ساحرة الفولتوري - رواية فانتازيا

ساحرة الفولتوري

بقلم,

فانتازيا

مجانا

بتخطفها فيكتوريا عشان تنتقم من أختها. شارلوت بتتعرض لتعذيب وحشي في سجن سري لحد ما بتبقى على حافة الموت. بالصدفة، حرس الفولتوري (جين وأليك) بيلاقوها وهما بينضفوا مكان المولودين الجدد. بيكتشفوا إن عندها قوة نادرة جداً بتقدر تعكس قواهم الخاصة عليهم. الفولتوري بيقرروا ياخدوها لـ "آرو" في فولتيرا عشان يضموها ليهم، وبيكدبوا على الكولينز ويقولولهم إنها ماتت.

شارلوت

خت بيلا التوأم. اتخطفت واتعذبت جسدياً ونفسياً لحد ما فقدت الأمل. بتكتشف إنها بتمتلك قوة "درع" نفسية بتعكس هجمات مصاصين الدماء (زي قوة جين وأليك).

جين

عضوة سادية في حرس الفولتوري. قوتها هي إيهام الألم. هي اللي اكتشفت شارلوت وقررت تاخدها للسادة.

أليك

أخو جين التوأم وعضو في الحرس. قوته هي حجب الحواس. قوته اتعكست عليه لما حاول يستخدمها ضد شارلوت.
ساحرة الفولتوري - رواية
صورة الكاتب

عندما كنت فتاة صغيرة، أتذكر أن أبي كان يروي لي قصصاً عن فارس شجاع يهزم عدواً يبدو من المستحيل هزيمته لينقذ الأميرة.

"بالراحة. متنساش الأوامر. البني آدمة دي لازم تفضل عايشة"

كنت أسرح في أحلام اليقظة لساعات حول مقابلة الفارس الذي سيخطفني من على قدمي، وكيف سنقع في الحب ونحظى بنهاية سعيدة.

"يا خراب بيتي! مكنتش أقصد أكسر رجلها! أنا نسيت قد إيه البني آدمين ضعاف"

لم أحسد أختي التوأم عندما وقعت في الحب. كنت سعيدة جداً من أجلها... حتى لو كان الشاب الذي تواعده يثير اشمئزازي. عندما تركها وأصبحت مجرد قشرة من نفسها، بدأت أخشى قوة الحب.

"ريحتها تجنن! أنت متأكد إننا مينفعش ندوق حتة؟ حتة صغيرة بس!"

كرهت رؤيتها هكذا. سحبتها معي للخروج مع أصدقائي. ببطء، ببطء شديد، بدأت تعود لطبيعتها مرة أخرى.

"إيه يا رايلي! فيكتوريا عمرها ما هتعرف!"

ثم، واحداً تلو الآخر، أُصيب كل صديق من أصدقائي بالحمى. كنت قلقة جداً على كل واحد منهم ولكن اتضح أن مخاوفي لم تكن تعني لهم شيئاً. بعد أن تعافوا، لم يعودوا يجيبون على مكالماتي... لم يعودوا حتى ينظرون إلي.

"خلاص! مش هنشرب دمها"

رفضت أن أنهار بسبب خسارة صداقاتي. رفضت أن أكتئب مثل أختي التوأم. كنت أقوى من ذلك.

"جسمها بقى، دا موضوع تاني"

لفترة قصيرة جداً، كنت بخير... أو على الأقل هذا ما قلته لنفسي. لا يهم أن تلك القوة لم تعد مهمة الآن.

"طول ما أنتوا مش هتقتلوها، اعملوا اللي أنتوا عايزينه"

كنت في الجحيم. الشياطين كانوا ملائكة بعيون حمراء متعطشة للدماء.

"شكرًا يا رايلي! إنتِ أحسن واحدة!"

أردت فقط أن أموت.

