نجمه الغرب الأمريكي
نجمة الغرب الأمريكي
بقلم,
تاريخيه
مجانا
ست شقرا وصلت لبلد في الغرب الأمريكي سنة ١٨٦٩ وهي مفلسة ومحتاجة مساعدة. بسبب يأسها، بتضطر تدخل صالون "ممنوع للسيدات" عشان تدور على سواق عربية الحنطور. الرجالة في الصالون بيفتكروها بنت ليل وواحد منهم بيتحرش بيها ويحاول يخطفها. وهي بتدافع عن نفسها، بتقوم خناقة كبيرة بتكسر الصالون كله. في وسط الخناقة دي، بيدخل المأمور "مورجان" وياخد بوكس يغمى عليه، ولما بيفوق بيلاقي نفسه متورط في المشكلة دي وهي السبب فيها.
أبيجيل
ظروفها صعبة جداً ومفلسة واتسابت لوحدها. هي جريئة وعندها كرامة (زي ما ضربت الراجل بالقلم)، بس في نفس الوقت مرعوبة من الموقف اللي هي فيه. عنيدة وباين عليها مش هتسكت على إهانة.مورجان
مأمور البلد. راجل عملي و"خشن" وشايف شغله. هو دخل الصالون في أسوأ وقت ممكن، وكان كل همه يشرب حاجة ويريح، بس لقى نفسه في نص خناقة ووشه اتكسر. واضح إنه مش بيفهم في الستات الرقيقة أوي (شايفها "رفيعة زيادة") ومتضايق منها عشان بوظت له يومه.فيرنون
راجل مادي وبتاع شغله، وشايف إن أبيجيل "جابت لنفسها الكلام" بدخولها مكان ممنوع، وهو اللي بلغ المأمور إنها السبب.
          إقليم مونتانا، ١٨٦٩ دخولها للصالون في عز النهار مكنش أذكى حاجة عملتها في حياتها، بس إيه الاختيار اللي كان عندها؟ حروف حمرا عريضة مكتوبة بخربشة على حتة خشبة كانت متعلقة جنب باب الصالون. كان مكتوب عليها "ممنوع دخول السيدات"، والحبل اللي ماسكها كان مهتري لدرجة إن اليافطة كلها كانت متعلقة بميل غريب. أبيجيل طنشت التحذير وقربت من المبنى، وبصت يمين وشمال على الممشى الخشب عشان تشوف لو حد بيراقبها. مفيش حد. سكان ويلو كريك كانوا رايحين جايين، كل واحد في حاله، وهي فضلت ده. كل ما لفتتش الانتباه لنفسها، كل ما كان أحسن لها. حطت إيدها على الباب المروحي بتاع الصالون واتسندت على طراطيف صوابعها وبصت من فوقه، عشان تاخد بَصة جوه. ترابيزات كانت متنطورة في الأوضة، أغلبها متغطي بقماش جوخ أخضر. رجالة كانوا مفرودين حوالين ترابيزات القمار، وشوية تانيين واقفين سانين على البار المزخرف اللي واخد الحيطة الشمال كلها. أكبر مراية شافتها في حياتها كانت متعلقة وراه، مخلياها تلمح آخر الأوضة. كان فيه بيانو محطوط على الحيطة اليمين، وراجل قاعد وراه بيطلع نغمات معدنية سريعة في لحن مبهج. كان فيه سلم قريب من البيانو، وبَصة لفوق ورتها بلكونة محوطة الأوضة الرئيسية. كان باين عدد من الأبواب فوق، كلها مقفولة. اليافطة اللي جنب كتفها الشمال مكنتش صح أوي، هي أدركت ده، لما شافت الستات اللي كانوا واقفين يتمختروا فوق عند السلم. كان فيه ستات جوه صالون "الدايموند باك" بس صعب يتقال عليهم "سيدات". فساتينهم الستان الزاهية كانت كاشفة أكتر من هدوم أبيجيل الداخلية، وده، مع الريش الباهت اللي في شعرهم، إداها انطباع إنهم زي الطيور الملونة. مصطلح "الحمامة الملطخة" جه في بالها، وأبيجيل عرفت دلوقتي أكيد التعبير ده جه منين. الرجالة اللي جوه المكان كانوا خليط من رعاة البقر المتربين لحد ناس عايشين عيشة أرقى. كلهم كان عندهم صفة واحدة مشتركة، مشروباتهم القوية في إيديهم والاهتمام اللي بيدوه للستات اللي بيلفوا في المكان. الرجالة اللي جوه "الدايموند باك" مكنش شاغل بالهم حاجة في الدنيا، على ما يبدو. عكسها هي. هل هي هتخلي الأمور أسوأ لو غامرت ودخلت؟ أبيجيل لفت ورجعت تاني لحد طرف الممشى الخشب، وبصت على اللي سكان ويلو كريك بيعتبروه "بلد". صف متهالك من المباني على الناحيتين بتوع الطريق الموحل. "فندق الإمبراطوري" لفت انتباهها. بحيطانه المدهونة أبيض وستايره الملونة، كان باين وسط المباني التانية. في مكان صغير ومقطوع زي ويلو كريك، الفندق ده كان فعلاً أفخم حاجة موجودة. الاسم كان لايق عليه. كانت هتتجنن وتدخل الباب وتعرف هو فخم قد إيه من جوه. يمكن تاخد أوضة وتقضي باقي الليلة متعملش أي حاجة غير إنها تسترخي في بانيو فيه مية سخنة ونضيفة وتاكل لحد ما بطنها متقدرش تشيل تاني. الفلوس اللي فاضلة في قاع شنطة إيدها عملت صوت "تن" خفيف لما خبطتها في رجلها. هتبقى محظوظة لو معاها عملات كفاية تشتري عشاها. بصت على محطة عربية الحنطور، وكانت بتساءل لو الأكل اللي هناك أرخص من الأكل اللي هي عارفة إنه في الفندق. مكنش فارق كتير. أكلة واحدة مش هتحل مشاكلها. الحاجة الوحيدة اللي تقدر تعملها هي إنها تدخل الصالون وتلاقي الراجل الوحيد اللي ممكن يساعدها، ده لو افترضنا إنه هيساعد. لفت وفردت ضهرها، رمت بَصة سريعة على أبواب الصالون الواسعة قبل ما تندفع لقدام. زقة صغيرة على الأبواب المروحية كانت كل اللي محتاجاه عشان تدخل، وبمجرد ما حطت رجلها جوه على الأرضية اللي كلها نشارة خشب ومليانة بصق تبغ، ندمت على قرارها. كل واحد في الأوضة لف عشان يبصلها. مزيكا البيانو وقفت، وشخللة الكوبايات والدردشة سكتوا فجأة. أبيجيل سحبت نفس، رفعت دقنها ولفت ناحية البار، وشقت طريقها ناحيته وهي مطنشة نظرات الزباين اللي بيبصولها. "المفروض متكونيش هنا." الصوت الرجولي العميق بتاع عامل البار قطع ثباتها بس هي طنشته في الوقت اللي المزيكا والضحك بدأوا تاني. "أنا محتاجة مساعدة،" هي قالت، وهي بترسم ابتسامة عشان تحاول تكسب وده. "إلا إذا كنتي بتدوري على شغل، مقدرش أساعدك." هو ساب الكوباية اللي في إيده وحط الفوطة اللي كان بيحاول ينضفها بيها على كتفه. النظرة البجحة اللي رماها عليها كانت ممكن تكلف أي راجل تاني قلم على وشه الجريء. هي مكنتش هتجرب ده مع الراجل ده. ده غير إن آخر راجل ضربته بالقلم كان لسه بيطاردها. عامل البار ابتسم ورماها بنظرة تقييم تانية. أبيجيل قدرت تعرف من شكل وشه إنه فهم غلط خالص. "إحنا دايمًا محتاجين بنات جديدة هنا." ابتسم، وشنبه التخين اتلوى لفوق مع حركة بقه. "أنا متأكد إن الشباب هيخلوكي ست غنية في وقت قليل أوي." ضحك خليع من الرجالة اللي واقفين على البار جه بعد تعليقه وخلى وش أبيجيل يولع. هي كانت عارفة إن جلدها بقى مبقع من غير حتى ما تبص. دايمًا بيحصل كده لما وشها بيحمر وتعليقه خلاها جسمها كله يسخن. "لأ،" هي قالت، والصوت طلع مجرد صرخة مكتومة. "أنا مش بدور على شغل." بلعت ريقها اللي كان واقف في زورها وخدت نفس تاني عشان تهدا. "سواق عربية الحنطور دخل هنا من كام دقيقة. لو ممكن بس تشاورلي عليه، وأنا همشي على طول." عامل البار كان صغير. أو كان باين عليه كده. علامات الحياة المليانة المعتادة مكنتش خططت وشه. بشرته كانت واخدة تان خفيف بس من الشمس، شعره الأسود كان فيه شيب قليل أوي، والشنب النازل اللي مخبي كل حاجة ما عدا شفته اللي تحت اتقوس شوية وهو بيبتسم لها من فوق. هي ابتسمت له هي كمان، على أمل إن اللفتة الودودة دي تساعد. الطريقة اللي عينيه نزلت بيها على صدرها عرفتها العكس. "بيت مشغول حبتين دلوقتي،" عامل البار قالها، وهو بيميل ويسند إيديه على البار. "هو فوق مع الآنسة كلوي." هو شاور بعينه على بلكونة الدور التاني وأبيجيل عرفت سواق عربية الحنطور، بيت، بيعمل إيه. "دلوقتي، إلا إذا كنتي مستعدة تشتغلي فوق، يبقى أحسن لك تفلقي من