روايه هاري بوتر وجيني
هاري بوتر وجيني
بقلم,
خيال علمي
مجانا
هاري كان راجع تعبان بعد المعركة، بس كان أهم حاجة عنده يطمن على جيني ويرجع العصاية. لقى جيني في الأوضة المشتركة لوحدها ومنهارة وفاكراه مات. قعدت تلومه وتهاجمه إزاي يعمل كده، وهو فضل يطمنها ويشرح لها إنه عمل كل ده عشانها وعشان بيحبها. الكلام جاب بعضه، وفضلوا يضموا بعض ويعالجوا جروحهم بالكلام. وفي الآخر اتصالحوا وباسوا بعض، ونام في حضنها على الكرسي من كتر التعب.
هاري بوتر
راجع من المعركة مهدود حيله وتعبان جدًا. حاسس بالذنب ناحية جيني بس في نفس الوقت ميت عليها وعايز يرجع لها بأي شكل. هو لسه مخلص ومهموم بحاجتين: يرجع العصاية الأقدم، ويطمن على جيني.جيني ويزلي
هي كمان تعبانة ومجروحة جسديًا ونفسيًا. كانت غضبانة جدًا من هاري ومتعصبة عليه لأنه خلاها تفتكر إنه مات خلاص. هي قوية وعصبية، بس زعلها كله كان من كتر حبها وخوفها عليه.رون ويزلي
صاحب هاري الانتيم. هو كمان "فاصِل" ومش شايف قدامه وعايز ينام وبس. دوره كان إنه طمن هاري إن جيني لسه موجودة تحت.
          كانت غرفة جريفندور المشتركة فارغة بشكل مريح عندما وصل هاري ورون وهيرمايني. توقف رون وهيرمايني لفترة وجيزة ليقولا ليلة سعيدة، لكن هاري لم يتردد حتى. سار مباشرة عبر الغرفة وصعد مباشرة الدرج الحلزوني إلى المهجع. وكما كان يأمل، كان سريره ذو الأربعة أعمدة جاهزًا في انتظاره. وكذلك كانت صينية مليئة بالسندويتشات تقف على المنضدة بجانب سريره. اتجه هاري إليها جائعًا والتهم ثلاثة، وهو يتجول في أنحاء الغرفة قبل أن يلاحظ حتى نوعها. لحم بقري مشوي. أحد أنواعه المفضلة. ابتسم وهو يفكر في كريتشر وهو يتركها هناك، لكن دماغه كانت بتتشوش أكتر وأكتر كل لحظة. في الحقيقة، هاري منامش من آخر ليلة ليهم في كوخ شيل، ومع كل اللي كان مستنيهم وقتها، هو منامش كويس الليلة دي برضه. فكر إنه خلاص الأسوأ عدّى، يمكن يعرف ينام دلوقتي. بس برضه، كان فيه حاجتين عايز يعملهم منعوه إنه يرتاح. لأ استنى، دي كانت حاجات لازم يعملها. الأولانية إنه يرجع العصاية الأقدم مكانها. والتانية إنه يلاقي جيني. انحنى هاري إلى الخلف مستندًا على سريره يفكر بعمق في هذا الأمر. كان قد رأى جيني عدة مرات في ذلك اليوم خلال أعقاب المعركة، مع والدتها، محاطة بعائلتها، ومن الواضح أنها كانت متأثرة بكل شيء، ولكن كان هناك الكثير مما شعر هاري أنه يجب عليه شرحه. لقد حدث الكثير، كان لازم يشوفها، كان لازم يتكلم معاها لو ينفع، كان محتاج يعرف، هل فيه أي فرصة بعد كل اللي خلاها تعدي بيه، وبعد كل اللي هو عدى بيه، ممكن ترجع له؟ كان هاري مستغرقًا جدًا في هذه الأفكار لدرجة أنه لم يكد يسمع رون وهو يدخل الغرفة ويراه هناك، عيناه شاردتان، ويبدو وكأنه فقد شيئًا بدلاً من كونه قد فاز في حرب. ”هاري،“ نادى رون. ”انت كويس يا صاحبي؟