روايه مدرسة هيوز
مدرسة هيوز
بقلم,
اجتماعية
مجانا
دايمًا بتعمل مشاكل واحتجازات في مدرستها. أهلها وخصوصًا باباها بيزهقوا من تصرفاتها فبيقرروا يبعتوها مدرسة عسكرية عشان تتأدب. چينا بتتفاجئ إن المدرسة دي مش في بلدها، دي في إنجلترا، وبتبقى مدمرة هي وصاحبتها سارة. بنشوف رحلتها لوحدها للمطار، ومشاعرها المتلخبطة ناحية عيلتها اللي حست إنهم رموها. وأول ما بتوصل إنجلترا بتقابل سواق تاكسي رخم اسمه رايان، وده بيكون أول تحدي ليها هناك.
چينا
درجاتها كلها ممتازة بس متمردة ولسانها طويل ومش بتعمل حساب لحد. بتكره قرار أهلها، وبتبان قوية من بره بس هي حساسة وزعلت جدًا من اللي حصل.سارة
صاحبة چينا الانتيم. جدعة وبتقف جنبها، ووداعهم كان مؤثر أوي. هي الوحيدة اللي چينا بتثق فيها.رايان آدامز
سواق التاكسي اللي قابلته في إنجلترا. شاب صغير (أكبر من چينا بسنة تقريبًا)، رخم ومستفز، ولاحظ إنها رايحة مدرسة "هيوز" العسكرية واتريق على قصرها وعلى إنها "بنت شقية".
          الفصل الأول "ده خامس احتجاز ليكي الأسبوع ده،" أمي قالتها بصرامة. اتنهدت وقلبت عينيا. يعني هو الاحتجاز ده حاجة جديدة عليا؟ بالعكس، ده عمليًا بقى جزء من روتيني الأسبوعي. "يا ماما، أنا أقدر أتصرف. متقلقيش عليا،" قلتها بصراحة. المرة دي جه دور ماما إنها تتنهد. هزت راسها وبصت في الأرض، وهي عاقدة حواجبها. بابا دخل الأوضة وانضم لينا في "قعدتنا العظيمة" دي. "يا چينا،" قالها وهو بيديني بصة مُرهقة. رفعت عيني بصيت له، وبعدين لماما، ورجعتله تاني. استنيت أيًا كان اللي هيقوله. قعدت أهز رجلي في الأرض بزهق والسكوت بيطول. "لازم تفهمي... إحنا مش عايزين نربي بنت سيئة. إحنا عايزينك تقدري تدخلي الكلية بمنح دراسية وسجل نضيف. عايزينك تقدري تلاقي وظيفة أحلامك، وفي يوم من الأيام، تكوّني أسرتك الخاصة،" بابا قالها أخيرًا، نطقها مرة واحدة. اتأففت. أدينا بدانا. هي هي نفس الأسطوانة كل مرة. "يا بابا، أنا عارفة. بس أنا درجاتي الأكاديمية ممتازة. بجيب دايمًا أعلى الدرجات في الدراسة. السلوك ده قصة تانية؛ والمجهود واضح إنه مرتبط بالسلوك. إحنا اتكلمنا في الموضوع ده قبل كده،" قلت له وأنا مربعة إيديا. ماما رفعت عينها بصت لي، وعينيها بتلمع بدموع لسه نازلة. ده فاجئني؛ ماما ست قوية جدًا ومستقلة. عمرها ما بتعيط. "يا چينا،" ماما اتهتهت، "أنا وأبوكي اتكلمنا من كام يوم، وقرارنا واضح." شهقت وحطت خصلة شعر هايشة ورا ودنها. أنا قلقت؛ هو فيه إيه؟ قرار إيه؟ هي بتتكلم عن إيه بالظبط؟ كان واضح إن ماما مش هتقدر تتكلم من غير ما تنهار في العياط باقي الحوار، فبابا كمل بدالها. "إنتي بتاخدي احتجازات من سنة أولى ابتدائي بس بسبب أسلوبك المستهتر وتصرفاتك،" بابا قال وهو مبحلق لي، وحط إيده حوالين ماما. زقيت شعري بعيد عن وشي، وحتى قرصت رسغي عشان أشوف ده كابوس ولا إيه. عمري ما اتحاسبت في البيت على درجات، أو احتجازات، أو المدرسة خالص. إيه اللي بيحصل هنا؟ "أنا ومامتك قررنا،" بابا قال ببطء ووضوح، وصوته العميق خلى دماغي تلف، "إنك هتتبعتي مدرسة عسكرية." بعد كده، أنا مش متأكدة أوي إيه اللي حصل. كل اللي أنا متأكدة منه إني لقيت نفسي محبوسة في أوضتي، بموت من العياط طول الليل. ``` منمتش ثانية واحدة الليلة دي. ومكلفتش نفسي أبص في المراية؛ أنا مش رايحة في أي حتة النهاردة. حسيت إن عنيا وارمة ومنفخة، وكانت بتحرقني لما بمسحها. أنا كنت خلاص خلصت كل الدموع، فمكنش فيه أي داعي أفرك عنيا. بس برضه فضلت أعمل كده. كنت مشغلة جهاز الأغاني بتاعي على أعلى صوت، بغطي بيه على أي صوت تاني في الدنيا. كان أملي الأكبر إني أغطي على أي أصوات من الناحية التانية من باب أوضتي. حسيت تليفوني بيهتز جنبي، ومسكته بهدوء. بصيت على اسم المتصل، اللي كان مزغلل شوية عشان عنيا كانت وارمة. لمحت إنها صاحبتي الانتيم، سارة. "همم،" أنيت في التليفون. سارة اتحمقت. "إنتي مالك في إيه؟" سألت بحزم. سارة مبتستحملش أي هبل، وعشان كده هي صاحبتي الانتيم. "كل حاجة يا سارة. حياتي بتتدمر،" قلت بصوت واطي. صوتي اتهز عند آخر كلمة، وسمعت سارة بتتنهد على الناحية التانية من الخط. "احكيلي إيه اللي حصل. أكيد دي حاجة مش كويسة طالما مضيقاكي أوي كده،" قالت بحزن. هزيت راسي وقلت، "دي حاجة فظيعة. رهيبة بجد. والأسوأ، إن بابا حط بتاع خمس أقفال على شباكي عشان معرفش أنط وأهرب. الحقيني." "يا إلهي. إيه اللي حصل؟" سارة سألت بهدوء. حاولت أحبس كام دمعة. يمكن لسه مخلصتش كل العياط. "أهلي هيبعتوني مدرسة عسكرية." ``` الطريق للمطار بالعربية كان صامت بشكل مؤلم. كنت ببص من الشباك، بتفرج على العربيات وهي بتعدي والناس في الشارع. قبل ما نمشي، كانت سارة ظهرت قدام بيتنا عشان تقول لي آخر سلام. كان وداع مليان دموع، وحميمي، وكليشيه خالص. بس أنا حبيته على أي حال. بابا كان سايق بيا للمطار في عربيته الهوندا. شنط سفري كانت في الشنطة اللي ورا، غالبًا عمالة تخبط في بعضها. أنا حقيقي مكنش عندي أي فكرة أنا مبعوتة فين، بس بالحكم على كمية الحاجات اللي كان لازم ألمها، فأكيد مش في أي حتة قريبة من البيت. بصيت لمحة لبابا. كان باصص قدامه مباشرةً، وماسك الدريكسيون جامد لدرجة إن عقل صوابعه ابيضت. اتنهدت ورجعت أبص من الشباك تاني. السما كانت مليانة سحب عواصف رمادية، وده بالتأكيد زود على جو الموقف كله. والموضوع مسعدش برضه إن بابا مكنش بيقول ولا كلمة. كنت هقدر لو قال كام كلمة اعتذار أو حزن أو أي حاجة، بس ولا كلمة. "وصلنا،" بابا قالهالي بخشونة. كان لسه قابض على الدريكسيون بقبضة مميتة، ومحركش عينيه عن الطريق اللي قدامه. "نطق أخيرًا،" تمتمت بمرارة. نزلت من العربية ورزعت الباب ورايا. فتحت شنطة العربية بقوة. طلعت شنطي، واحدة ورا التانية. مشيت لحد شباك بابا وخبطت