روايه الفتاة الوحيدة ورجل الأعمال

الفتاة الوحيدة ورجل الأعمال

بقلم,

اجتماعيه

مجانا

طالبة شاطرة في مومباي بس وحيدة ومرات أبوها بتعاملها وحش جدًا. في يوم بتجبرها تسيب كليتها وترجع البيت فورًا عشان تقابل ضيوف. في نفس الوقت، بنشوف حياة "ريانش"، رجل أعمال ناجح في سنغافورة، مشغول بشغله وحبيبته. أنايا بتكتشف إن الضيوف دول جايين يخططوا لمستقبلها من ورا ضهرها. الرواية شكلها عن معاناة "أنايا" وإزاي حياتها هتتقاطع مع "ريانش" في ظروف صعبة.

أنايا

بنت طيبة جدًا وذكية ومتفوقة في كليتها، بس ساذجة وحاسة بالوحدة. كل الناس بتستغلها لمصلحتها، وبتعاني من قسوة مرات أبوها "داميني".

ريانش

رجل أعمال غني ووسيم وناجح جدًا في سنغافورة. شخص عملي، وعنده حبيبة اسمها "كافيا" بيحبها.

داميني

مرات أبو أنايا. هي الشخصية الشريرة في القصة لحد دلوقتي. ست قاسية ومتسلطة، وبتعامل أنايا كأنها خدامة وواضح إنها بتدبرلها مصيبة (غالبًا جواز غصب عنها).
روايه حب مجنون
صورة الكاتب

ده كان يوم شمس، والطرقات مليانة عربيات، والزحمة هي هي زي كل يوم في مومباي. بنت قاعدة في التاكسي، وعمالة تخبط برجلها في الأرض من كتر ما هي مستعجلة توصل مشوارها.

البنت بصت في ساعتها وقالت: "يا أسطى ممكن تسرع شوية لو سمحت أنا هتأخر".

السواق رد عليها: "قدامي صفوف عربيات، أنا مش هطير من هنا يعني. اصبري شوية من فضلك". وهي قلقها زاد أكتر.

رغم إن الزحمة فكت شوية بشوية، بس برضه خدت منها ربع ساعة عشان توصل. أول ما العربية وقفت قدام المبنى الضخم بتاع كليتها، نزلت بسرعة من التاكسي.

كانت لابسة بنطلون أزرق مع بلوزة بيضا طويلة، ولفة شال حوالين رقبتها لايق على لبسها، وشايلة شنطة بتتشال على الجنب على كتفها.

دفعت للسواق وجريت لجوه، دخلت المدرج بتاعها وكان فيه محاضرة شغالة والدكتور بيشرح. قعدت بهدوء جنب بنت من غير ما تعمل دوشة لباقي الطلبة.

سألت زميلتها اللي جنبها بصوت واطي: "هو فاتني حاجة؟"

البنت ردت: "لأ، مش كتير، المحاضرة لسه بادئة".

"الحمد لله". خدت نفس بارتياح وركزت في المحاضرة.

لما المحاضرة خلصت، خرجت، بس بنت ندهت عليها من وراها: "أنايا!".

أنايا لفت وشها وشافت واحدة من زمايلها. قالتلها: "أهلاً يا فانشيكا".

فانشيكا قالت بتردد: "بصراحة أنا محضرتش المحاضرة، ممكن آخد منك اللي كتبتيه لو سمحتي؟"

أنايا ردت بأدب: "أكيد، ليه لأ". ومدت إيدها في شنطتها وطلعت مجموعة ورق وادتهولها وقالت: "اتفضلي".

فانشيكا قالت وهي مبتسمة: "متشكرة أوي، هرجعهملك بكرة".

أنايا ابتسمتلها: "عادي، خدي وقتك". وكملت: "على فكرة، تانيشا برضه حضرت المحاضرة، مسألتيهاش ليه تاخدي منها اللي كتبته؟".

فانشيكا قلبت عينيها.

شرحتلها وهي مكشرة: "إنتي عارفة كويس، إنتي الوحيدة الطيبة في الكلية دي اللي بتساعدي الناس من غير تفكير. أنا سألت تانيشا الأول بس قعدت تتحجج كأني بطلب منها فلوس مش ورق".

أنايا قالت وهي مكشرة: "يااه، دي حاجة وحشة أوي، دي صاحبتك، على الأقل مكنش المفروض ترفضلك طلب زي ده".

فانشيكا قالت بنبرة سخرية: "محدش صاحب حد هنا، وإنتي لسه ساذجة أوي عشان تفهمي ده. كل واحد بيتعامل مع التاني لمصلحته وبس".

أنايا ضحكت ضحكة خفيفة على كلامها وردت وهي بتطبطب على كتفها: "ماشي يا ستي، إنتي أدرى بالناس". وكملت: "أشوفك في المحاضرة الجاية". وسابتها ومشت.