“ هز هاري كتفيه. ”أنا افتكرتك نمت،“ قال له رون. هز هاري رأسه، ونظر إلى رون. ”فيه حاجة لازم أعملها. في الواقع، هما حاجتين.“ ”طيب، مش ممكن يستنوا للصبح؟“ سأل رون. ”أنا خلاص فصّلت.“ ”آه، أنا عارف يا رون. وأنا كمان. واحدة منهم ممكن...“ صوت هاري تلاشى. ”انت شفت جيني؟“ سأله فجأة وهو يقف مستقيماً. ”أيوة، أعتقد إنها تحت في الأوضة المشتركة، ليه؟“ ”أنا راجع كمان شوية،“ قال له هاري، وبدون نظرة إلى الوراء، شق طريقه عائدًا إلى أسفل الدرج. بدت الغرفة المشتركة مهجورة عندما وصل هاري وكاد قلبه أن يسقط في قدميه. كانت الجمرات في المدفأة تخبو تاركة الغرفة في شبه ظلام، ولكن بعد لحظة وجد أنه يستطيع الرؤية قليلاً. مسح هاري الغرفة بعناية، وبالتدريج ميز الانحناءة الخفيفة لرأس يبرز قليلاً فوق ظهر أحد كراسيه المفضلة المريحة بجوار النار. سار هاري نحوه ووجد جيني هناك، منكمشة على نفسها وتبدو مرهقة تمامًا كما شعر هو. ركع هاري على السجادة البالية بجانب الكرسي ينظر إليها عن كثب. كانت عيناها مفتوحتين، لذا لم تكن نائمة، بل كانت تحدق في ما تبقى من النار. تحرك هاري بحيث أصبح داخل مجال رؤيتها. ”جيني،“ قال بهدوء. بدأ يمد يده نحوها عندما أدرك في ضوء النار الخافت كم كانت قذرة. سحب هاري عصاه من جيبه، ووجهها نحو يده وتمتم ”تنظيف“ سامحًا للسحر بامتصاص بعض الأوساخ والدماء التي كانت تغطي جلده. رأى زوايا فم جيني ترتفع قليلاً جدًا عند هذا. ”جيني،“ همس مرة أخرى وهذه المرة مد يده نحوها، بلطف، وبحذر شديد، غير متأكد مما قد يكون رد فعلها. لم تتحرك جيني واستطاع هاري رؤية الخطوط أسفل خديها التي أظهرت بوضوح أنها كانت تبكي. من لم يبكِ في هذا اليوم بالذات؟ وتساءل هاري عما إذا كانوا ربما قد خسروا بقدر ما كسبوا. 'لأ،' صحح لنفسه، محصلش. ده كان فولدمورت. وهو مش موجود نقدر نبني من تاني، يمكن في يوم نكون مبسوطين. من غير ده مكنش هيبقى عندنا الفرصة دي أصلًا. ”جيني، أنا آسف جدًا. انتي كويسة؟“ همس. بدون سابق إنذار، اندفعت جيني نحو هاري بصرخة. ”بوتر!“ صاحت، قافزة برشاقة قطة كبيرة ألقت بنفسها عليه، وكادت أن تفقده توازنه. ترنح هاري إلى الوراء مع الارتطام غير متأكد ما إذا كان سيحصل على عناق أم على 'علقة' عمره. اصطدمت مؤخرة ساقيه بالكرسي المقابل للذي كانت تجلس فيه جيني وانهار هاري عائدًا إليه مع جيني فوقه، ويدها مقبوضة في شكل لكمات وهي تضرب صدره. بشكل غريزي لف ذراعيه حولها ليحتضنها، لا يزال غير متأكد مما إذا كان يحمي نفسه أم لا. ”إزاي تعمل كده!“ كادت أن تصرخ في أذنه، وكادت أن تصيبه بالصمم بالإضافة إلى الكدمات والرضوض. ”جيني، أنا آسف جدًا،“ كرر. ”أنا افتكرتك مت!