━━━━━━»»•••««━━━━━━

فتحت عيني المتورمتين ببطء ولكن قوبلت بالظلام. يبدو أنني قد أغمي علي مرة أخرى من جولة أخرى من الضرب و... لم أستطع حتى تحمل التفكير في البقية. جسدي كله كان يؤلمني وما زلت في هذا السجن اللعين الذي لا نوافذ له. بطريقة غريبة، كنت ممتنة تقريباً لهذا الظلام الدامس. لم أكن أستطيع سوى تخيل حالة جسدي. لم أكن أريد أن أرى الدليل الفعلي على ما حدث. رفضت ساقاي إطاعة أوامري، ولم تكن لدي القوة لرفع ذراعي ورأسي يتدلى بعجز لأن حتى رفعه يتطلب قوة لم أمتلكها. كان نظامي الغذائي اليومي يتكون من قطعتي خبز، غالباً ما تكونان قديمتين، وكوب من الماء إذا توفر. لم يُسمح لي أبداً بمغادرة سجني الصغير. لا للاستحمام، ولا للذهاب إلى الحمام. الرائحة التي تحملتها كانت نتنة. كان هذا انتصاري الوحيد ضد خاطفي. بينما لم أستطع تحمل الرائحة، كانت أسوأ على أنوفهم الحساسة.

'لازم أفضل عايشة. هما هيلاقوني'، هكذا فكرت في البداية عندما تم اختطافي. ومع ذلك، مع مرور الوقت، أصبحت طاقتي مركزة فقط على الاستيقاظ بعد كل جولة ضرب. أمل العثور علي كان يتلاشى في كل مرة يزورني فيها الوحوش ذوو العيون الحمراء. الآن؟ أملي الوحيد هو أن أستطيع الحفاظ على سلامة عقلي. كان الأمر صعباً رغم ذلك. كان المكان هادئاً. كان هادئاً دائماً. لقد منحني هذا الكثير من الوقت للتفكير في الحياة قبل كل هذا. المرة الوحيدة التي سمعت فيها ضجيجاً كانت إما صرخاتي أو سخرية حراس السجن عندما يزورونني.

أغمضت عيني مرة أخرى وحاولت تذكر الأوقات السعيدة. أختي التوأم وأنا نشرب الشاي ونحن نقرأ في صمت مريح. مهارات أبي المريعة في الطبخ. وجهة نظر أمي الفريدة في الأمور ومحاولاتها المستمرة لترتيب مواعيد غرامية لأختي التوأم. أصدقائي وأنا نأكل البيتزا بينما نشاهد أفلام رعب مبتذلة. بضع دقائق داخل رأسي من الأفكار السعيدة كانت شريان حياة إذا أردت أن أبقى عاقلة. فجأة، سمعت أصواتاً مكتومة في الخارج.

"في حاجة غلط! لازم نمشي! طز في البني آدمة دي، يلا نخلع من هنا!" همس صوت.

كانت هناك خبطة على الباب المعدني لسجني، "رايلي قالت نحرس البني آدمة دي. دي احتفال النصر لفيكتوريا بعد ما يقطعوا الأوباش اللي بيحبوا الحيوانات دول".

"بس إنت مش حاسس يا عم؟ أنا حاسس إن في حد بيراقبنا!" قال الصوت الأول بذعر أكبر، "في حاجة برة!".

"امسك نفسك! إحنا مصاصين دماء! إحنا أسياد المفترسين!" سخر الصوت الثاني.

حتى الآن... حسناً، طوال المدة التي قضيتها في هذا الجحيم، اكتشفت أن مصاصي الدماء حقيقيون جداً. من المرأة ذات الشعر البرتقالي التي صدمتها شاحنتي والتي أوصلتني إلى هذا الموقف إلى التعذيب الذي تحملته، مصاصو الدماء حقيقيون جداً ويجب الخوف منهم جداً.

"إنت مين؟" صرخ صوت. فجأة، لم يكن هناك سوى الصراخ.

انفتح باب سجني بقوة وركض شيء ضبابي نحوي، "أنا معايا رهينة!".

سمعت ضحكة تشبه ضحكة طفل، "وإيه يعني".