بعد ما حضرت باقي المحاضرات، راحت الكانتين. قعدت على كرسي وماسكة في إيدها علبة عصير، عينيها جت على الترابيزة اللي جنبها، شافت شلة أصحاب بيضحكوا ويهيصوا ومبسوطين في وقت الراحة بتاعهم.

وعلى ترابيزة تانية، لمحت بنتين بيرغوا وبيكركروا، شكلهم بيتكلموا عن الولاد اللي مصاحبينهم. رفعت العلبة لبقها وخدت شفطة صغيرة، وفجأة حست بنغزة في قلبها لما لقت نفسها قاعدة لوحدها، حواليها ميات الناس بس مفيش ولا واحد فيهم صاحبها.

الناس بتجيلها بس لما يكونوا محتاجين حاجة. هي كانت من الأوائل في مدرستها ومحافظة على اللقب ده في الكلية برضه، وعشان كده كل الناس بتحب تكون حواليها بس وقت الشغل والمذاكرة، غير كده بتلاقي نفسها لوحدها حتى وسط الزحمة-

تليفونها رن وقطع سلسلة أفكارها. طلعت التليفون من شنطتها وشافت اسم مرات أبوها منور على الشاشة. كشرت وهي بتبص على الاسم، أصلها عمرها ما بتتصل بيها إلا لو في حاجة مهمة أوي أو طارئة، عشان كده ردت على طول.

أول ما حطت التليفون على ودنها قالت: "ألو، يا ماما".

داميني، مرات أبوها، طلبت منها بلهجتها المعتادة: "أنايا، سيبك من اللي بتعمليه ده وروحي البيت حالاً!"

حاولت توضح: "بس يا ماما، أنا لسه فاضلي محاضرتين".

زعقت في التليفون: "الموضوع ضروري لو مش عايزة أبوكي يتعصب عليكي، تعالي البيت فوراً، متخليناش نستنى!". وقفلت السكة في وشها، وأنايا فضلت مبلمة للشاشة وهي مقفولة.






اتنهدت تنهيدة طويلة، ولمت كتبها في شنطتها وطلعت بره الكلية.

هتعمل إيه يعني؟ مكانش قدامها أي اختيار تاني غير إنها تنفذ تهديد مرات أبوها الشيطانة ده.

✯✯✯✯

في سنغافورة

أشعة الشمس عدت من الستاير ونزلت بالظبط على وش الراجل اللي نايم على السرير، نايم على بطنه، وجسمه من فوق عريان.

اتأفف ولف وشه الناحية التانية، بيهرب من أشعة الشمس اللي قلقته من النوم. في اللحظة دي سمع تليفونه بيرن. مد إيده عشوائي على الكومودينو اللي جنبه يدور بإيده على التليفون، وأول ما لقاه، حطه على ودنه من غير حتى ما يبص على الشاشة.

"همم؟" همهم بصوته اللي كله نوم.

"صباح الخير، يا أستاذ ريانش" صوت راجل من الناحية التانية خلى ريانش يقلب على ضهره ويبص في التليفون، لقى اسم مساعده الشخصي.

مساعده قال بتردد: "يارب مكنش بزعج حضرتك".

ريانش رد عليه بحدة وهو بيغمض عينيه تاني: "لأ أزعجتني، اخلص قول".

"بصراحة أنا اتصلت أبلغ حضرتك إن اجتماعك كمان ساعة".

"إيه؟" ريانش فتح عينيه فجأة. "مش كان المفروض بالليل؟"

المساعد شرح: "أيوه يا فندم، بس هما غيروا المعاد. أنا كلمت حضرتك امبارح بالليل أبلغك بس حضرتك مردتش".

ريانش دعك جبهته وهو بيقعد. "خلاص ماشي، هكون هناك قريب". قال الكلمتين وقفل السكة.

اتثاوب وهو بيبعتر شعره بإيده وقام من السرير. جسمه اللي متقسم صح بان أكتر لما نور الشمس المباشر جه عليه، وهو مكنش لابس غير شورت بس.

فضل باصص على منظر المدينة من فوق، وفرد دراعاته وحرك كتافه لفوق ولتحت، ومع الحركة دي كل عضلة في جسمه بانت.

ولما كان خلاص رايح ناحية الحمام، تليفونه ابتدى يرن تاني.

مشي بخطوات هادية للترابيزة، وأول ما مسك التليفون، ابتسامة اترسمت على شفايفه لما شاف الاسم المتسجل "كافيا".

رد على التليفون وقال: "كنت لسه بفكر فيكي".

البنت من الناحية التانية ردت: "كداب".

رد ببراءة: "لأ يا حبيبتي هو أنا عمري كدبت عليكي؟"

كافيا قالت وهي بتضحك: "خلاص مصدقاك". وسألته: "ها، هترجع إمتى؟"

جاوبها: "طيارتي بكرة".

