سر المكتبة - روايه فانتازيا
سر المكتبة
بقلم,
فانتازيا
مجانا
بنت بتموت في عالمها القديم مع أهلها المجرمين، وبتتمنى لو كانت عاشت حياتها صح. بتصحى تلاقي نفسها رجعت للحياة في جسم طفلة 6 سنين اسمها ڤيرونيكا في عالم تاني خالص فيه سحر. أهلها الجداد في العالم ده برضه مهملينها، لكنها بتلاقي عيلة حقيقية في الخدم اللي بيربوها. بتبدأ تستغل ذكاءها القديم وتتسحب للمكتبة عشان تدرس تاريخ العالم ده وتتعلم السحر. هي مصممة تنجح في حياتها الجديدة دي مهما كلفها الأمر، حتى لو اضطرت تكدب على الناس اللي بيحبوها.
ڤيرونيكا
كانت في حياتها اللي فاتت بنت شاطرة وناجحة لكن أهلها مجرمين. بعد ما ماتت، اتولدت من جديد في جسم "ڤيرونيكا" بنت الـ 6 سنين. هي ذكية جداً (عشان عقلها كبير) ومصممة تستغل حياتها الجديدة عشان تتعلم وتكون قوية.ماريا
الخدامة الرئيسية اللي بترعى ڤيرونيكا. حنينة جداً وبتحبها زي بنتها، وكانت أكتر واحدة قلقانة عليها وقت السخونية.أهل ڤيرونيكا
عايشين في الجناح الشرقي. كانوا عايزين ولد ولما جت بنت (ڤيرونيكا) أهملوها تماماً ومشفوهاش من يوم ما اتولدت.
          يا للروعة، عملوها تاني. شاورِت لأبويا وأمي إن فيه حد واقف بره بابنا ومعاه سكينة. يا ترى أبويا وأمي هيأذوا ويخدعوا كام واحد تاني قبل ما يتعلموا الدرس؟ أهلي جابوا مضرب البيسبول والطبنجة بتاعتهم من الدولاب وراحوا يفتحوا الباب. "امشي من هنا فوراً، وإلا هتِشوف اللي هيحصلك،" أمي قالتها بقرف. "إحنا مش خايفين نبهدل إيدينا." الراجل ضحك بشكل هستيري. "ولا إحنا كمان." لحظة... هو قال "إحنا"؟ في نفس اللحظة دي بالظبط أربعة رجالة تانيين نطوا من وسط الشجر وضربوا أبويا وأمي بالنار. "ما تسيبوش ولا شاهد!" واحد منهم صرخ بس أنا مكنتش عارفة مين فيهم لأني كنت خلاص بجري بأقصى سرعة على الباب الخلفي بحاول أهرب. كان الأوان فات. صوت طلقة يصم الودان رن في وداني وأنا حاسة بضهري بيسقع ويسخن في نفس الوقت. الدم كان بينقط من ضهري وأنا بقع على الأرض وعينيا مليانة دموع. كان عندي حاجات كتير أوي أعيش عشانها! أنا اتقبلت في جامعة مرموقة وده كان إنجاز كبير أوي مقارنة بالخلفية اللي جيت منها. كل مجهوداتي عشان أهرب من الحياة اللي أهلي بنوها... كله راح هدر. أنوار المطبخ فضلت ترعش وبعدها كل حاجة اسودّت. استخدمي هذه الحياة ومواهبنا بحكمة. صوت نادى من وسط العتمة. إيه اللي حصل... فكرت وأنا ببص حواليا. أنا فين؟ بصيت على أرفف الكتب اللي كانت مالية حيطة من الحيطان وتسريحة على حيطة تانية. بنت لابسة زي خدامة، مش من النوع اللي أمي كانت بتلبسه لأبويا دايمًا لما يكونوا بيعملوا حاجات مقرفة، دخلت الأوضة جري وهي شايلة صينية دوا. "يا إلهي إنتي صحيتي!" كلامها طلع بسرعة ومن غير نفس. بصيت لتحت على نفسي ولاحظت إن جسمي بقى أصغر بكتير. بعدين بصيت للخدامة النشيطة اللي بدأت تجهزلي شوية دوا. "إحنا افتكرنا السخونية دي عمرها ما هتروح!" هي ضحكت. هزيت راسي في صمت وأنا لسه مش فاهمة إيه اللي بيحصل ده. "امممم... أنا دماغي مشوشة شوية... ممكن تقوليلي أنا فين؟" "إنتي في أوضتك طبعاً! يا ليكي يا ڤيرونيكا!" هي ضحكت. في اللحظة دي بالظبط كل ذكريات ڤيرونيكا رجعتلي. الكم