شعرت برأسي يُشد للخلف بزاوية غير مريحة، "أنا سمعت عنك من ريبلي! إنتِ-إنتِ زي البوليس! أنا-أنا معايا رهينة بشرية! دي ت-ت-توأم البنت اللي اسمها سوان اللي فيكتوريا كانت مهووسة بيها! ف-ف-ممكن تاخدي دمها وك-كل حاجة بس سيبيني أمشي! أنا مش عايز أموت!". بدا أن مصاص الدماء الذي كان يسبب لي عدم الراحة يعاني من انهيار كامل. تحولت من رهينة إلى ورقة مساومة. فتحت عيني ببطء مرة أخرى وارتجفت قليلاً عندما قوبلت بالإضاءة العلوية القاسية ولكن أبقيتهما مفتوحتين.

كانت تقف عند المدخل، فتاة شابة شقراء الشعر بعيون حمراء. بدا أنها ترتدي معطفاً أسود بغطاء للرأس ولكن مع مدى تورم عيني، كان من الممكن أن تكون الفتاة ترتدي معطفاً برتقالياً فاقعاً وربما لم أكن لأستطيع تمييزه. ومع ذلك، تلك العيون الحمراء الزاهية، التي تكاد تكون متوهجة، كانت شيئاً يمكنني تمييزه بوضوح شديد.

"ألم"، ابتسمت الفتاة. فجأة تراجع مصاص الدماء بجواري وأطلق صرخة تمزق الدم وهو يطلق شعري.

"وقفي! أرجوكي وقفي!" توسل بعجز. بكل ما أوتيت من قوة، أدرت رأسي لأنظر إلى حارسي. بقدر ما يبدو هذا سادياً، كانت صرخاته أجمل صوت سمعته في حياتي. أحد الأوغاد الذين جعلوا حياتي جحيماً كان يتلقى أخيراً جزاءه. استمر هذا لعدة دقائق قبل أن يتوقف مصاص الدماء بجواري عن الصراخ ويسقط على الأرض. أبعدت نظري عن جسده الذي لا يتحرك ونظرت إلى الدخيلة.

جعدت الفتاة أنفها باشمئزاز عند رؤيتي، "ألم".

استعددت قدر استطاعتي، علمت أن هذا لن يكون جميلاً. مصاص الدماء الذي بدا أنه لا يُقهر بجواري تحول إلى فوضى عارمة لذا كنت أخشى حقاً ما سيحدث بعد ذلك. بعد بضع ثوانٍ، تراجعت وصرخت. ظهر مصاص دماء آخر بجانبها. كلاهما درساني لما بدا وكأنه الأبد.

كنت أبذل قصارى جهدي لأبقى مستيقظة. بينما لم يهاجمني مصاصا الدماء أمامي بعد، كنت أشعر بالخوف الشديد من الطريقة التي كانا يدرسانني بها. أعتقد أنني بدأت أفهم كيف يكون شعور أن تكون حشرة تُفحص تحت المجهر. ظهر مصاص دماء آخر ذو بشرة زيتونية قليلاً عند المدخل وسار نحوي. ارتجفت من مفاجأة ظهوره وأغمضت عيني. لقد أعددت نفسي عقلياً لفترة طويلة أن هذه الحفرة الجحيمية هي المكان الذي سأموت فيه. صليت بصمت أن تجد عائلتي جثتي على الأقل لمنحهم بعض السلوان. أختي التوأم، أمي، أبي، أصدقائي. على الأقل سيكون لديهم بعض الخاتمة.

شعرت بضربات قلبي تصل إلى مليون ميل في الساعة وأنا أسمع مصاص الدماء يقترب مني. أبقيت عيني مغمضتين وأصبح تنفسي ضحلاً أكثر فأكثر حيث بدأت أشعر بالدوار. شعرت بوعيي يبتعد ببطء. على الأقل هذا الجحيم سينتهي أخيراً.

━━━━━━»»•••««━━━━━━

ركض أليك إلى جانب أخته عندما سمع صراخها.