عليه. بصلي بجدية. شاورته إنه ينزل الشباك، فعمل كده. اداني تذكرة طيارتي من غير ولا كلمة. "سلام يا بابا،" قلت ببرود. مشيت بعيد قبل حتى ما يقدر يفتح بقه. عندي أمل إنه يحس بالذنب عشان بعتني بعيد، على الأقل يبقى زعلان شوية إنه بيبعت بنته الوحيدة. بس أنا أراهن إنه هيعمل حفلة في البيت، بزينة وأكل وبلالين، وكل الليلة دي. هزيت راسي بقرف. دخلت من الأبواب الأوتوماتيكية، وأنا بجر شنطي ورايا. اضطريت أحط التذكرة في بقي. المطار كان ضخم وشكله عصري. مكنش فيه طابور طويل أوي لأي حاجة، عشان دي مجرد نهاية أسبوع عادية. حاجة تقرف؛ أهلي بعتوني في نص الترم التالت. يعني، أقل حاجة كانوا ممكن يعملوها إنهم يبعتوني قبل امتحانات نص السنة. غريبة أوي. حطيت كل شنطي على الأرض ورميت نفسي على كرسي. تفيت التذكرة من بقي، بحاول أتخلص من طعمها الفظيع. مسكتها في إيدي الشمال وأنا بشرب كام بوق مية. رجعت إزازة المية في شنطة ضهري وبصيت على تذكرتي لأول مرة. عنيا كانت هتطلع من مكانها. "إنجلترا؟!" صرخت، وأنا مش مدركة خالص شكلي كان مجنون إزاي. كل اللي حواليا وقفوا وبحلقوا لي. أنا بس فضلت مبحلقة لهم لغاية ما اتحركوا. "همم." اتنهدت ومشيت ناحية شاشة الرحلات الإلكترونية. الحروف الخضرا الفاتحة كانت عمالة تتغير بسرعة أوي لدرجة إني مش عارفة ألاقي رحلتي. أخيرًا لقيت رقم رحلتي تحت خالص. بربشت وأنا ببص على رقم البوابة. "بوابة إي-٣،" قلت لنفسي. اتحركت بعيد عن الشاشة عشان أجيب شنطي. المرة دي اتأكدت إن التذكرة في جيبي اللي ورا ومحطوطة كويس. رميت شنطة ضهري على كتفي ومسكت شنطي التلاتة. كان صعب أجرجرهم حواليا، بس قدرت أوصل لبوابة إي-٣ من غير ما أقع من طولي. بصيت بذهول لكمية الناس اللي مستنيين نفس الرحلة لإنجلترا. كل كراسي الانتظار كانت مليانة، وكان فيه حتى شوية عيال قاعدين على الأرض. بصيت حواليا وسط الزحمة عشان أشوف لو فيه أي تشابه بين الركاب، أي أدلة تقول ليه فيه ناس كتير أوي كده. بس اتنهدت بس، وأنا بلاقي إن مفيش أي راكب شبه التاني خالص. قعدت على الأرض جنب زوجين صغيرين ومعاهم توأمهم اللي لسه بيتعلموا المشي. التوأم كانوا بيتهادوا حواليا، ولما شافوني قعدت، بدأوا يجوا ناحيتي. رجعت لورا شوية، وبصيت لأهلهم. الأم كانت بتبتسملي، والأب كان بيضحك شوية. كانت عيلة جميلة، بصراحة، بس أنا بس مش شاطرة مع العيال. "دول لذاذ أوي،" قلت أخيرًا، وأنا بتفرج على التوأم وهما بيترنحوا. الأهل شكروني، والأب حط إيده حوالين مراته. "عندهم سنتين،" قال. ابتسمت وواحد من التوأم وقع، والتاني كان بيشاور لي. اللي وقع ده اتثاوب فجأة. الأب ضحك وشال الطفل وباس جبينه. الطفل اتثاوب تاني. "الأفضل أنيمهم،" الأب قال، وهو بيكرر اللي عمله مع التوأم التاني. ابتسمت للطف الأهل. يا ريت لو عيلتي كانت كده في يوم من الأيام. أقدم ذكرى ليا مع عيلتي هي... وأنا بعمل نوبة