موصى به لك

    الأقسام

    روايات تاريخية

    معارك ملحمية، مؤامرات، وأبطال منسيون

    ... ...

    روايات فانتازيا

    ممالك مفقودة وسيوف أسطورية، هنا تبدأ المغامرة

    ... ...

    روايات رومانسية

    لم تكن تعلم أن حياتها ستتغير بتلك النظرة

    ... ...

    روايات رعب

    السحر والكتب يخفون أسراراً لا تريد معرفتها

    ... ...

    روايات خيال علمي

    سافر عبر الزمن بتكنولوجيا تتحدى الخيال

    ... ...

    روايات مافيا

    عالم الجريمة المنظمة حيث القوة هي القانون

    ... ...

    روايات كورية

    اجمل القصص الكوريه المترجمه والكيدراما

    ... ...

    روايات اجتماعية

    صراعات يومية تعكس حقيقة الحياة التي نعيشها

    ... ...

    الأفضل شهرياً

      رواية الورقة الأخيرة - تاريخية

      الورقة الأخيرة

      بقلم,

      تاريخية

      مجانا

      طالبة جامعية مش مقتنعة خالص بأهمية دراسة التاريخ، خصوصًا قصة الكهنة التلاتة "جومبورزا". بعد ما أستاذها بيحرجها ويكلفها ببحث مصيري عنهم، بتحاول تذاكر غصب عنها. وهي بتقرا الكتاب، بيغمى عليها وتصحى تلاقي نفسها رجعت بالزمن لسنة 1872. بتفوق في مكان ضلمة على نور شمعة، وتقابل الناس اللي كانت لسه بتقرا عنهم، ومصيرها بيتغير.

      ميريام

      شايفه التاريخ ده "كلام فاضي" وملوش لازمة. عنيدة شوية ومش بتخاف تقول رأيها حتى لو هيغلطها. هي اللي بتسافر عبر الزمن.

      سير

      أستاذ التاريخ بتاعها. راجل شديد وحازم جدًا، وشايف إن التاريخ هو أهم حاجة. مش بيتهاون أبدًا مع أي طالب مش مقدر المادة بتاعته.

      ليزيل

      صاحبتها وبتحاول تهون على ميريام وتقترحلها حلول لمشكلتها مع الأستاذ.
      رواية الورقة الأخيرة - تاريخية
      صورة الكاتب

        -- دي سادس روايه ليا تقريبا على روايات أونلاين بتمنى تعجبكم وهي قائمه على احداث شبه حقيقيه --
        
      في سكن طلابي صغير قريب من واحدة من أشهر الجامعات في الفلبين، كانت فيه طالبة بتعاني مع مادتها الدراسية ومحتارة تمامًا ومش عارفة تعمل إيه...
      
      أنا قريت كل حاجة بس برضه الكلام مش راضي يثبت في دماغي. دورت كذا مرة على جوجل على إجابات بس أنا بجد مش قادرة أفهم إيه أهمية دراسة التلات كهنة الشهدا دول، الجومبورزا.
      
      رمشت بعيني وفركتهم. أدركت إني بجد محتاجة أنام نومة عدلة. قفلت الكتاب اللي بنستخدمه في حصة التاريخ وحطيت راسي على دراعي.
      
      "هو إيه لزمة إننا ندرس عن 'الجومبورزا' دول؟" قلت لنفسي.
      
      مش قصدي أقول إن التلات كهنة الشهدا دول ماكانش ليهم دور في حرية الفلبينيين من الإسبان، بس هو لازم يعني نفضل نعيد ونزيد في دراستهم؟ تاريخ ماشي تاريخ، بس الزمن بيتغير برضه، مش كده؟ مش بس دراسة التاريخ هي اللي مهمة يتعلّموها طلبة الجامعة، ما فيه مواد تانية محتاجة اهتمام برضه.
      
      رفعت راسي وفضلت أدلك جبهتي كذا مرة يمكن أهدى. "يا دي النيلة. جومبورزا برضه...." قلت الكلمتين دول ببطء وأنا بحاول أهدي نفسي.
      
      •••
      
      في صباح اليوم التالي في جامعة سانتو توماس....
      
      الساعة كانت تمانية لما وصلت قدام الجامعة. حاجة صعبة أوي إنك تدخل متأخر، ممكن متلاقيش مكان. لو أنت واحد من الطلبة المنحوسين اللي وقعوا في فصول سير روموالديز، فأكيد مش هتبقى عايز تتأخر أبدًا عن مناقشاته، خصوصًا لو يوم اتنين أو جمعة، عشان دي الأيام اللي غالبًا بيعمل فيها أنشطة أو تسميع شفوي.
      