"أأنتِ بخير؟" سأل بصدمة طفيفة. لقد مر وقت طويل جداً منذ أن جرح أي شخص جين بما يكفي ليؤذيها. لم تجب جين لكنه لاحظ أن نظرتها كانت مثبتة على شيء ما. أدار رأسه ببطء ليرى ما الذي أسر اهتمامها وجعد أنفه باشمئزاز عندما رأى بشرية شبه واعية. من الواضح أن ساقيها قد كُسرتا في عدة أماكن مختلفة، ولم تكن ذراعاها أفضل حالاً وكانت بشرتها التي كانت شاحبة يوماً ما مغطاة بالتراب والقذارة والعديد من الكدمات والجروح. كان من أعباء كونك مصاص دماء هو حاسة الشم المعززة. بدا أنه قد سُمح للبشرية بالتعفن في فضلاتها بين أمور أخرى. كان بالكاد يستطيع تمييز ملامح وجهها لأنها تعرضت للضرب المبرح وكانت عملياً هيكلاً عظمياً حياً لمدى نحافتها. بالكاد كانت تبدو بشرية إذا كان صادقاً.

"أليك، جرب قوتك عليها"، أمرت جين، وعيناها لم تترك البشرية. أطاع أليك أخته وركز على البشرية. بدلاً من أن تفقد البشرية حواسها، أدرك أليك برعب متزايد أنه هو الذي يفقد حواسه. بدأ سمعه يضعف، وبدأت رؤيته تفقد وضوحها ببطء. توقف بسرعة عن استخدام قواه وعادت جميع حواسه إلى طبيعتها. سمع فيليكس وديميتري ينضمان إليهم.





"جين،" همس حتى لا يسمعه أحد سواها، "إيه اللي بيحصل؟".

ابتسمت أخته ابتسامة طفيفة جداً، "يبدو إنه هيكون معانا حمولة زيادة في رحلة رجوعنا للبيت".

فيليكس، الذي سمع تعليق جين، رفع حاجبه، "هل السادة هيوافقوا؟". قاومت جين الرغبة في أن تدير عينيها. كانت تكره التعامل مع الأغبياء. السادة يثقون في حكمها.

"ديميتري، خد البشرية نضفها وبعدين روح البيت بالطيارة. أنا مش هخلي قذارتها تبهدل الطيارة. مصيرها يرجع للسادة،" أمرت جين، "لو مصادرنا صح، المعركة في فوركس قربت تخلص. فيليكس وأليك وأنا هنروح هناك دلوقتي ونصلح فوضى تانية عملها محبين الحيوانات دول. بعدها هنسافر لفولتيرا وننبه السادة بنفسنا. أنا عارفة إنهم هيبقوا عايزين يشوفوها". أومأ ديميتري برأسه ومشى من جنب التوأم ودخل الأوضة الصغيرة اللي راقدة فيها البشرية المكسورة.

"يا له من اكتشاف مثير للاهتمام"، علق ديميتري قبل أن يختفي.

━━━━━━»»•••««━━━━━━

منذ وقت غير معلوم

"أهلاً بعودتكم جميعاً إلى راديو مائة واثنين إف إم! الأغنية التالية في قايمة العد التنازلي بتاعتنا هي 'خاسراً ديني' لفرقة آر. إي. إم."، زقزق المذيع في الراديو بينما بدأت دندنة الجيتار المميزة. كنت أمسح دموعي بقوة وأنا أقود عائدة من لا بوش إلى المنزل.