غضب في حفلة عيد ميلادي التالت. أهلي قالولي إنه من وقتها، سلوكي بقى في النازل. "الرحلة المتجهة إلى المملكة المتحدة تبدأ الآن في الصعود إلى الطائرة،" صوت راجل ممل قاله في السماعات. قمت وجمعت كل حاجتي. حسيت بدمعة تايهة نازلة على خدي، ومسحتها بسرعة. خليكي قوية يا چينا. إنتي تقدري تعمليها. "حاسب!" زعقت لما واحد خبط فيا. هو بس زقني وعدى من جنبي، وأنا اتأففت. هو فاكر نفسه مين ده بحق الجحيم؟ كنت خلاص همد إيدي وأمسكه من ياقة قميصه، بس افتكرت إن ده هو السبب كله إني هنا. اهدي يا چينا، اهدي. سحبت إيدي وحطيتها في جيب الجاكيت بتاعي. شديت شنطي من على السير المتحرك العملاق لما ظهرت قدامي. حطيت شنطة ضهري على كتفي قبل ما آخد باقي شنطي في إيديا. مشيت ورا الزحمة للخروج. كنت شايفة شمس ساطعة وسما زرقا بره. بس مكنتش شايفة أي حاجة تانية عشان كل اللي حواليا كانوا أطول مني. يمكن دي حاجة بريطاني. شقيت طريقي لأبواب الخروج المزدوجة. "استمتعي بإقامتك،" ست كبيرة قالتلي، وهي بتديني كام كتيب. ابتسمتلها ابتسامة سريعة قبل ما أخرج بره. رميت كل كتيب ورا كتفي، واحد ورا التاني. خط سير سياحي مقترح. هراء. فنادق سياحية مقترحة. هراء. محلات سياحية مقترحة. هراء... تاني. ياربي، هو كل حاجة هنا بتبدأ بـ "سياحي مقترح"؟ يعني، ميعرفوش يبقوا مبدعين أكتر في عناوين الكتيبات بتاعتهم؟ رميت كمان شوية كتيبات "سياحي مقترح"، لحد ما وصلت لآخر واحد. مدرسة هيوز العسكرية. بدل ما أرميه على جنب وخلاص، اتأففت بصوت عالي وكرمشته. قررت أشيله في شنطة ضهري. محدش عارف ممكن أحتاج الحاجة الغبية دي إمتى. فضلت أتمشى في المدينة، بحاول ألاقي تاكسي. الموضوع بقى، إنه مكنش فيه ولا تاكسي أصفر واحد قدامي. اتأففت تاني وفتحت سوستة شنطتي. فردت الكتيب المتكرمش بتاع المدرسة العسكرية اللي هروحها. رفعت رجلي على دكة وفردت الكتيب على فخذي. بصيت فيه بسرعة عشان ألاقي عنوان. لما لقيته، طبقته وحطيته في جيبي. قررت أجرب حظي مع التاكسيات تاني. "تاكسي!" زعقت، وأنا برفع إيدي في الهوا. شفت التاكسي وهو بيفرمل جامد فجأة في نص الشارع. شفت السواق بصلي، وبعدين لف الدريكسيون لفة كاملة. التاكسي وقف عند الرصيف. السواق مال ناحية باب الراكب وزقه فتحهولي. نسيت إنه في الناحية العكسية هنا. ركبت. "سواقة حلوة،" برطمت، وأنا برمي كل حاجتي في الكنبة اللي ورا. السواق كان بيتفرج عليا وهو رافع حاجبه. "مش من هنا، تقريبًا،" اتنهد. كشرت في وشه. كان شعره أشقر غامق وعينيه خضرا. معظم شعره كان متغطي بالكاب الصغير بتاع السواقين. "هو فيه مشكلة في ده؟" قلت بفضول. السواق بصلي لمحة، وهو بيرمش بعينيه الخضرا. بص للطريق تاني وهز كتافه. لبس نضارة شمس. "أنا مش بحب السياح أوي يعني،" قال. قلبت عينيا. "أمال سايق تاكسي ليه يا غبي؟" قلت، وأنا مربعة إيديا. اتأفف ومسك الدريكسيون جامد. "ده شغل