موصى به لك

    الأقسام

    روايات تاريخية

    معارك ملحمية، مؤامرات، وأبطال منسيون

    ... ...

    روايات فانتازيا

    ممالك مفقودة وسيوف أسطورية، هنا تبدأ المغامرة

    ... ...

    روايات رومانسية

    لم تكن تعلم أن حياتها ستتغير بتلك النظرة

    ... ...

    روايات رعب

    السحر والكتب يخفون أسراراً لا تريد معرفتها

    ... ...

    روايات خيال علمي

    سافر عبر الزمن بتكنولوجيا تتحدى الخيال

    ... ...

    روايات مافيا

    عالم الجريمة المنظمة حيث القوة هي القانون

    ... ...

    روايات كورية

    اجمل القصص الكوريه المترجمه والكيدراما

    ... ...

    روايات اجتماعية

    صراعات يومية تعكس حقيقة الحياة التي نعيشها

    ... ...

    الأفضل شهرياً

      روايه وحيدا في غرفتي

      وحيدا في غرفتي

      بقلم,

      اجتماعية

      مجانا

      شاب اسمه كريس، منعزل عن الدنيا وبيكره البشر وشايف نفسه "حقير" بسبب ماضيه مع أمه. بيشتغل عامل نظافة شوارع في ميلبورن وصديقه الوحيد سمكة. حياته روتينية ومقفولة، بس هو متعلق بست عجوزة في كافيه بيشوفها كل يوم من بعيد. الفصل بينتهي بحدث مفاجئ وهو إن جرس بابه بيرن لأول مرة، وده معناه إن عزلته دي شكلها هتتكسر قريب.

      كريس

      شاب عنده ٢٠ سنة. منعزل تمامًا، كلامه قاسي مع الناس، وحاسس إنه زي الحجر بسبب إنه اتجرح زمان. بيشتغل عامل نظافة، وبيخاف من أي علاقة إنسانية.

      جيريمي

      زميل كريس في الشغل. شاب طيب وساذج من عيلة غنية، بس حاسس إنه قليل وسط أهله الناجحين. بيحاول دايمًا يصاحب كريس رغم إن كريس بيصده.

      راي

      مدير كريس وجيريمي. راجل بيحب يتنمر على كريس ويدلعه بأسامي تضايقه زي "آني" أو "ندفة التلج".
      روايه حبروايه وحيدا في غرفتي
      صورة الكاتب

      الفن والجمال ممكن تلاقيهم في أغرب الأماكن
      --
      
      الفصل الأول
      
      كريس ماديسون
      
      أنا حقير.
      
      سمعت الكلام ده كله قبل كده. لو ابتسمت لي، غالبًا مش هابتسم لك، لو فتحت لي الباب مش هشكرك، ولا أنا عمري هعمل كده معاك.
      
      الموضوع مش إني شخص سيء، (يمكن أكون كده فعلًا بس مين يهتم؟) بس أنا مبحاولش أوي إني أكون شخص كويس، لإنه إيه الفايدة؟ الطيبة موصلتنيش لأي حتة في حياتي، وعشان أكون صريح، الوقاحة برضه موصلتنيش لحاجة.
      
      أنا مش متشائم، ولا بحلم، أنا تقريبًا ولا حاجة غير مجرد شاب عنده عشرين سنة وعنده أفكار كئيبة لإن الساعة ٦ الصبح ولازم أجهز للشغل.
      
      أنا بشتغل "عامل صيانة بيئية"، ودي طريقة شيك عشان يقولوا "عامل نظافة شوارع". شغلي إني أحافظ على نضافة شوارع مدينة ميلبورن، زي ما مديري راي ديكسون بيفكرني كل نوبتشية.
      
      حياتي عبارة عن دايرة من الشغل عشان أعيش والعيشة عشان أشتغل. أنا لوحدي من ساعة ما كان عندي ثمان سنين، مكنتش سيء أوي في المدرسة، بس كنت عارف إن الجامعة مش بتاعتي.
      
      معنديش أي فكرة حياتي رايحة على فين غير حقيقة إني هموت في يوم من الأيام، ودي غالبًا مفروض متكونش فكرة مريحة، بس لو عشت الحياة اللي أنا عشتها، وشفت الحاجات اللي أنا شفتها؛ الموت مبيبقاش وحش أوي.
      
