روايه ابنة الغابة
ابنة الغابة
بقلم,
رومانسية
مجانا
كسر القواعد ودخل غابة خطر. هناك قابل بنت غامضة زي الشبح اسمها أراديا، أنقذت حياته بسحر غريب. بعد سنين بيشوفها تاني في هوجورتس، وهي لسه بنفس قوتها وغموضها. الرواية بتحكي عن إزاي "ابنة الغابة" دي دخلت حياة جيمس وعيلته. وازاي هو اكتشف إنه "متدبس" وواقع في حبها من قبل حتى ما يفهم هي مين.
جيمس
شاب مغامر وفضولي من صغره (وداه في داهية). معجب جداً بأراديا ومتلخبط بسببها، وواضح إنه "دايب" فيها. دمه خفيف ومحبوب بس هي الوحيدة اللي عارفة تسيطر عليه.أراديا
البنت الغامضة اللي ظهرت من الغابة. قوية جداً وسحرها مختلف كأنه من الطبيعة (بتتكلم مع الشجر). "بريّة" وهادية ومبتمشيش على القواعد، ورغم كدا بتعرف تكسب أي حد بذكائها (زي أبو جيمس في الشطرنج).فليمونت
كان قلقان من غموض أراديا في الأول، بس هي قدرت تبهره بذكائها وقوتها واقتنع إنها هتحافظ على ابنه.
          جيمس بوتر كانوا دايماً بيحذروه. "إياك تعدي السور الجنوبي يا جيمس." "الغابة دي قديمة.. أقدم من عيلتنا نفسها." "مفيش حاجة جوه هناك عايزة حد يلاقيها." فطبعاً، وهو عنده تسع سنين، راح. مكنش تمرد على قد ما كان فضول.. الفضول اللي كان محسسه بزنّ تحت جلده. وقفت الأشجار زي الحراس، ضلمة وبتناديله، والرياح بتهسس بقصص مقدرش يلقطها. زق الجذور المعقدة والضباب اللي بيزحف، وصوابعه الصغيرة ماسكة عصاية سحرية أكبر من مقاسه كان سرقها من درج أبوه. كان الجو هادي. هادي زيادة عن اللزوم. لحد ما مبقاش هادي. "الهيبوجريف" هجم بسرعة لدرجة إنه ملحقش يصرخ. لحظة كان مبهور بجمال المخلوق.. ريشه بيلمع، وعيونه دهبي شرسة.. واللحظة اللي بعدها، اتنفض لورا بصرخة، ومخالبه مرفوعة. جيمس اتكعبل لورا، وقلبه بيدق في ودانه، مستعد خلاص يتاكل. وبعدين— ظهرت هي. شعر بني زي الحرير البري. رجلين حافية. عصاية سحرية معمولة من كرمة ملفوفة. متكلمتش. مزعقتش. هي بس اتحركت.. فردت دراعاتها، وعينيها نورت دهبي لجزء من الثانية. "الهيبوجريف" هدي تحت صوتها، ووطى راسه زي الكلب اللي اتوبخ. بصت لجيمس. هو بحلقلها. هي كمان بصتله. محدش فيهم اتكلم. وبعدين اختفت.. دابت وسط الشجر زي الدخان. مقالش لأي حد. ولا حتى لأبوه وأمه. --- بعد سنين: حفلة التصنيف جيمس بوتر كان لسه بيفكر في البنت بتاعة الغابة وهو داخل القاعة الكبرى لأول مرة. مشفهاش تاني، من سنتين.. من بعد ظهر اليوم دا في الصيف اللي كان وشه هيتخربش فيه. أوقات كان بيفتكر إنه حلم بيها. وأوقات تانية، كان متأكد إن دا محصلش. بس هو أكيد مكنش متوقع يشوفها تاني... هنا. ورغم كدا.. أهي كانت قدامه. عينيها جت في عينيه أول ما عملوا مجموعة صغيرة، مستنيين يتصنفوا، كأنها حست بيه. قلبه عمل "دقة" غريبة كدا. شكلها كان زي ما هو.. بل يمكن "بري" أكتر.. بشعرها البني الطويل نازل على ضهرها زي الكروم، وبشرتها واخدة لون شمس، وإيديها لسه خشنة كأنها مش بس لمست الغابة.. دي كانت تبعها. كان متنّح. رمشت مرة واحدة. وبعدين جه