أنا عملت إيه وحش أوي كدة عشان الولاد، أعز أصحابي، يرفضوا يكلموني. لما بيلا وأنا نقلنا نعيش مع بابا تاني، أنا وجيك اتصاحبنا على طول. كان عندنا نفس حس الفكاهة، واهتمام بالعربيات واهتمامات مراهقين تانية دلوقتي تبدو كلها ملهاش معنى. بعدها اتعرفت على إمبري وكويل. بقينا الرباعي العجيب، لازقين في بعض زي ضل بعض. بيلا وأنا كنا اتهدينا عربية حمرا، وبكل أنانية، كنت بستخدمها باستمرار عشان أزور الولاد بعد المدرسة وفي أجازات آخر الأسبوع. حسيت بذنب أقل شوية لما بيلا شجعتني. بعد ما بدأت تواعد إدوارد، كان دايمًا بياخدها في عربيته. ضغطت على نفسي وخرجت برة منطقة راحتي، ورغم إني كونت شوية أصحاب في المدرسة، مكنوش هما الناس اللي ممكن أخرج معاهم برة المدرسة أبداً. عشان كدة كنت بعتز بالولاد أوي. كانوا أعز أصحابي والناس اللي يعرفوني أكتر حاجة.

لما إدوارد ساب بيلا وبيلا دخلت في اكتئاب عميق، شجعت (أجبرت) بيلا إنها تخرج معانا أنا والولاد. الموضوع كان بطيء بس بالتدريج، بيلا كانت بترجع لطبيعتها تاني. وبعدين فجأة في يوم، إمبري جتله حمى وحشة. هو خف بس رفض يخرج معانا. بعدها جيك جتله الحمى وبعدها هو كمان بطل يخرج معانا. وأخيراً، كويل كمان جتله الحمى و... بصراحة، عمري ما عرفت قد إيه أنا كنت بعتمد على الولاد غير لما راحوا. أكتر حاجة ضايقتني إن بيلا كانت لسه على تواصل معاهم. كانوا لسه بيكلموها. لما واجهتها، أختي التوأم رفضت تقولي السبب.

"ده مش سري عشان أحكيه،" هي قالت. ورغم إني احترمتها عشان كدة، جزء عميق جوايا كان برضه مستاء منها جداً. هي مخصرتش أقرب أصحابها. التلاتة كانوا الإخوات اللي عمرهم ما كانوا عندي. إحنا كنا عيلة! ورغم إنهم يمكن اتخلوا عني، أنا مكنتش هتخلى عنهم. أنا كنت رحت هناك أواجههم تاني، ولو قلت إن الموضوع مشي وحش يبقى بوصفه بأقل من حقيقته.

نقدم الزمن لحد دلوقتي، وأنا بحاول مابكيش بهستيريا وأنا سايقة راجعة البيت. مسحت جولة جديدة من الدموع مرة تانية وفجأة ظهرت ست بشعر برتقاني على الطريق قدامي.

"يا خراب بيتي،" شتمت وأنا بلف عجلة القيادة عشان أتجنب إني أخبطها. العربية الحمرا انحرفت عن الطريق ودخلت الغابة وفقدت الوعي.

فتحت عيني ببطء وانيت بصوت واطي ودماغي بتخبط. إزاز العربية الأمامي كان مشروخ، وجزء من العربية كان ملفوف حوالين شجرة. رفعت إيدي على جبهتي وحسيت بسائل لزج. مديت إيدي على الكرسي اللي جنبي وطلعت تليفوني من شنطتي. دورت على نمرة بيلا واتصلت بيها.

رنة
رنة
رنة

'أهلاً. هنا بيلا. سيب رسالة'

اتنهدت. طبعاً، هي اختارت متردش على تليفونها دلوقتي بالذات.

"أهلاً بيلا. كلميني أول ما تشوفي الرسالة دي. أنا عملت حادثة عربية و...،" سكت وأنا فجأة بشوف الست اللي شعرها برتقاني من خلال الإزاز المشروخ، "إنتِ كويسة؟ بيلا بس كلميني لما تشوفي دي". في اللحظة دي بس لاحظت شاب واقف جنب الست اللي شعرها برتقاني و... هما الاتنين كان عندهم عيون حمرا فاقعة. جسمي كله اتشنج، كأن جسمي أدرك الخطر اللي أنا فيه قبل عقلي بكتير. هي دي اللي الناس بتقول عليها غريزة الهجوم أو الهروب؟

مشلتش عيني من عليهم وأنا بطلب نمرة تانية تلقائياً على تليفوني.