      فكرت أقعد ورا خالص في الفصل عشان أهرب من إن 'سير' يناديني، خصوصًا إن التسميع الشفوي النهاردة عليه درجات وأنا مراجعتش كويس أوي امبارح. بصيت من الشباك ودعيت إن التسميع اللي هيعمله سير روموالديز يخلص بسرعة.
      
      الساعة كانت قربت تسعة لما سير روموالديز دخل فصلنا. فجأة سكت، واتجمدت في مكاني. عدلت قعدتي واستنيت أي مصير مستنيني في الحصة دي. 'سير' قعد بسرعة على كرسيه وحط صندوق على الترابيزة اللي قدامه. الصندوق كان متغطي ومتغلف بورق كانسون أسود، وده اللي خلانا كلنا مستغربين.
      
      "آآ... سير؟ إيه ده؟" سأل واحد من زمايلي، آرتشي، وهو بيشاور على الصندوق. ظهرت ابتسامة خبيثة على شفايف سير روموالديز. مسك الصندوق وفتحه ببطء.
      
      مش عارفة ليه، بس أنا حاسة بقلبي بيدق جامد أوي. شكل ابتسامة المدرس بتاعنا دي فيها حاجة غريبة زودت توتري أكتر. شوية، والمدرس طلع حاجة من الصندوق. لما رفع إيده، كانت فيه حتة ورقة محشورة بين صوابعه. الفصل كله اتنهد، وده اللي خلى سير روموالديز مبسوط أكتر.
      
      "يعني 'سير' طلع شغال بنظام كروت الأسماء، بس طريقته دي موتراني أكتر." قلت في سري.
      
      دعيت إني ماكونش ضمن اللي 'سير' هيناديهم النهاردة. وسط الجو المشحون اللي الصندوق عمله في الفصل، مقدرتش أمنع نفسي إني أعرق وسير روموالديز بيفحص الورقة اللي طلعها.
      
      لما خلص قراية الورقة، نطق ببطء بس بحزم اسم الطالبة اللي حظها وحش ولعبة القدر اختارتها. "ميريام دي ليون."
      
      رجعت لورا في الكرسي بتاعي لما سمعت اسمي بيتنطق من أستاذنا. "هي، ميريام، بينده عليكي." همس زميلي اللي جنبي، وده اللي فوقني للواقع. وقفت ببطء من مكاني عشان أواجه زمايلي وسير روموالديز. "يا آنسة دي ليون، بما إني كلفتكم تدرسوا وتبحثوا عن حياة التلات كهنة الشهدا، فخليني أسألك." قال أستاذي، وده خلى قلبي يدق أسرع لدرجة إني مكنتش سامعة حاجة غير دقاته.
      
      
      
      
      
      
      
      
      "فين وإمتى اتحكم بعقوبة الإعدام على الكهنة الشهدا التلاتة، أو المشهورين أكتر باسم جومبورزا؟"
      
      هو أنا كنت متوترة أوي للدرجة دي عشان كده مسمعتش كويس اللي قاله الأستاذ روموالديز؟ "مـ-ممكن تعيد تاني يا أستاذ. أنا بس مـ-مفهمتش أوي." قلت أنا.
      
      "فرصة كمان يا آنسة دي ليون. فين وإمتى اتحكم بعقوبة الإعدام على الكهنة الشهدا التلاتة، المشهورين أكتر باسم جومبورزا؟" كرر الأستاذ.
      
      أنا قولت لنفسي كان لازم أراجع امبارح. أهو عشان كده مش عارفة أجاوب سؤال الأستاذ ليا دلوقتي. كنت بصاله وأنا برتعش، والجو الحر في الفصل اللي إحنا فيه مكنش مساعد خالص. "آآ... اللي أعرفه إنه تلاتين ديسمبر ألف وتمنمية وستة وتسعين؟" مجاوبتش بصوت عالي أحسن يطلع اللي قلته غلط بجد.
      
      "عيدي تاني يا آنسة دي ليون عشان مسمعتش إجابتك كويس." طلب الأستاذ روموالديز. "تـ-تلاتين ديسمبر ألف وتمنمية وستة وتسعين." قلت أنا واستنيت إيه اللي هيحصل نتيجة إني معملتش البحث بتاعي الليلة اللي فاتت.
      
      الأستاذ روموالديز مردش على طول على اللي قلته، بس سكوته ده اتحول لضحكة. "آنسة دي ليون، إنتي متأكدة إنك راجعتي لمناقشتنا النهاردة؟" سألني. مقدرتش أنطق وأرد على سؤاله.
      