“ قالت له بصوت أهدأ الآن وبصوت مكتوم وهي تدفن وجهها في جانب الكرسي. تحرك هاري جانبًا قليلاً حتى أصبحا نصف جالسين، نصف مستلقين جنبًا إلى جنب في الكرسي المبطن بنعومة. ”جيني... أنا عارف إني جرحتك، ولو كان فيه أي طريقة أقدر أعملها من غير ده، لو كان فيه أي طريقة أعرفك من غير ما أكشف نفسي... أنا مكنتش مستحمل لما سمعتك بتصرخي... انتي، ورون، وهيرمايني،“ تدفقت الكلمات من فم هاري وهو يضمها بقوة إليه، أقرب إلى العناق الآن منه إلى الوضع الدفاعي، وهو يعلم وهو يفعل ذلك أنه لا يريد أبدًا أن يتركها ترحل. دفن وجهه في شعرها. كانت الرائحة الزهرية المألوفة موجودة، ولكن كانت هناك أيضًا رائحة الدم والتراب والمرض والشعر المحروق. هذا اليوم لم يكن سهلاً على أي منهم. ”أنا تقريبًا فقدت أعصابي وقتها.“ ”هاري...“ صوتها اتهز، كان واضح إنها بتتألم. ”جين، أنا آسف جدًا،“ كرر. مكنش عارف يقول إيه تاني. ”أنا بحبك. عمري ما قصدت آذيكي. أنا كنت عايزك تعيشي.“ عند الكلمة دي جيني بعدت عنه، وسندت على دراعاتها عشان تبصله. ”انت مش قصدك كده. مستحيل،“ أصرت. هاري فضل باصص لها، كان نفسه بأي شكل تصدق إن كلامه حقيقي. ”لأ قصدي، بجد...“ حاول يقولها بضعف. لكن جيني هزت راسها. ”سيبني يا بوتر.“ ”لأ. مش دلوقتي. مش بعد كل اللي أنا عديت بيه ده.“ ”أنا مش جايزة ممكن تكسبها لمجرد إنك 'المختار'!“ قلب هاري وجعه من الكلمة دي. معقولة تكون تقصد كده؟ معقول كل اللي كان بيتمناه، كل اللي اتمسك بيه في اللحظات الأخيرة دي في الغابة، معقول يكون خسر كل ده؟ ”لأ، طبعًا لأ،“ رد. كان عايز يسيبها، بس دراعاته مكنتش بتطيعه. فضل باصص لها، بيدور في عينيها، عايز يعرف الحقيقة ورا الكلام اللي بتقوله. ”هو... عيد ميلادي... مكنش يعني... أي حاجة؟“ سأل، وصوته مجرد همس. كان السؤال ده مستنزف كل طاقته. جيني بصت في عينيه، العيون الخضرا المدهشة زي الزمرد دي، وعينيها البنية دابت شوية. ”لأ طبعًا كان يعني،“ همست هي كمان. ”بس يا هاري... حصلت حاجات كتير أوي...“ وطّت راسها ناحيته وابتدت تعيط. هاري بدأ يشدها ليه في حضن لما خد باله إن قميصه أوسخ حتى من إيده، متغطي بدم من جروحه الكتير وبطين الأرض من وقت ما كان راقد على أرضية الغابة. تمتم تاني ”تنظيف“ ومرة تانية العصاية اللي بريشة العنقاء شفطت الدم والطين من على التي-شيرت بتاعه. جيني بصت على التي-شيرت، مستغربة من الحركة دي، وبعدين فجأة شهقت. ”يا هاري، انت بتنزف!“ همست وهي بتتعدل في قعدتها تاني. ”انت متعور.“ هاري بص لتحت. كان حقيقي، نقط دم بترشح تاني على قميصه من جوه، وفكر بجمود يا ترى أنهي جرح اللي لسه بينزف. هي الجروح الملعونة بتنزف؟ سأل نفسه. هي نزفت المرة اللي فاتت؟ ولو نزفت، فضلت قد إيه؟ بس بعدين نفض الفكرة من دماغه. كان فيه حاجات أهم ضاغطة على تفكيره. ”اتكلمي معايا، أرجوكي،“ اترجاها. ”انت لازم تروح جناح المستشفى،“ قالتله، متجاهلة سؤاله، وهي بتحاول تقوم كأنها بتشده من على الكرسي. هاري هز راسه، رافض يسيب إيده من عليها أو يخليها تشده من الكرسي. ”لأ. مش الليلة دي. يمكن الصبح يا جين.