      عارف لما ناس بتقول "أنا دايرتي صغيرة؟" حسنًا، في حالتي أنا، أنا أقرب "لنقطة على صفحة بيضا".
      
      في الحقيقة، صديقي الوحيد هو سمكة دهبية مسميها وينستون. إني أهتم بحد أو حاجة تانية غير نفسي بيدي معنى لحياتي اللي مالهاش معنى.
      
      أنا عارف إن ده ممكن يبان سوداوي ومأساوي وكل حاجة، بس بغض النظر عن اللي ممكن ناس تفتكره: أنا مش حزين أو وحيد. لوحدي؟ آه، ومش مبسوط أوي يعني، بس أنا عديت بالأسوأ. أعتقد ممكن تقول إني راضي بالمكان اللي أنا فيه.
      
      بحاول أتواصل مع البشر بأقل قدر ممكن. أكبر مخاوفي هي أي شكل من أشكال العلاقات الإنسانية، لإن خلينا نكون صريحين، إنت بتقابل حد، بتتعلق بيه، بتحبه وبعدين إيه؟ بيمشوا.
      
      محدش يقدر يقول لي إن ده مش الواقع لما أمي نفسها – عيلتي الوحيدة اللي كانت فاضلة لي على الكوكب الملعون ده؛ سابتني لما كنا لوحدنا هي وأنا.
      
      أنا اتجرحت قبل كده؛ واضح، مش كده؟
      
      لو الناس اللي كان المفروض تحبني، محبونيش، ليه حد تاني هيحبني؟ لو هما مكنوش مهتمين بجد بمصلحتي، مين اللي هيهتم؟
      
      برقد في سريري الصغير اللي مش مريح وأفكر.
      
      كان بيوجع، أوي، مش هكدب. بس مع الوقت عملت قشرة صلبة، الحاجات مبقتش تأثر فيا خلاص. أنا لوحدي وعايز أفضل كده.
      
      معنديش أي اهتمام أعمل صحاب لإن تكوين صداقات بيساوي إنك تخسر ناس تهمك؛ ورغم إني عامل زي الحجر، أنا مش مستعد أختبر ده بإني أكون ضعيف قدام حاجات زي دي.
      
      أنا مش محتاج ده.
      
      أنا غالبًا المفروض أقوم وأنهي المرحلة الأولى من روتين الصباح بتاعي.
      
      بدحرج من على سريري وأفرد جسمي، بطرقع كل عظمة في جسمي تقريبًا.
      
      ببص على سريري الصغير اللي لازق في حيطة أوضة نومي وبسأل نفسي إزاي متصبتش بأي تشوهات جسدية من النوم على الحاجة دي.
      
      أنا مش بشتكي، يمكن معنديش ناس أقول عليهم عيلة أو ناس أقول عليهم صحاب، بس عندي سقف فوق راسي وسرير أنام عليه.
      
      رغم إنها أوحش شقة ممكن تتخيلها، من غير تدفئة وكل حاجة في أوضة واحدة ضيقة؛ هي بيتي.
      
      ببص من شباكي، الشارع هادي، بس مش مهجور والناس بتجري على شغلها. ميلبورن. المدينة التي لا تنام.
      
      الجو برد قارص جدًا واضح من الشبابيك المشبرة، بس الشتا مش بيأثر فيا أوي زي ما بيأثر في ناس تانية.
      
      ممكن الجو يبقى سالب اتنين درجة مئوية زي ما كان امبارح بالليل وبرضه هنام من غير تيشيرت.
      
      بمشي لحمامي، الحمد لله إنه على مسافة قريبة من أوضتي، وأبص في المراية.
      
      شعري الأشقر الأبيض اللي دايمًا شكله منكوش، مهما حاولت أسرحه بالمشط كام مرة، شكله كإني لسه طالع من عين إعصار. أنا حتى بطلت أهتم بيه خلاص، بقيت بس أبص له وأكشر.
      
      ببص لانعكاسي؛ لعنيا الزرقا التلجية وبشرتي الباهتة. بشوف شاب مرهق، شبه الشخص الأمهق شوية، الشخص الوحيد اللي أعرفه بجد.
      