      "بتقولي تلاتين ديسمبر ألف وتمنمية وستة وتسعين؟ في رأيي هما مكنش ممكن يتعاقبوا وقتها، عشان في السنة دي كانت حياتهم خلصت خلاص!" قال بصوت عالي. "آنسة دي ليون، إنتي بجد راجعتي عن الجومبورزا؟" سأل تاني.
      
      "لـ-لأ...." اعترافي بالحقيقة ده جه معاه طقطقة صوابع من الأستاذ روموالديز. "أهو، ظهرت الحقيقة أخيرًا، إنك يا آنسة دي ليون، مش بتقدرّي دراسة الماضي بتاعنا." قال الكلمة دي اللي خلت أي دوشة في الفصل تسكت. "هي معلوماتك ضيقة أوي للدرجة دي لدرجة إن معلومة بسيطة زي موت الكهنة الشهدا مش عارفاها؟"
      
      "ما هو يا أستاذ، مش حصتك بس هي اللي بديها اهتمامي وتقديري. إحنا عندنا مواد تانية أهم محتاجين نذاكرها. مش حصة حضرتك بس." كان ده ردي على اللي اتهمني بيه.
      
      "آنسة دي ليون، أنا اديتكم أسبوع كامل عشان تبحثوا وتعرفوا حاجات عن الجومبورزا. أسبوع عدى، وشكلك معملتيش أي حاجة؟"
      
      "يا أستاذ، أنا شايفة إن دراسة الماضي بتاعنا مش مهمة أوي في مجال دراستنا، وإن مادتك مش مميزة أوي زي ما حضرتك فاكر. لو فضلنا نرجع ونراجع في ماضينا، إزاي هنتقدم كبلد؟"
      
      "بالظبط كده يا آنسة دي ليون. إنتي لسه ثابتة وجهة نظرك. إزاي فعلًا هنقدر نتقدم لو مدرسناش ومقدرناش التراث بتاعنا؟ وعشان كده يا آنسة دي ليون، أنا عايزك تسلمي مقال عن حياة الكهنة التلاتة، وتعملي بحث عن إزاي مساهماتهم في سبيل الحرية بتنعكس دلوقتي على وضعنا الحالي، وده بيمثل خمسة وسبعين في المية من درجتك." قال الأستاذ روموالديز، وده اللي ضايقني جدًا.
      
      "يا أستاذ، ده كده مش عدل. أنا لوحدي بس، بجد؟" قلت أنا. أنا مش قادرة أفهم خالص هو ليه كده، وإزاي فجأة كده يخليني أعمل مهمة هي اللي هتحدد درجتي عنده. "قلة تقديرك واعترافك بتاريخنا بيحملك مسؤولية إنك تخلصي مهمتك الخاصة دي وتتسلم الأسبوع الجاي، يوم الإتنين." دي كانت آخر كلمة قالها لي قبل ما يخليني أقعد مكاني. "اللي بعده، الأستاذ آرتشي سانتوس...."
      
      أنا حاسة بنظرات زمايلي الحادة اللي زودت إحراجي أكتر. وطيت راسي خالص واتمنيت إن الوقت يجري بسرعة عشان مسمعش تاني أبدًا صوت الأستاذ اللي بيجرح ده.
      
      ---
      
      
      
      
      بعد حصة الأستاذ روموالديز، بدت ميريام كأنها خرساء ولم تتكلم طوال الصباح حتى حل وقت الغداء....
      
      بسبب الإحراج الشديد في حصة الأستاذ روموالديز الصبح، رحت بسرعة بس بهدوء على الساحة الكبيرة في الجامعة وقعدت على جنب مستنية صاحبتي. شوية، وحد نده اسمي. "ميريام!"
      
      بصيت فجأة لمصدر الصوت وشفت صاحبتي بتجري ناحيتي وهي بتشاور. "ليزيل!" ندهت أنا. "إزيك، عاملة إيه؟" سألتني وقعدت جنبي. "كويسة." قلت. رفعت حاجبها وقالت "همم...." مقدرتش أمنع نفسي من الضحك. "متأكدة من الكلام ده؟ شكلك شاحب أهو." قالت.
      