دورها. "أراديا كالاواي." صمت. حتى قبعة التصنيف وقفت مستغربة وهي بتتقدم، كل حركة دقيقة، وأنيقة، وقديمة بشكل غريب. القاعة الكبرى كأنها اتهزت حواليها. اسمها لوحده خلى كذا مدرس يتعدل في قعدته. اتحركت زي الريح وسط الشجر.. هادية وشرسة في نفس الوقت.. وقعدت على الكرسي من غير تردد. القبعة نزلت على راسها و... خدت وقتها. خمس دقايق. عشرة. خمستاشر. جيمس ميل لقدام، وساند دقنه على إيده، مبهور. بعد عشرين دقيقة، وأول ما الطلبة بدأوا يهمسوا، القبعة صرخت بصوت عالي وبثقة: "جريفندور!" الترابيزة انفجرت بالهتافات.. أعلى من أي حد تاني. بس جيمس مهتفش. هو بس فضل يتفرج عليها وهي ماشية ناحيته، بنفس رشاقتها ولا مبالاتها المعتادة. قعدت قدامه. فتح بوقه عشان يقول حاجة ذكية. "أهلاً"، قالها بغباء. ميلت راسها. "شكلك أحسن من غير دم الهيبوجريف على وشك." شرق في عصير اليقطين بتاعه. ابتسمت.. ابتسامة صغيرة وعارفة.. وبصت بعيد، وهي بتمد إيدها تاخد عيش. جيمس بوتر، وهو عنده حداشر سنة، كان مصيره اتحسم. طرف الغابة كان أهدى في الصيف. النور كان بيتسلل من بين الشجر زي الدهب السايل، وييجي على خصلات شعر أراديا البني الطويل وهي ماشية حافية على الطحالب والجدور. الهوا كان بيهمس باسمها، وبيشد فستانها الصيفي الأبيض الخفيف.. المرة دي مكنش منسوج من الغابة، لكنه كان كتان ناعم. هدية. من يوفيميا بوتر. هي كانت لسه زي ما هي، طبعاً.. جامحة زي القمر، نصها ضل ونصها نور شمس.. بس كان فيه حاجة أنعم دلوقتي. مقصودة أكتر. خيط من التحضر، زي ما افترضت، مع إنها كانت لابساه زي مجوهرات سلف. مش بتاعتها. لسه. النهاردة، كانت خارجة من وسط الشجر. عشان تشوف جيمس. — بيت عيلة بوتر كان دافي بكل شكل ممكن.. خشب قديم وبورتريهات بتضحك، برّادات شاي مسحورة وريحة قرفة خفيفة. بس أراديا عينيها كانت على الولد اللي في الجنينة وبس، عصايته محشورة ورا ودنه، وشعره هايش ومنكوش وهو بيحاول يسحر كومة من زهور "سناب دراجون" المتفجرة عشان "تتلم". لف في نفس الثانية اللي رجلها لمست فيها النجيلة. قال "راي"، وابتسم الابتسامة المعووجة بتاعته دي، اللي تخطف القلب. هزت راسها مرة واحدة. "شكلك كأنك خسرت خناقة مع حوض ورد." "هم كانوا حوضين ورد، بصراحة. اتفقوا عليا." ضحكت.. ضحكة بجد، قصيرة ومنورة، زي الأجراس في الهوا. جيمس بربش. هي طول عمرها حلوة طبعاً، بس المرة دي الموضوع مختلف. مبقتش مجرد شبح الغابة وخلاص. بقت حقيقية. بقى عندها نمش دلوقتي. وفيونكة في شعرها. وصوتها بيشرق وهي بتضحك. وكانت ماشية ناحيته. هو متحركش. — جوه، يوفيميا بوتر بصت بصة واحدة من الشباك وابتسمت كأن الشمس بنفسها جت تشرب معاهم شاي. همست لفليمونت وهي بتديله كوباية فوار يقطين من غير ما تبص: "آه، شكلها بقى جميل أوي، مش كدا؟" فليمونت، من ورا الجورنال بتاعه، بص من فوق طرفه وتمتم: "البنت دي روضت "نيفيلر" ببحلقة عين. دي نقرت مناخيره يا إيفي." "دي عسل." "دي بتتكلم مع الشجر." "دي بتسحر!" "دي بتتكلم مع الشجر." "وأنا بكلم فناجين