      ببص على ساعتي ولاقيتها ٦:٣٢ صباحًا. إزاي الوقت ممكن يمشي بالسرعة دي؟
      
      بسرعة بغسل سناني وألبس سترة سودة، وألبس أي بنطلون جينز وأغطي شعري الفظيع بطاقية؛ لو مش عارف أسيطر عليه، يبقى أخبيه أحسن.
      
      باخد كيس إم آند إمز – النوع اللي بالفول السوداني، (أحسن نوع) للفطار. أنا عمري ما قولت إني شاطر في موضوع "الكبار" ده، معرفش أي حاجة عن التغذية بس أنا عارف إن الحلويات على الفطار حاجة مش كويسة.
      
      
      
      
      
      هعترف، أنا عندي نقطة ضعف ناحية الحلويات وكل ده، بس أنا بصراحة مستغرب إني قدرت أحافظ على صف سناني الكويس، (الحاجة الوحيدة اللي بحبها في شكلي) بس أنا برضه مش مستغرب من جسمي النحيف والرفيع.
      
      الفيتامينات مش أولوية لما بتكون في العشرينات من عمرك.
      
      بنزل جري حوالي مليون دور سلم، بتجنب الأسانسيرات عشان أتجنب الناس وأي شكل من أشكال التواصل معاهم.
      
      الجو مش برد زي ما كنت فاكر، ببص في تليفوني اللي بيقول ٧:١٥ صباحًا، ٤٥ دقيقة على ما النوبتشية بتاعتي تبدأ. بمشي بسرعة وأحط سماعاتي، مبشوفش غير خطوتين قدامي.
      
      بعد حوالي ٢٠ دقيقة بوصل الشغل ومعايا كام دقيقة زيادة. بدخل أوضة تغيير الملابس وأجيب اليونيفورم بتاعي من دولابي.
      
      لو أنا شاكر لأي حاجة، فهي إننا مبقناش مضطرين نلبس أفرولات، اليونيفورم بتاعنا لسه وحش؛ سترات فسفورية مع بناطيل شحن كحلي، بس على الأقل هي مش أفرولات.
      
      "أهلًا كريس!" قال صوت مألوف.
      
      بلف وأنا مخضوض. ده جيريمي، ولد مرتبك اجتماعيًا ومتحمس زيادة عن اللزوم، أعتقد إنه في سني بس عمري ما بقدر أكون متأكد أوي.
      
      عنده وش مرتبك كده يبان كإنه عنده ١٢ سنة وفي نفس الوقت ٣٠ سنة. هو واد كويس؛ أنا غالبًا مكنتش هضايق من وجوده لو مكنش مزعج أوي كده ولو كنت بستمتع بصحبة البشر، بس أنا مش كده.
      
      "جيريمي.... أهلًا" بقولها من غير اهتمام.
      
      "كانت أجازة نهاية الأسبوع بتاعتك كويسة؟ يا خسارة إنك معرفتش تيجي حفلة الهالوين بتاعتي، يمكن المرة الجاية إحنا-"
      
      "جيريمي، هقول لك تاني اللي قولتهولك حوالي مليون مرة، أنا مش عايز أخرج معاك، أو أعمل أي حاجة معاك، أو مع أي حد."
      
      "أه... أه ماشي،" جيريمي بيرد بصوت واطي وشكله حزين أوي.
      
      يمكن كان كلام قاسي بس الأحسن أكون صريح مع الواد ده.
      
      أنا مش فاهم هو ليه عايز يخرج معايا أصلًا. هو من عيلة غنية، أبوه أكتر مقدم برامج رياضي محترم في ميلبورن كلها وأمه عندها ماركة ملابس بتاعتها.
      
      بس أنا قادر أتعاطف معاه؛ هو "الفرخة الوحشة" بتاعة العيلة بكل الطرق الممكنة.
      
      أخته الكبيرة محامية محترمة، وشها مترشق في كل حتة، بشعرها الأشقر اللامع وعينيها البني اللي بتلمع. وبعدين فيه أخو جيريمي الكبير اللي هو دكتور أعصاب؛ طويل ووسيم وغني.
      