      "إيه ده، لأ طبعًا." أنكرت. "متضحكيش عليا يا ختي، إنتي أصلًا مش شاطرة في الكدب." حاجبها كان مرفوع للسما وهي حاطة إيديها عند بطنها. "أوف، خلاص ماشي. أيوه، أنا بجد مش كويسة." قلت الحقيقة. قلبت عينيها لما طلعت الكلمة اللي هي كانت عايزة تسمعها. "إيه اللي حصل بس؟ ده يوم الجمعة أهو وبرضه مكشرة؟"
      
      "ما هو أعمل إيه بس؟ الأستاذ روموالديز ده حطني في دماغه. عشان بس مجاوبتش على سؤاله في التسميع الصبح، راح مخليني أعمل مقال وكمان ورقة تأمل. هو أكيد عارف إني مش بفكر في مادته هو بس، وهو عامل فيها إن مادته دي هي الأساسية؟" فضفضت عن اللي جوايا.
      
      ليزيل ردت وهي مكشرة. "الأستاذ روموالديز ده كان بيدرسلي السنة اللي فاتت يا بنتي، وهو مش من النوع اللي بيدي تكليفات زيادة كده وخلاص، إلا لو كان اتعصب أو اتضايق منك؟"
      
      "آه... ما هو...." فجأة افتكرت أنا اتصرفت إزاي معاه الصبح. هزت ليزيل راسها. "يبقى إنتي قلتي حاجة فعلًا عشان كده الأستاذ روموالديز خلاكي تعملي المهمة دي بالسرعة دي." قالت. "بس ده برضه مش عدل، صح؟ أنا أصلًا مضغوطة في المذاكرة، وفي الشغل، وفي إني ألاقي حد أحبه، وكمان هشيل هم ده؟" اشتكيت.
      
      "بصي يا بنتي، عشان تخلصي نفسك من اللي هو طالبه ده، استعيني بالذكاء الاصطناعي. أكيد هتلاقي هناك حاجات كتير تساعدك في اللي هو طلبه منك." اقترحت. المرة دي أنا اللي كشرت.
      
      "إيه ده، بس مش ده يعتبر سرقة إن الواحد ياخد إجابات من الذكاء الاصطناعي؟" كنت مترددة. "يوه، إنتي بتصعبي الدنيا على نفسك وخلاص." قالت ليزيل. "طب إيه رأيك تدوري في المكتبة، كده كده جامعة سانتو توماس مليانة كتب... أكيد هتلاقي كتير." أضافت اقتراح تاني. "أهو ده، ده أحسن من اللي قلتيه في الأول." قلت وفجأة إحنا الاتنين ضحكنا.
      
      "يلا بينا، خلينا نروح ناكل. أهو أنا اللي في الآخر بقيت أطلعلك حلول لمشاكلك." قالت.
      
      •••
      
      بعد انتهاء حصتها، مرت ميريام فعلًا على مكتبة بينافيدس بالجامعة للبحث عن كتب ومصادر معلومات أخرى ستحتاجها للمهمة....
      
      كانت الساعة أربعة العصر لما عديت على المكتبة. مكنش فيه ناس كتير في المكتبة عشان كده قدرت أدور على كتب براحتي من غير دوشة أو إزعاج حواليا. عديت على قسم التاريخ ودورت كويس عن أي كتاب بخصوص الأبطال المعترف بيهم في البلد لحد ما لقيت نسخة من "التاريخ العام للفلبين" للمؤرخ خوسيه مونتيرو إي فيدال. أخدت نفس عميق وأخدت النسخة ودورت على مكان مناسب أقعد فيه في المكتبة.
      
      قريت المقدمة بتاعت النسخة بسرعة قبل ما أستعيرها من أمينة المكتبة. بعد كده، بدأت طريقي للبيت. ليزيل كانت مشغولة عشان راحت حفلة، أما أنا فكان لازم أخلص المهمة اللي سببها غضب الأستاذ روموالديدز مني. لما نزلت من العربية، دخلت السكن بسرعة وقفلت الباب. كويس إن شريكتنا التالتة أنا وليزيل، باتريس، لسه مرجعتش وبكده هقدر أقرأ في هدوء.
      
      ظبطت نفسي الأول وغيرت هدومي لهدوم مريحة قبل ما أقعد على الترابيزة الوحيدة في سكننا الضيق وبدأت أقرأ النسخة اللي استعرتها.
      
      فعلًا أنا قلت كلام غلط الصبح، لأني لسه واخدة بالي دلوقتي إن التاريخ اللي قلته الصبح ده كان تاريخ إعدام خوسيه ريزال مش الجومبورزا اللي اتحكم عليهم بالإعدام يوم سبعتاشر فبراير ألف وتمنمية واتنين وسبعين. أدركت إن بكرة هو اليوم ده. ضحكت على غلطتي، وجزء مني بيقولي إني أستاهل فعلًا المقال وورقة التأمل اللي اتطلبوا مني.
      