الشاي. سيبها في حالها." — جيمس كان طول عمره عارف إن أراديا مختلفة. بس مكنش متوقع إنها تخليه *هو* يحس إنه مختلف. قعدوا تحت شجرة الكومترى القديمة.. اللي كانت بترمي فاكهة بنشان مخصوص كل ما جيمس يتنطط وهو صغير.. واتكلموا. عن ولا حاجة. وعن كل حاجة. عن إزاي هي راحت غابة دين لمدة أسبوعين ورجعت بتعويذة جديدة محدش عرف يحددها. وعن إزاي هو قفش سيريوس وهو بيحاول يسحر انعكاسه عشان يغمزله. قالتله إن النجوم في بيته وحشتها. قالها إنها وحشته، وندم في ساعتها.. خدوده مولعة، وصوته بيشرق شوية. مضِحكتش. هي بس بصتله.. بصة طويلة وبطيئة وجادة. قالت وهي زي ما تكون سرحانة: "انت مبقتش عيل صغير، مش كدا؟" جيمس حس إن قلبه اتلخبط. "أنا.. آه.. لأ؟ قصدي.. أظن لأ؟" ميلت راسها. "انت كنت بتتكركب في رجليك لما تشوفني." همس وهو بيقول: "لسه بعمل كدا." دا خلاها تضحك تاني، بس بنعومة أكتر المرة دي. صوابعها لمست النجيلة جنبه. مش لمسة أوي يعني.. لسه.. بس كفاية. الجو اتغير. اللحظة طولت. وفجأة قزم الجنينة نط من وسط الشجر، وهو بيصرخ بكلام خارج، وجيمس اتنطر على جنبه وهو بيزعق. أراديا بربشت، ولا هي هنا. جيمس أنّ وهو على التراب. "يا لغضب مرلين... انتي اللي دربتي القزم دا، مش كدا؟!" وقفت، حافية ورقيقة ومستفزة على الآخر. "أقول إيه بس؟" ابتسمت وهي بتبص عليه من فوق. "الجنينة بتحبني أكتر." وبعدين لفت ورجعت ناحية البيت، والهوا بيلعب في شعرها بطريقة معينة كدا.. وسابت جيمس بوتر نايم على ضهره، ومبتسم للسما زي الأهبل. شمس العصرية كانت غامرة أوضة القعدة في بيت بوتر، ورامية ضي دهبي كسلان على الأرض الخشب. صينية شاي كانت متعلقة في الهوا بين الكراسي، بتملى نفسها بنفسها من غير أي شخللة، ومزيكا كانت شغالة بصوت واطي في الخلفية.. حاجة بتاعة "عامة" وفيها جاز، ودا كله بسبب موجة الفضول الأخيرة بتاعة يوفيميا. فليمونت بوتر كان قاعد قدام أراديا كالاواي، مكشر ومربع إيديه، ومبرق لرقعة شطرنج سحري كانت لسه "واكلة" الطابية بتاعته بمزاج. تاني. تمتم وهو بيقول: "أنا مش فاهم"، وهو بيبص للقطع كأنهم خانوه هو شخصياً. أراديا قالت وهي ساندة دقنها على إيدها، وصوتها رايق زي هوا الصيف: "الموضوع كله إحساس. انت بتفكر بصوت عالي أوي. هم سامعينك." "المفروض يسمعوني، أنا القائد بتاعهم!" "هم بيفضلوا الغموض." جيمس ضحك بصوت مكتوم من على الكنبة، مطرح ما كان بيحاول يفشل فشل ذريع إنه يمثل إنه مش مبحلقلها. هي كانت مكوّرة نفسها في الكرسي كأنها عايشة فيه طول عمرها.. حافية طبعاً، ورجليها متنية تحتها، وجاكيت صوف من بتوع يوفيميا مرمي على كتافها كدا أي كلام، لإنها خرجت الصبح من غير ما تفتكر تجيب عباية. كان شكلها ناعم. ومستقرة. زي البيت. وبطريقة ما، في ظرف ساعة واحدة بس، كانت جردت أبوه وأمه من أي مقاومة. يوفيميا بصتلها بصة واحدة وابتسمت كأنها خلاص حفظت مقاساتها عشان الخياطة. فليمونت، على الناحية التانية، كان متحفظ أكتر.. مربع إيديه، وعينيه حادة، وبيرمي تعليقات زي: "انتي بتتكلمي مع التَعالب، صح؟" و "إيه بالظبط موقفك من آداب المبارزة؟" بس دلوقتي؟ دلوقتي كان قاعد بيبرطم وهي بتمسح بيه الأرض في الشطرنج، وجيمس كان تقريباً شايف التروس بتلف في دماغ أبوه وهو بيفكر، *البنت دي هتحافظ على ابني عايش.* وبعدين، طبعاً، جت البومة. رفرفة عند الشباك. أراديا كانت أول واحدة رفعت عينها. وقفت، برقة ومن غير استعجال، وعدت الأوضة عشان تفتح المزلاج. البومة.. مخلوق شكله أنيق بس عصبي ونظرته فيها لَدعة معروفة.. دخلت زي النجمات المشاهير، ورمت جواب في حِجر جيمس، ورفرفت طارت تاني على طول وهي بتنفخ. أراديا بربشت وراها. "دمه خفيف أوي." جيمس، وهو متعمد ميبصلهاش خالص، تمتم: "أه، دي البومة بتاعة سيريوس. هو بيحب الدراما أوي." ميلت راسها على الظرف، وعرفت الخط في ساعتها. سيريوس بلاك. إيدها حكت في إيد جيمس وهي بتناولُه الجواب، وهو اتنفض كأنه اتضرب بتعويذة. همس: "شكراً"، وودانه قلبت بمبي. هي مخدتش بالها. أو يمكن خدت بالها ومفرقش معاها. هي كانت خلاص بترجع مكانها في الكرسي، وصوابعها بتلعب على خوذة "الفيل" بتاعها وهو بيضرب لها تعظيم سلام وهو مبسوط. فليمونت اتنهد مستسلم وهو شايف آخر عسكري عنده بيروح في داهية. قالها: "انتي بتوتري اللي قدامك"، بس من غير ما يكون قصده يضايقها. ردت وهي مبتسمة ابتسامة خفيفة: "بسمع الكلمة دي كتير." يوفيميا دخلت الأوضة في اللحظة دي زي الفراشة وهي شايلة طبق بسكوت بالجنزبيل وهي مش على بعضها خالص. "راي، حبيبتي، بتحبي فطيرة التفاح أكتر ولا التوت الأسود؟ محتاجة أعرف عشان المرة الجاية اللي هتباتي فيها هنا." جيمس أنّ وهو بيقول: "ماما." "إيه؟" يوفيميا شاورِتله بالبسكوتة. "دي زي العسل. أنا بعشقها. بص قعدتها عاملة إزاي.. دي مخلية أبوك نفسه يبان مبهدل جنبها." فليمونت حمحم. أراديا بربشت، وباين عليها ولا متأثرة بالدوشة دي. "بحب التوت الأسود. بينمو أسرع في الضلمة." جيمس تقريباً مسجلش إجابتها. هو كان لسه مبحلق للجواب، وهو مقفول في حِجره، كأنه ممكن يولع لوحده. هو كان عارف سيريوس كاتب عن إيه. الموضوع مكنش فيه تلميح. سيريوس عمره ما كان بتاع تلميحات. أراديا رفعت حاجبها. "مش هتقراه؟" قال بسرعة وهو بيحشره تحت مخدة: "بعدين. هو كتابته زي كلامه. صوتها عالي." "ممم." خطفت بسكوتة تانية. "وبيصرخ بخصوص إيه بقى المرة دي؟" جيمس تمتم: "أكيد عن البنات." عند دي بقى، أراديا ضحكت ضحكة جانبية. فليمونت ويوفيميا بصوا لبعض من فوق رقعة الشطرنج.. البصة اللي الأهالي المتجوزين من زمان بس هما اللي بيعرفوا يعملوها. بصة قالت كل حاجة. *إحنا حبيناها. دي عبقرية. دي ممكن تفتح بطنه زي السمكة لو احتاجت. هو خلاص دايب فيها. الموضوع دا هيبقى مسلي.* وبعدين أراديا مالت لقدام شوية، وعينيها العسلي متركزة على الرقعة. "دور تاني؟" فليمونت نفخ صدره. "استعدي للخسارة." جيمس كل اللي عمله إنه أنّ، ورمى نفسه على ضهره على الكنبة، وبحلق للسقف، إيد محطوطة على الجواب المستخبي، والإيد التانية على قلبه. مكنش عنده أي فرصة.