      وبعدين فيه جيريمي، مدور شوية من النص، بشعر بني كثيف وعينين بني كبيرة وبريئة. هو سهل ينضحك عليه، ممسحة رجلين وأنا عارف إنه حاسس كإنه مش كويس كفاية لأهله المشهورين أوي دول.
      
      جيريمي اطرد من جامعة ميلبورن من كام شهر فات لإنه كان كل شوية بيغير المواد بتاعته كل كام أسبوع. هو بيحاول يداري ده، بس أنا عارف إن ده بيضايقه.
      
      إحنا بنشتغل مع بعض حوالي سنتين واتعلمت حاجات كتير عنه. جيريمي كتاب مفتوح، وبق وماسك سبحة، بيقول لي كل حاجة بس هو حتى ميعرفش اسمي الأخير.
      
      أنا مش عارف أنا صعبان عليا صراحته دي ولا معجب بيها. جيريمي بيقول لي كل حاجة عنه، ولما تعرف حد كده، بيبقى صعب متحسش بحاجة ناحيته.
      
      أنا مش هعترف بده لأي حد حتى لو حياتي متوقفة عليه، بس أنا عندي إحساس بالحماية ناحية جيريمي، أنا مش فاهم أو مش عارف أشرح ليه. يمكن أكون من حجر، بس في حاجة في الواد ده بتلمسني، بحس كإنه واجبي إني أخلي بالي من الواد ده.
      
      عشان كده أنا بحاول بكل اللي أقدر عليه، إني أخليه يبعد عني على قد ما أقدر، ولا واحد فينا محتاج ده.
      
      "أهلًا يا ندفة التلج،" بيقول صوت.
      
      بحاول أكتم أنين، بس ده رد فعل طبيعي كل مرة بشوف، أو أسمع أو حتى أفكر في مديري رايموند ديكسون؛ ابن الديك.
      
      "صباح الخير يا جيريمي،" بيقولها وهو بيحاول يعصبني.
      
      في أول يوم شغل ليا هنا، لما راي عرف نفسه، بدل ما أقول له "رايموند"، قولت له "رامن" وهو اعتبرها إهانة كبيرة أوي بسبب شعره اللي شبه مكرونة الرامن.
      
      من ساعتها وهو بيناديني بكل اسم تاني، غير اسمي، وده مش بيضايقني على قد ما المفروض يضايقني.
      
      "ماشي يا جاك فروست، يا جيريمي، دي نوبتشياتكم للأسبوع ده، جيريمي إنت عليك شغل الجنينة ومنطقة شارع إليزابيث، وإنتي يا آني عليكي وسط المدينة الأسبوع ده،" خلص كلامه وهو بيبتسم بخبث وواضح إنه فخور بإهاناته.
      
      "آني؟" بقولها باستهزاء، "ذكي، عشان موضوع "اليتيمة" وكده؟" بسأله وأنا مبتسم باستعلاء لرايموند.
      
      "لأ، ده عشان إنت شكلك زي البنت الصغيرة،" بيقول وهو ماشي وبيكركر.
      
      أنا مش عارف حتى أزعل، أنا معجب بخفة دمه، راجل في سنه ده، شعره بيخف ووسطه بيتخن.
      
      "ده مكنش لطيف خالص، المفروض تقدم شكوى يا كريس،" بيقول جيريمي وهو واقف جنبي.
      
      "يمكن المفروض بس نروح نشتغل؟" بقولها وأنا ماشي،
      
      "فكرة كويسة، أشوفك بعدين؟" بيسأل بلهفة لضهري وأنا ماشي بعيد.
      
      
      
      
      
      
      
      مقهى بريوش
      
      في حاجات قليلة أوي بتبسطني، بس إن وقت الغدا ييجي ده كان إحساس عامل زي المعجزة.
      
      اتغديت في المكان اللي بتغدى فيه تقريبًا كل يوم؛ في مقهى صغير في قلب ميلبورن.
      
      أنا مش بروح هناك عشان بيقدموا أحسن قهوة أو أحسن أكل، بس عشان صاحبة المكان ست كبيرة لطيفة دايمًا بتبتسم لي.
      
      دي أغبى حاجة، أنا عارف.
      