الهايل من المعلومات ده سببلي صداع خفيف ومسكت راسي من الألم. "ڤيرونيكا، إنتي كويسة؟" ماريا الخدامة سألت. "أه... كويسة. مجرد شوية آثار من السخونية." رديت وأنا برمش كذا مرة. "هسيبك ترتاحي." ماريا قالت وهي أهدى بكتير وهي بتخرج من الأوضة. يعني... أنا مُت ودلوقتي أنا هنا. أنا فاكرة بشكل غامض كتاب قريته كان شبه كده، بنت ماتت في حادثة عربية وصحيت لقت نفسها الشريرة في لعبة الأوتومي المفضلة عندها. بصيت لنفسي في المراية عشان أشوف لو هعرف نفسي من فيلم أو أي حاجة. معرفتش. واسم ڤيرونيكا مكنش مألوف برضه. ببص على وشي، كان رقيق أوي وجميل بالنسبة لـ... طفلة ٦ سنين؟ مكنتش متأكدة أوي عندي كام سنة بس كان شكلي حوالي ٦ سنين. خرجت من أوضتي وأنا بتطوح بقميص النوم بتاعي ورحت المكتبة. الذكريات من ماضي ڤيرونيكا ساعدتني ألاقيها بس برضه كان موضوع مُتعب لأنها مكنتش راحت هناك مرات كتير. فتحت الببان البني الكبيرة عشان تكشف عن أوضة صغيرة مليانة كتب. الظاهر إن مفيش حد تقريباً كان بيستخدم المكتبة دي خالص بما إنها كانت متغطية بالتراب اللي مغطي ترابيزة بكرسيين وأرفف كتب كتير. كنت عارفة إني لازم أعمل بحث كأولوية أولى. ورغم إن كان عندي ذكريات ڤيرونيكا، هي كانت لسه طفلة ٦ سنين مش ذكية أوي ومن اللي قدرت أشوفه، كل اللي كانت بتعمله هو اللعب مع الخدم في الجنينة، حاجات زي الاستغماية أو التلييس. بصيت في كل الأقسام عشان آخد فكرة كل قسم فيه إيه. دي كانت عادة عندي كل مرة بروح مكتبة جديدة في عالمي القديم. نصيحة مذاكرة رقم أربعة وعشرين: دايمًا خليك عارف مكتبتك المحلية أو أسهل مكتبة توصلها زي ضهر إيدك. بالطريقة دي مش هتضطر تستنى متدرب مكتبة بطيء وكسلان يخلص أكله لو عايز تلاقي حاجة. في الحالة دي مكنش فيه أمين مكتبة أصلاً فكنت هحتاج أحفظهم أكيد. بدأت الأول بالتاريخ بما إنه كان أهم معلومة محتاجاها. لقيت سلسلة كتب فيها التاريخ الكامل للمملكة اللي أنا عايشة فيها لحد من عقد فات. ممتاز! شديت السلسلة كلها من على الرف وكدستهم في دراعاتي الصغيرة. أوف! وقعت لقدام من مجرد تقل الكتب اللي كانت أتقل مني. في الآخر خدتهم للترابيزة واحد واحد وقريتهم ببطء. الموضوع خد الليل كله بس قدرت أخلصهم كلهم. في نهاية الموضوع كنت عرفت إن الأرض دي اسمها إريڤيا وإن اللي بيحكمها حالياً الملك داروين والملكة إليز. كان فيه كمان سحر، وجان، وحوريات، وحاجات خيالية تانية جامدة في العالم ده. جفوني بدأت تتقل وأنا بستوعب إنه رغم إن حالتي العقلية متعودة على السهر طول الليل، حالتي الجسدية مكنتش كده. رجعت أوضتي متعثرة، ومبسوطة من التقدم اللي عملته النهاردة. صحيت تاني يوم الصبح لقيت الخدامة بتاعة امبارح، بتحضر شوية شاي على الكومودينو اللي جنبي. اتثاوبت وهي خدت بالها إني صحيت. "صباح الخير يا ڤيرونيكا!" ماريا قالت بصوت سعيد ومبسوط. "عايزة تعملي إيه النهاردة؟ نلعب تلييس؟ ولا استغماية؟ أوه يمكن عايزة تلعبي عرايس وتلبيس!" ماريا كانت دايمًا زي أم لڤيرونيكا بس أنا مكنتش ڤيرونيكا بالظبط دلوقتي، وبالتالي أنا مبقتش عايزة أعمل الحاجات دي. بس برضه، لو قلت فجأة إني عايزة أذاكر ومش ألعب، أكيد هيفتكروا إن فيه حاجة غلط عندي. جاتلي فكرة، أنا ممكن أقول إني عايزة ألعب استغماية بره وبدل كده أتسلل للمكتبة عشان أذاكر عن السحر النهاردة. الخطة دي المفروض تنجح! هما عمرهم ما هيتوقعوا إن طفلة صغيرة تكون عايزة تروح أي مكان قريب من مكتبة. خصوصاً واحدة المفروض إنها متعرفش تقرا. كنت حاسة بعينيها المتحمسة عليا. للحظة نسيت إن كل الخدم شايفيني مجرد طفلة صغيرة عندها ٦ سنين وشوية منهم بيعتبروني زي بنتهم، خصوصاً ماريا. "أنا عايزة ألعب استغماية!" رديت وأنا بحاول أخلي صوتي شبه صوت ڤيرونيكا على قد ما أقدر. "ماشي! هروح أقول لسوزان وأنابيل." هي قالت وهي مبسوطة أوي. ———————— اتجمعنا في الساحة بتاعة الجناح الغربي اللي كنت عايشة فيه. أهلي كانوا عايزين ولد فلما اتولدت أهملوني وطنشوني. بدل كده، أنا اتربيت على إيد ماريا وباقي الخدم اللي سابوهم ياخدوا بالهم مني وهما عايشين في الجناح الشرقي. بالنسبة للي يعرفوه، أنا كان ممكن أكون ميتة لأنهم مشافونيش من يوم ما اتولدت. افتكرت جملة من برنامج أطفال كنت بتفرج عليه عن ولدين صغيرين بيحبوا يبنوا حاجات في جنينة بيتهم الخلفية. كان فيه مشهد علق معايا أوي، الشرير بيقول حاجة عن إن أبوه وأمه الاتنين مجوش ولادته. فاكرة إني ضحكت على الحتة دي لإن على الأقل الأم كان لازم تكون موجودة عشان تولده بس برضه حسيت بشعور بسيط من الحزن لإني كنت مرتبطة بيه بطريقة ما. في الحياة دي وحياتي اللي فاتت أهلي البيولوجيين عمرهم ما اهتموا بيا. "ڤيرونيكا؟" سوزان، واحدة من الخدم، ندهت. "أنابيل هي اللي هتدور، قدامك ٦٠ ثانية عشان تستخبي!" "ماشي!" ضحكت، وأنا بفوء من أفكاري الكئيبة. أول ما كل الباقيين طلعوا يجروا عشان يلاقوا مكان يستخبوا فيه، أنا جريت رجعت للجناح الغربي على المكتبة. أنا مش بس كنت حافظة تصنيفات الكتب في المكتبة، أنا كمان كنت حافظة الطريق، ودي كانت نصيحة مذاكرة تانية، رقم ٢٣ دايمًا احفظ أماكن المكتبات المحلية وأسرع الطرق ليها. زقيت الببان البني الكبيرة عشان أكشف عن المكتبة اللي لسه متربة. دي كانت حاجة تانية... أنا كنت محتاجة بجد أنضف المكان ده. بما إن كل الخدم، اللي هما عبارة عن ماريا وسوزان وأنابيل وواحدة اسمها هايلي، اللي كانت في السوق النهاردة، مكنوش في الجناح الغربي، كان من الأمان إني أروح أوضة التخزين وأجيب جردل فيه مية ومقشة وشرشوبة. يمكن معنديش مكنسة كهربا بس كنت بعرف أستخدم المقشة لإن أهلي كانوا بالعافية قادرين يجيبوا مكنسة لحد ما بقى عندي حوالي ١٤ سنة في حياتي اللي فاتت. بعد ما جبت مقشة وشرشوبة وجردل مية، بدأت عملية التنضيف. الموضوع خد مني حوالي ٣٠ دقيقة بس لإن المكتبة كانت صغيرة أوي. كان لسه عندي وقت كتير عشان أبدأ أتعلم عن السحر. فقعدت على الترابيزة ومعايا كومة كتب كبيرة عن كل حاجة ليها علاقة بالسحر. ———————— أخيراً خلصت كل الكتب! ده خد وقت طويل أوي! الظاهر إن الناس ممكن تظهر عندهم قدرات سحرية معينة. كان فيه شفاء، وقوة خارقة، وتواصل مع الحيوانات، وسرعة خارقة، وحتى تخفي. للأسف كان لازم تكتسب القدرات دي بطريقة ما. محدش كان يعرف الطريقة بالظبط. الطريقة الوحيدة اللي ده بيحصل بيها هي إنك في يوم تصحى من النوم وفجأة تلاقي عندك وشم مرتبط بقدرتك. السحر