كافيا قالت بدلع: "تعالى بسرعة، وحشتني".

ريانش ضحك: "وإنتي كمان وحشتيني يا حبيبتي. هكلمك تاني بالليل، عندي اجتماع كمان ساعة ولازم أمشي دلوقتي". قال كده وهو بيبص على ساعة الحيطة.

كافيا قالت: "أوه، أوك، مفيش مشكلة يا حبيبي. أكلمك بعدين". وهما الاتنين قفلوا المكالمة.

•••

ريانش نزل من العربية، كان لابس بدلة كحلي ماسكة على جسمه، قلع نضارة الشمس وهو بيرفع عينه يبص على ناطحة السحاب اللي قدامه.

مساعده قرب منه: "صباح الخير يا فندم".

سأله وهو بيبص على الراجل اللي جنبه، اللي كان شكله في أواخر التلاتينات وشعره أسود وقصير: "هما وصلوا؟"

المساعد رد: "أيوة، مستنيين حضرتك". وهما الاتنين بيشقوا طريقهم لجوه من خلال بوابة إزاز ضخمة.

كان فيه أربع رجالة في مكان الاجتماع، لابسين بدل، وكانوا تقريباً في سن أبوه.

واحد من الرجالة قرب منه وقال: "صباح الخير يا أستاذ أوبيروي، وآسفين إننا غيرنا معاد الاجتماع".

ريانش رد بابتسامة خفيفة على وشه، وهو واخد وضع احترافي: "عادي، طول ما الصفقة في صالحي، معنديش مشكلة".

راجل تاني قال بهزار خفيف: "أتمنى إنها تكون في صالحنا كلنا". وكلهم ضحكوا.

نفس الراجل اتكلم تاني: "على فكرة، باباك قالنا إنه هيبعتك مكانه، يارب يكون كل حاجة تمام معاه؟"

ريانش قال: "أيوة، هو بس مبيقدرش يسافر دلوقتي عشان شوية مشاكل صحية، بس هيرجع الشغل أول ما يتحسن".

الراجل قال: "أوه، نتمنى يقوم بالسلامة قريب". وكمل: "اتفضل اقعد لو سمحت، خلينا نبدأ الاجتماع".

ريانش رجع لنبرته الجادة: "أكيد". وفك زرار جاكتة البدلة، وقعد على الكرسي، والاجتماع بدأ.

•••••

أنايا وصلت البيت. لمحت عربية سودة غريبة راكنة قدام البيت. اتلخبطت وخمنت إن ممكن يكون عندهم ضيوف، وعشان كده مرات أبوها كلمتها، لإن هي اللي دايمًا بتشيل معظم شغل البيت.

شالت الأفكار دي من دماغها، ومشت ناحية الباب الرئيسي، لقت الشغالة هي اللي فتحتلها الباب وسلمت عليها.

أول ما أنايا خطت لجوه البيت، الشغالة بلغتها: "باباكي طلب منك تيجي الصالون حالاً".

استغربت: "ليه؟ هو في ضيوف في البيت؟"

الشغالة قالتلها: "أيوة، ويمكن عايزك تقابليهم". هي حست إن الموضوع غريب لإن أبوها عمره ما طلب منها تقابل أي ضيوف قبل كده، هو دايمًا كان بيعاملها ببرود، وهي نفسها مش عارفة سبب معاملته دي إيه.

خدت نفس عميق قبل ما تتحرك ناحية الصالون، ولما وصلت هناك، شافت راجل وست غراب قاعدين على الكنبة. كانوا لابسين لبس بسيط بس شكله شيك، وسنهم كان في نص العمر زي أهلها.

حست بعدم ارتياح لإنها فجأة بقت هي محط الأنظار.

"أه بصوا، هي وصلت أهي". داميني (مرات أبوها) قربت منها وابتسمت ابتسامة مسكرة وهي بتحط إيدها على كتفها كأنها أم حنينة.

أنايا بصتلها باستغراب من التغيير المفاجئ ده في تصرفاتها، لإن داميني عمرها ما كلمتها بلطف حتى، ودلوقتي بتبتسملها. بس الكلمتين اللي جايين وضحوا كل شكوكها.

داميني همست في ودنها وهي بتشدها ناحيتها وبتقعدها على الكنبة اللي في وش الراجل والست: "اتصرفي كويس، ماشي؟". الضيوف ابتسمولها وهما بيردوا السلامات.

الست اللي قاعدة في وشها جاملتها: "شكلك أحلى كمان وإنتي بسيطة".

أنايا وطت راسها في الأرض من التوتر لإنها مبتحبش تبقى محاطة بالناس، خصوصاً لو كانوا غراب.

بس الكلمة اللي الست قالتها بعدها خلتها ترفع وشها فجأة وهي مصدومة.
جاري تحميل الفصل...
جاري تحميل الفصول

تعليقات