب مكنش بزعج حضرتك".
      
      ريانش رد عليه بحدة وهو بيغمض عينيه تاني: "لأ أزعجتني، اخلص قول".
      
      "بصراحة أنا اتصلت أبلغ حضرتك إن اجتماعك كمان ساعة".
      
      "إيه؟" ريانش فتح عينيه فجأة. "مش كان المفروض بالليل؟"
      
      المساعد شرح: "أيوه يا فندم، بس هما غيروا المعاد. أنا كلمت حضرتك امبارح بالليل أبلغك بس حضرتك مردتش".
      
      ريانش دعك جبهته وهو بيقعد. "خلاص ماشي، هكون هناك قريب". قال الكلمتين وقفل السكة.
      
      اتثاوب وهو بيبعتر شعره بإيده وقام من السرير. جسمه اللي متقسم صح بان أكتر لما نور الشمس المباشر جه عليه، وهو مكنش لابس غير شورت بس.
      
      فضل باصص على منظر المدينة من فوق، وفرد دراعاته وحرك كتافه لفوق ولتحت، ومع الحركة دي كل عضلة في جسمه بانت.
      
      ولما كان خلاص رايح ناحية الحمام، تليفونه ابتدى يرن تاني.
      
      مشي بخطوات هادية للترابيزة، وأول ما مسك التليفون، ابتسامة اترسمت على شفايفه لما شاف الاسم المتسجل "كافيا".
      
      رد على التليفون وقال: "كنت لسه بفكر فيكي".
      
      البنت من الناحية التانية ردت: "كداب".
      
      رد ببراءة: "لأ يا حبيبتي هو أنا عمري كدبت عليكي؟"
      
      كافيا قالت وهي بتضحك: "خلاص مصدقاك". وسألته: "ها، هترجع إمتى؟"
      
      جاوبها: "طيارتي بكرة".
      
      كافيا قالت بدلع: "تعالى بسرعة، وحشتني".
      
      ريانش ضحك: "وإنتي كمان وحشتيني يا حبيبتي. هكلمك تاني بالليل، عندي اجتماع كمان ساعة ولازم أمشي دلوقتي". قال كده وهو بيبص على ساعة الحيطة.
      
      كافيا قالت: "أوه، أوك، مفيش مشكلة يا حبيبي. أكلمك بعدين". وهما الاتنين قفلوا المكالمة.
      
      •••
      
      ريانش نزل من العربية، كان لابس بدلة كحلي ماسكة على جسمه، قلع نضارة الشمس وهو بيرفع عينه يبص على ناطحة السحاب اللي قدامه.
      
      مساعده قرب منه: "صباح الخير يا فندم".
      
      سأله وهو بيبص على الراجل اللي جنبه، اللي كان شكله في أواخر التلاتينات وشعره أسود وقصير: "هما وصلوا؟"
      
      المساعد رد: "أيوة، مستنيين حضرتك". وهما الاتنين بيشقوا طريقهم لجوه من خلال بوابة إزاز ضخمة.
      
      كان فيه أربع رجالة في مكان الاجتماع، لابسين بدل، وكانوا تقريباً في سن أبوه.
      
      واحد من الرجالة قرب منه وقال: "صباح الخير يا أستاذ أوبيروي، وآسفين إننا غيرنا معاد الاجتماع".
      
      ريانش رد بابتسامة خفيفة على وشه، وهو واخد وضع احترافي: "عادي، طول ما الصفقة في صالحي، معنديش مشكلة".
      
      راجل تاني قال بهزار خفيف: "أتمنى إنها تكون في صالحنا كلنا". وكلهم ضحكوا.
      
      نفس الراجل اتكلم تاني: "على فكرة، باباك قالنا إنه هيبعتك مكانه، يارب يكون كل حاجة تمام معاه؟"
      
      ريانش قال: "أيوة، هو بس مبيقدرش يسافر دلوقتي عشان شوية مشاكل صحية، بس هيرجع الشغل أول ما يتحسن".
      
      الراجل قال: "أوه، نتمنى يقوم بالسلامة قريب". وكمل: "اتفضل اقعد لو سمحت، خلينا نبدأ الاجتماع".
      
      ريانش رجع لنبرته الجادة: "أكيد". وفك زرار جاكتة البدلة، وقعد على الكرسي، والاجتماع بدأ.
      
      •••••
      
      أنايا وصلت البيت. لمحت عربية سودة غريبة راكنة قدام البيت. اتلخبطت وخمنت إن ممكن يكون عندهم ضيوف، وعشان كده مرات أبوها كلمتها، لإن هي اللي دايمًا بتشيل معظم شغل البيت.
      
      شالت الأفكار دي من دماغها، ومشت ناحية الباب الرئيسي، لقت الشغالة هي اللي فتحتلها الباب وسلمت عليها.
      
      أول ما أنايا خطت لجوه البيت، الشغالة بلغتها: "باباكي طلب منك تيجي الصالون حالاً".
      
      استغربت: "ليه؟ هو في ضيوف في البيت؟"
      
      الشغالة قالتلها: "أيوة، ويمكن عايزك تقابليهم". هي حست إن الموضوع غريب لإن أبوها عمره ما طلب منها تقابل أي ضيوف قبل كده، هو دايمًا كان بيعاملها ببرود، وهي نفسها مش عارفة سبب معاملته دي إيه.
      
      خدت نفس عميق قبل ما تتحرك ناحية الصالون، ولما وصلت هناك، شافت راجل وست غراب قاعدين على الكنبة. كانوا لابسين لبس بسيط بس شكله شيك، وسنهم كان في نص العمر زي أهلها.
      
      حست بعدم ارتياح لإنها فجأة بقت هي محط الأنظار.
      
      "أه بصوا، هي وصلت أهي". داميني (مرات أبوها) قربت منها وابتسمت ابتسامة مسكرة وهي بتحط إيدها على كتفها كأنها أم حنينة.
      
      أنايا بصتلها باستغراب من التغيير المفاجئ ده في تصرفاتها، لإن داميني عمرها ما كلمتها بلطف حتى، ودلوقتي بتبتسملها. بس الكلمتين اللي جايين وضحوا كل شكوكها.
      
      داميني همست في ودنها وهي بتشدها ناحيتها وبتقعدها على الكنبة اللي في وش الراجل والست: "اتصرفي كويس، ماشي؟". الضيوف ابتسمولها وهما بيردوا السلامات.
      
      الست اللي قاعدة في وشها جاملتها: "شكلك أحلى كمان وإنتي بسيطة".
      
      أنايا وطت راسها في الأرض من التوتر لإنها مبتحبش تبقى محاطة بالناس، خصوصاً لو كانوا غراب.
      
      بس الكلمة اللي الست قالتها بعدها خلتها ترفع وشها فجأة وهي مصدومة.
      
      جاري تحميل الفصل...
      جاري تحميل الفصول

      Pages