اللي الناس ممكن تتولد بيه بقى هو سحر العناصر. وده بيشمل المية، والنار، والأرض، والهوا. معظم أفراد العيلة المالكة أو الناس من الطبقات العليا بيتولدوا بعنصر. الطريقة عشان تفتح العنصر اللي عندك هي عن طريق ترديد تعويذة سحرية. ممكن متنفعش من أول مرة لو كنت صغير أوي لإن مخزون المانا بتاعك بيكون عادة صغير أوي وممكن التعويذة متقدرش تكتشفه. القدرات السحرية كانت مختلفة لأنها مبتستخدمش مانا. أنا قررت إني هجرب التعويذة عشان أشوف لو هتشتغل. كان من المستبعد أوي إنها تشتغل. "أرازابا..." جربت الكلمات على لساني عشان أشوف صوتها عامل إزاي. "أرازابا ليڤو تي أوڤرير!" استنيت. محصلش حاجة. أنا مش عارفة كنت متوقعة إيه وأنا مجرد طفلة ٦ سنين. بصيت من الشباك شفت الشمس بتغرب. يا نهار أبيض... هما زمانهم قلقانين أوي. قفلت آخر كتاب بسرعة وطلعت أجري من الباب. نزلت جري على السلالم اللي بتودي للساحة وراقبت عشان أشوف لو فيه حد هناك. استخبيت جنب الحيطة وأنا سامعة أصوات مرعوبة جاية من عند الزاوية. "يا إلهي!" صوت واطي قال بلهفة. "أنا مش قادرة ألاقيها في أي حتة!" صوت تاني كان بيعيط وأنا أدركت إن دول كانوا الخدم. "يارب تكون كـ-كويسة *شهقة* أنا هموت من القلق!" مشيت من عند الزاوية وأنا عاملة نفسي دايخة وكأني مخدتش بالي إنهم هناك. "ڤيرونيكا!؟" أنابيل ندهت وهي بتجري ناحيتي وشالتني في حضن كبير. "كنا قلقانين عليكي أوي! كنتي فين!" مقدرتش أقولهم إني كنت في المكتبة فبدل كده رديت: "أنا استخبيت في شجيرة وفضلت مستنية كتير أوي إن حد يلاقيني! في الآخر فضلت أمشي أدور عليكوا بس ملقيتكوش في أي حتة." ياه. الإحساس بالذنب عشان بكدب في وشهم كان فظيع أوي. "أوعي تخضينا عليكي كده تاني أبداً! إحنا بنحبك أوي!" سوزان عيطت. الدموع بدأت تنزل على خدودي البيضا زي البورسلين. محدش عمره قالي حاجة زي كده... في حياتي اللي فاتت حتى أهلي مكنش فارق معاهم أموت ولا لأ. دلوقتي بقى عندي ناس بيحبوني. في اللحظة دي كنا كلنا قاعدين وراكعين في دايرة بنعيط. المنظر غالباً كان شكله شيطاني جداً. أخيراً أنابيل فاقت وقالت: "يلا كلنا نروح ناكل العشا، إحنا غالباً منفعلين زيادة عشان محدش فينا اتغدى." بطني قرقرت في الرد وده خلى كل الناس تضحك. مشينا للمطبخ وهناك هايلي كانت بدأت تجهز العشا. "أنا شايفة إنكوا لقيتوها." هايلي قالت بشعور لا يذكر. هايلي مكنتش تعرفني كويس أوي لأنها كانت لسه جديدة في رعايتي. أنابيل نزلتني على الأرض وأنا اتمشيت بطَقْطَقَة لحد كرسي عشان أقعد عليه وأنا مستنياهم يخلصوا طبخ العشا. لما خلصوا أخيراً حطوا طبق فيه طين سخن بيطلع بخار. أنا كنت نسيت إن ده اللي المفروض أكون متعودة عليه بدل الهمبرجر والبطاطس المقلية. ياه هما غالباً ميعرفوش أصلاً إيه دول. حاولت أبلع الأكل من غير ما أخليه يلمس لساني وابتسمت. "شكراً ليكوا كلكوا عشان إنتوا أحسن عيلة في الدنيا." أنا قلت بأكبر ابتسامة. كلهم اتأثروا، بما فيهم هايلي. أكلنا وحكينا نكت وضحكنا لحد ما كلنا شبعنا وجه وقت نومي. سوزان حطتني على سريري وباستني من قورتي وهي بتقفل الباب. تصبحي على خير يا عيلتي الجديدة، قلت لنفسي.
                
تعليقات
إرسال تعليق