      أنا معرفش أي حاجة عنها، حتى معرفش اسمها وهي متعرفش اسمي، بس أنا بعرف الإحساس بالارتباط لما بحس بيه. خصوصًا وإني محروم من أي ارتباط طول حياتي.
      
      هي بتشع بالدفء اللي أنا محتاجه، بمجرد الابتسام؛ عشان كده أنا متعلق بيها ولو أنا صريح مع نفسي، فده السبب اللي بيخليني أرجع تاني.
      
      أنا عارف إن ده مش اللي بيتقال عليه "صحي"، بس هو ممكن يكون وحش قد إيه يعني؟ قصدي، إحنا مش زي ما نكون نعرف بعض وأنا غالبًا مش واخد نفس المساحة من الأهمية في حياتها زي ما هي واخدة في حياتي.
      
      أنا مش عارف والله، إن كل الناس تتخلى عنك ده بيعمل فيك حاجات، بتتعلق بناس غربا وبتحس بارتباط ناحيتهم بطرق متعرفش تشرحها.
      
      أنا غالبًا المفروض أشوف معالج نفسي بخصوص الموضوع ده، بس دلوقتي، أنا هستمتع بالغدا بتاعي.
      
      النص التاني من النوبتشية بتاعتي عدى في ثانية؛ حاجة مجنونة إزاي الوقت بيطير لما الواحد بيبقى شبعان.
      
      جريت على أوضة الدواليب على أمل إني أتجنب جيريمي، وده غالبًا بينجح؛ جيريمي مشيته بطيئة أوي.
      
      بدخل قلعة العزلة بتاعتي، اللي هي شقتي التلج. برمي شنطة ضهري على الكنبة وأجيب أكل سمك عشان آكّل وينستون.
      
      برقد على الكنبة بتاعتي ومش قادر مخدش بالي إن في حاجة غريبة.
      
      كان فيه حاجة في الجو مخليني مش مرتاح، كإن في حاجة وحشة أو غير متوقعة هتحصل.
      
      أنا دايمًا بتجيلي الأحاسيس دي اللي صعب تتشرح، بس أنا عمري ما بكون غلطان في الحاجات دي. "حدس كويس،" أو حاجة زي كده.
      
      يمكن أكون أكتر شخص وحيد على الكوكب بس للمرة دي، حسيت كإني مش لوحدي، كإن في حد بيراقبني أو كإن في حد كان في شقتي وأنا بره.
      
      بحاول مبالغش في رد فعلي وأدخل في حالة هلع وأنا بفتش شقتي.
      
      مفيش أي حد هنا غيري أنا ووينستون، بس ليه أنا حاسس بالوجود التقيل ده؟
      
      في حاجة مشؤومة في الوضع ده. الجو كان هادي بشكل غريب، حتى الشوارع كانت ساكتة.
      
      من ساعة ما عزلت هنا، أنا الشخص الوحيد اللي دخل من باب شقتي، بس ليه الإحساس ده اتغير فجأة؟
      
      بقعد على الكنبة وأحاول أتخلص من جنون العظمة ده. أنا كنت مستعجل الصبح، وده غالبًا بيفسر ليه سبت شقتي بالمنظر ده من غير حتى ما أفكر مرتين في الموضوع.
      
      هو أنا بس بحاول أقنع نفسي إن الشكوك المنطقية دي غلط؟ مين عارف؟ أنا غالبًا بس متدمر بشكل دايم، دايمًا بفترض الأسوأ بسبب الماضي المتلخبط بتاعي.
      
      بقرر أرخي دفاعاتي، وقلبي لسه بيدق جامد في صدري، أنا أكيد محتاج أشوف دكتور نفسي قريب.
      
      برقد على الكنبة في شقتي الضلمة، ولسبب ما ممانع إني أولع النور.
      
      رغم إني أهدى كتير، مش عارف أتخلص من الإحساس بتاع عدم الارتياح ده، عامل زي الهدوء اللي قبل العاصفة.
      
      الحاجة الوحيدة هي، إيه أو مين هي العاصفة؟
      
      قبل ما أخلص الفكرة دي، كان فيه صوت، صوت مسمعتوش من ساعة ما عزلت في الشقة دي، صوت جرس الباب وهو بيرن.
      
      

      Pages