مؤقت. دلوقتي بس قوليلي إنتي رايحة فين،" قال. طلعت الكتيب من جيبي وزقيته ناحيته. ابتسم بخبث. "كنتي بنت شقية؟" حسيت إني عايزة أضربه بالقلم، بس مسكت نفسي. "ميخصكش،" قلت بثبات. ضحك مع نفسه وحط الكتيب على التابلوه قدامه. قلبت عينيا وهو بيسوق على الطريق الرئيسي. "طيب اسمك إيه؟" سأل فجأة. مكنش عندي أي رد ذكي أو قليل الذوق أو جاهز على ده، فقلت بس، "چينا." مد إيده في الجنب وقال، "أسوأ مقابلة." ابتسم نص ابتسامة وأنا بزق إيده بعيد. بصيت على وشه. أقسم، شكله أكبر مني بسنة بالكتير. كشرت. "هو إنت أصلا كبير كفاية إنك تسوق التاكسي ده؟" سألته. طلع محفظته من جيبه. فتحها ووراني رخصة السواقة بتاعته. "أنا كبير كفاية من السنة اللي فاتت،" قال بغرور. حطيت دقني على إيدي وسندت كوعي على الباب. "إنتي منين؟" السواق سأل. كشرت وبصيت له. هو مش عارف أنا منين؟ يعني من طريقة كلامي؟ "أمريكا، يا فالح. ده زي ما تكون بتسأل واحد من الفايكنج هو منين،" قلت. كشر. "آه. دي وجعت،" قال. طب ما طبيعي. "ما هو ده المفروض،" رديت. عدت كام لحظة صمت كمان قبل ما حد يتكلم. "يعني إنتي مش ألطف واحدة بالظبط،" السواق ضحك. قلبت عينيا، فابتسم بخبث. "إيه الجديد؟" قلت. "يعني إنتي مدركة إنك مش لطيفة. خالص،" قال. كانت لسه الابتسامة المستفزة دي على وشه. ضميت شفايفي بضيق. "أيوة. وعشان كده أنا هنا،" قلت، وأنا متأكدة إن نبرتي وصلتلوا قد إيه هو بني آدم رخم. بس هو فضل يتكلم... رغي رغي رغي. "عشان كده إنتي هنا؟ عشان قليلة الذوق؟" قال وهو مستمتع. هزيت راسي وحطيت خصلة شعر ورا ودني. "وأسوأ بكتير،" قلت ببرود. حاجبه اترفع وابتسملي. "بس إنتي قزمة،" ضحك. حسيت وشي بيحمر. "أيوة، أنا طولي متر ونص بس. فيها إيه يعني؟" زعقت. ضحك تاني. "جربي بس اتصرفي زي ما بتتصرفي كده في هيوز. هياكلوكي حية،" قال بنبرة مستمتعة. رفعت حواجبي وبحقلتله. "إنت بتتكلم كإنه سجن،" قلت. هز كتافه. "مش بعيد أوي عنه،" قال. في اللحظة دي بالظبط، المدرسة العسكرية نفسها ظهرت قدامنا. وقف التاكسي عند الرصيف. "وإنت إيه عرفك اللي جوه عامل إزاي؟" قلت بغرور. هز كتافه تاني. "فراسة سواقين؟" نزلت من العربية وطلعت على الرصيف. شديت حاجتي من ورا. اداني شنطة ضهري، ومعاها كارت أبيض صغير. رفعته بتعبير زهقان. "بجد؟ أنا افتكرت شغلك في التاكسي ده مؤقت." "إنتي عارفة إنك عايزاه،" قالها بابتسامة خبيثة. رجع التاكسي وبدأ يسوق ويمشي. طلع إيده من الشباك وشاور. هزيت راسي بس وبصيت على الكارت بتاعه. رايان آدامز، سواق تاكسي تحت اسمه كان رقم تليفونه. هزيت راسي تاني ورميته في الشارع. بدأت أمشي ناحية البوابات الضخمة للمدرسة العسكرية. كنت لسه هضغط على الزرار بتاع السماعة، لما بصيت بلمحة ورايا على الكارت اللي في الشارع. اتنهدت. جريت للشارع وحطيت الكارت الصغير في جيبي.
                
تعليقات
إرسال تعليق