      من ضمن المعلومات اللي ضفتها في بحثي، كان فيه معلومة إن الكهنة التلاتة اتهموهم بإنهم قادة التمرد اللي حصل في كافيت يوم عشرين يناير ألف وتمنمية واتنين وسبعين، بس ده تم نفيه، والمحكمة اللي اتهموا فيها الكهنة واتحكم عليهم بالعقوبة كانت مجرد طريقة عشان يخلصوا من صورة الكهنة دول اللي كانوا بيطالبوا بعلمنة الكهنة العاديين في أبرشياتهم، ودي حاجة بدأها الأب بيدرو بيلايز قبل موته المفاجئ سنة ألف وتمنمية وتلاتة وستين.
      
      لقيت برضه صفحة مطبوع فيها الصورة الوحيدة اللي الكهنة التلاتة متصورين فيها مع بعض. مقدرتش أميز مين فيهم جوميز، وبورجوس، وزامورا، بس أنا متأكدة إن ده مبقاش مهم.
      
      وأنا بقلب الصفحة اللي بعدها، فجأة الدنيا لفت بيا ومبقتش شايفة كويس. يا إلهي، أهو ده اللي كنت بقول عليه ليه مينفعش أتأخر في النوم.
      
      من كتر الدوخة والصداع اللي حسيت بيه، مقدرتش أقاوم إني أريح راسي على دراعي فوق الترابيزة جنب النسخة. في الثواني اللي بعد ما غفيت فيها، حسيت إني شميت ريحة حاجة إحنا معندناش منها في السكن اللي عايشين فيه.
      
      شمعة.
      
      •••
      
      الظلام يغطي المكان، ولا يمكن سماع أي همسة من الضوضاء المحيطة. مع كل نسمة هوا، تنتشر ذرات التراب اللي جاية من تماثيل القديسين المحطوطة قرب المذبح. الضوء الخافت اللي جاي من شمعة بتدوب هو الحاجة الوحيدة اللي بتدي حياة للأوضة دي في عز الليل. مفيش أي حياة، مفيش أي لون، بس في لحظة واحدة، كل ده اختفى....
      
      طلع إحساس جميل أوي إن الواحد ياخد غفوة مش متوقعة بعد أيام كلها قهوة وأمل بس في التخرج هما اللي مخليين الواحد عايش. كنت فاكرة إنها مجرد ريحة في الحلم، بس إزاي لسه شماها لحد دلوقتي وأنا صحيت؟
      
      فتحت عينيا، ولقيت قدامي ظلام دامس، والريحة اللي لسه ملاحظاها دي جاية من شمعة قربت تسيح. اتنهدت من شدة ضلمة الأوضة ورمشت بعينيا عشان أستعيد وعيي بالكامل. هما ليزيل وباتريس دول بجد، ميقولوش حتى إنهم وصلوا.
      
      ما بيننا إحنا التلاتة، أنا أكتر واحدة بتحب تنام، عشان كده يمكن هما مضايقوش نفسهم يصحوني وسابوني نايمة على الترابيزة، بس اللي مستغربة له، هما ليه محتاجين شمعة طالما ممكن يولعوا النور عادي؟ وقفت بالراحة ومددت جسمي قبل ما أتمشى.
      
      من كتر الضلمة اللي حواليا، قررت أستخدم كشاف تليفوني عشان أولع النور. اتفاجئت جدًا لما مكنتش لاقية تليفوني. "يا خبر، راح فين ده؟" قلت. "هي، ليزيل، باتريس، إنتو بتهزروا معايا تاني، صح؟" صرخت، بس مفيش أي رد رجعلي.
      
      "ليزيل، باتريس، تليفوني فين؟" سألت تاني. برضه مفيش أي رد. "استنوا كده، هو النور فين؟" قلت، بس حتى مفتاح النور مش عارفة ألاقيه بسبب ضلمة الأوضة الشديدة. لفيت الناحية التانية، وبدأت أدور على المفتاح هناك.
      
      مع نسمة الهوا، جه صوت فاجئني بجد. "كيين إيريس؟" (مين إنتي؟). نطيت لورا وواجهت مصدر الصوت.
      
      نور قوي جه في عينيا من الحاجة اللي كان ماسكها اللي اتكلم، وده خلاني أتزحلق. النور اللي كان مغطيه خف، ولمحت وشه. مقدرتش أنطق، وقبل ما يغمى عليا، سمعت صوته تاني، بنبرة هادية. "أيودا، بادري زامورا! آي ألجيين آكي!" (المساعدة، يا أب زامورا! فيه حد هنا!)
      
      
      --- يتبع ---
      
      

      Pages