رنة
رنة
رنة

'لقد وصلت للبريد الصوتي لقائد شرطة فوركس تشارلي سوان. من فضلك اترك رسالة'

قفلت المكالمة بسرعة وجربت نمرة تانية.

رنة
رنة
رنة

'أهلاً! جيكوب بلاك هنا! إنت عارف هتعمل إيه!'

الشخصين اللي عيونهم حمرا ابتسمولي بسخرية. إيدي بدأت تترعش وأنا بطلب نمرة تانية، وعيني مش بتتشال من عليهم.

رنة
رنة
رنة

'إيه الأخبار يا جماعة؟ سيبوا رسالة لصاحبكم إمبري!'

الراجل ضرب لكمة في الإزاز الأمامي خلاه يتكسر بالكامل. صرخت من الرعب وغطيت نفسي من شظايا الإزاز. فكيت حزام الأمان بسرعة وقدرت أخرج متعثرة من الحطام اللي كان عربيتي قبل ما أترنح وأرجع للطريق. حاولت مرة تانية.

رنة
رنة
رنة

'هنا كويل. سيب رسالة'

فجأة ظهر قدامي شاب وسيم جداً بشعر أشقر لامع وعيون حمرا زاهية.

"هي دي اللي بندور عليها يا فيكتوريا؟" سأل. يا إلهي حتى صوته كان مدهش. إيد مرت على ضهر شعري والست اللي شعرها برتقاني ظهرت جنب الراجل.

"مش هي اللي بطاردها بس قريبتها،" فيكتوريا قالت. نفسي اتقطع. الناس دي بتدور على بيلا؟

أجبرت نفسي أكون شجاعة رغم إن جسمي بيصرخ عشان أهرب، "إ-إنتوا عايزين إيه من أختي؟". الست اللي اسمها فيكتوريا ابتسمت. رفعت إيدها وحسيت بيها بتمسح دم من على جبهتي. قربت إيدها اللي عليها دم دلوقتي من بقها وشوفتها برعب مكتوم وهي بتلحس الدم من على صوابعها.

"شبه بعض أوي وبرضه مختلفين أوي،" همست، كأنها في غيبوبة. بيلا وأنا مكنّاش توأم متطابق بس كنا شبه بعض أوي في الشكل. وشوشنا كانت مختلفة شوية وعنيا وشعري كانوا أغمق شوية من أختي التوأم.

"قوليلي،" فيكتوريا فجأة خرجتني من أفكاري، "إنتِ بتؤمني بمصاصين الدماء؟".

رمشت كذا مرة. أكيد أنا سمعتها غلط؟

"م-مصا-" سألت وأنا مش مصدقة.

الراجل قاطعني، "فيكتوريا، الهجناء بيقربوا".

فيكتوريا هزت راسها وبعدين ظهرت ابتسامة قاسية جداً على وشها، "افتكرى ده دايمًا، كل ده غلطة أختك".

الدنيا اسودت.

لما صحيت المرة اللي بعدها، كنت في أوضة صغيرة من غير شبابيك وضلمة كحل... ومن هنا بدأ جحيمي.

━━━━━━»»•••««━━━━━━

"اخفوا أفكاركم عن البشرية دي،" جين أمرت أليك وفيليكس وهما بيقربوا من ساحة المعركة، "نظراً لشبهها ببشرية معينة، هيكون من الحكمة إنهم ميعرفوش حاجة".

أليك وجين وفيليكس دخلوا المكان الفاضي وسط الغابة واستمتعوا بالخوف اللي ظهر على وشوش عيلة كولين. مهما حاولوا يخفوه، أي حد هيكون غبي لو مخافش من الفولتوري. التلاتة قربوا أكتر من العيلة وفيليكس بص على حفرة النار بملل. وقفوا على بعد كذا متر من الحشرات اللي بتحب الحيوانات دي وشالوا أغطية راسهم.


---- انتظروا الفصل الثاني ----

تعليقات