“ بصت له بصرامة بالنظرة بتاعة 'مش هتجادلني' اللي ورثتها كويس أوي من والدتها. ”أنا تعبان أوي. مش قادر أتحرك خلاص،“ قال لها. ”آه يا هاري...“ صوتها بقى أرق. ”وبعدين، انتي كمان متعورة،“ قال لها، وهو بيمد إيده يبعد شعرها عن جرح ماشي بطول خدها ومعدي على شفتها اللي فوق. هو كمان كان لسه بينزف، حاجة بسيطة. كان فيه واحد تاني على دقنها. مرر إبهامه على ده، وهو بيتمنى لو يقدر يشفيه. وكان فيه علامات تانية، يمكن ندوب أو من حروق على دراع واحد. هيبقى لازم يسألها عن ده، بس بعدين. مد إيده يلمسه، بس هي سحبت دراعها. بوضوح كانت مرهقة، بطلت تحاول تهرب من مسكته واستندت عليه تاني. من غير ما يفكر، هاري لمس جبهتها بشفايفه. ”عمالة أتمنى،“ تمتمت... ”فضلت آملة يكون فيه حاجة أقدر أعملها عشان أساعد. بس كل اللي قدرت أقدمهولك كان البوسة الغبية دي.“ صوتها انهار وكانت خلاص هتعيط تاني. ”دي ساعدتني أكتر ما ممكن أبدأ أوصفلك،“ هاري قال بهدوء في ودنها. ”هي اللي خلتني مكمل، لما افتكرت إني هفشل، لما رحت أواجهه... جين... مكنتش هقدر أعملها من غيرك. أنا حبيتك أوي... أنا بس كنت عارف إني لو عملت اللي لازم أعمله، هيبقى عندك فرصة تبقي في أمان، وتعيشي.“ المرة دي بقى ضربته فعلًا. ”ودي كانت هتبقى حياة شكلها إيه دي، من غيرك؟“ سألته بغضب. بس هاري مردش عليها. هو بس شدها ليه جامد، وعينيه هو كمان دمعت. غمض عينيه جامد، بيحاول يرجع الدموع اللي بتهدد تفضحه. لما فتحهم تاني، جيني كانت بتبص له، بتتأمل وشه، على بعد بوصات بس. ورغم إنه كان مرهق، ورغم إنه كان عارف إن شفايفه جافة ومتشققة، مال ناحيتها وهو بيعمل كل جهده يتجنب الجروح اللي على وش جيني، وباسها. كل المشاعر من الشهور دي بتاعة الهروب، والاستخبا، والتفكير فيها وقت رحلة البحث عن الهوركروكس وفي الغابة، هجمت عليه مرة واحدة وباسها بحرارة أكتر ما كان يتخيل إنها ممكنة. ولما بعد أخيرًا، كل اللي قالته كان ”آه!“ كان صوت واطي أوي، لدرجة إنه مكنش متأكد إذا كان سمعه أصلًا. الحاجة اللي بعدها اللي هاري عرفها إن جيني لفت دراعاتها حواليه، وضمت نفسها ليه، ورغم كل جروحه المفتوحة، ورغم كل الكدمات والضرر اللي جسمه استحمله النهاردة، هاري قرر إن ده كان أحسن إحساس حس بيه في حياته. ”بس اوعدني بحاجة واحدة،“ همست في ودنه. ”أي حاجة يا جيني، اطلبي بس.“ ”عمرك ما تعمل حاجة زي دي تاني.“ هاري طلع نَفس مكنش واخد باله إنه حابسه. ”أبدًا،“ طمنها. ”مرة واحدة كانت كفاية أوي.“ جيني ضحكت بخفة وهي بتتحرك وتقرب منه أكتر. هاري سند راسه على راسها وهو بيتنفس ببطء، وبدأ يسترخي شوية بشوية وعينيه بتغمض تاني. جيني مأصرتش إنه يمشي، ومبعدتهوش عنها. أكيد ده معناه إنه ممكن يفضل... وهاري بوتر راح أخيرًا في النوم.
                
تعليقات
إرسال تعليق