هنا. اليافطة بتقول ممنوع دخول السيدات." "فاهمة." وهي بتبص من فوق كتفها، أبيجيل بصت حوالين الأوضة تاني. البيانو كان بيطلع لحن تاني ودردشة اللي جوه الصالون رجعت تاني والزباين رجعوا لألعاب الكوتشينة بتاعتهم. النشاط اللي بيحصل فوق كان واضح وسواق عربية الحنطور هياخد ساعات عشان ينزل. إلا إذا قدرت تخلي حد يطلع يكلمه. لفت تاني لعامل البار. "طيب ممكن تبعتله رسالة مني؟" دوشة جامدة حصلت عند الباب ومجموعة رجالة دخلوا متهاديين من الشارع. أبيجيل عرفت من شكلهم إنها المفروض متكونش جوه الصالون. صيع، من كل الأشكال. التراب والوساخة اللي على هدومهم كان هيبقى صعب تنضيفها، لو اتنضفت أصلاً. ريحتهم الوحشة ملت الهوا من نص الأوضة وشتيمتهم السوقية كانت كفاية تخلي خدودها تولع تاني. عامل البار إداها أمر خشن، "اطلعي بره من هنا يا آنسة، ومترجعيش تاني،" قبل ما يطنشها. أبيجيل مكنش عندها اختيار غير إنها تعمل زي ما قال. إنها تعمل دوشة هيلفت ليها الانتباه أكتر وهي متقدرش تغلط الغلطة دي. وهي ماسكة شنطتها جامد على بطنها، قالتله بصوت واطي "شكرًا،" ومشيت ناحية الباب والرجالة بيقربوا. كانت خلاص قربت توصل لما واحد من الرجالة مسكها، دراعه لف حوالين وسطها ورفع رجلها من على الأرض خالص، قبل ما يضمها ليه. "إيه اللي معانا هنا ده؟" نفسه القذر خلى معدة أبيجيل تتقلب. عصرها عصرة، وصوابعه غرزت في ضلوعها. "سيبني لو سمحت." شهقت لما مسكته عليها بقت أقوى. هو ضحك، والرجالة اللي دخلوا معاه عملوا زيه وهما بيبصوا لفوق ناحية البلكونة. هي بصت معاهم وشافت الستات اللي كانوا واقفين على سور البلكونة. الدراع اللي حوالين وسطها شدها أقوى وعينين أبيجيل وسعت لما إيده الحرة جت واستقرت على صدرها الشمال. صرخت وضحكته رنت جوه دماغها قبل ما تتخشب وترفس لورا بكعوبها الاتنين. "سيبني!" "أووه، أنا وقعت في واحدة صاحية أوي يا رجالة!" الرجالة اللي جوه الصالون ضحكوا وصيحاتهم وزعيقهم عليوا وهي بتحاول تفلت. الإيد اللي على صدرها مسابتش بس رفسة تانية في قصبة رجله كانت كفاية تخليه يسيبها. وقعت على رجليها، وشها محمر، وقلبها بيدق جامد جوه صدرها. هو ابتسملها. السنان اللي كانت لسه عنده كانت صفرا أوي لدرجة إنها كشرت. "حصل سوء تفاهم فظيع." رمت بَصة لفوق على السلم تاني لما صحاب الراجل بدأوا يطلعوا الدور التاني. "مفيش سوء تفاهم ولا حاجة." عينيه مشيت على جسمها كله ورغم إن فستانها كان مقفول، حست بانتهاك لما نظرته البجحة فضلت على صدرها. "أنا معايا فلوس، وفلوس كتير. هاخدك لحد الصبح. هتبقي محظوظة لو عرفتي تمشي لما أخلص معاكي." "مش فاكرة،" هي تمتمت. أجبرت نفسها تبتسم وفردت ضهرها. "أنا كنت ماشية خلاص. أنا متأكدة إن واحدة من الـ-سيدات اللي فوق هتبقى أكتر من مبسوطة إنها تاخد فلوسك." الراجل لف راسه وبص لفوق ناحية البلكونة. أبيجيل اتسحبت ناحية الباب وهو بيعمل كده. كانت خلاص قربت توصل لما هو لف لها تاني. "هما حلوين أوي بس أنا شكلي هخليكي إنتي برضه." أبيجيل كانت هتموت من الإحراج. أقل من ساعة في البلد والراجل اللي كان هيتجوزها سابها، وبقت من غير بيت ومفلسة، ودلوقتي بيفتكروها عاهرة. هو يومها ممكن يبقى أسوأ من كده؟ "أنا خايفة إنك مش فاهم. أنا مش-" مخدتش فرصة تكمل جملتها. الراجل مسكها، رماها على كتفه زي شوال بطاطس وبدأ يطلع السلم. سمعت بشكل مش واضح عامل البار بيزعق في حاجة في الوقت اللي جزمة الراجل كانت بتخبط على السلم. "نزلني حالاً!" خبطت بقبضتها على ضهره، وهي بترفس برجليها وزباين الصالون انفجروا في ضحك يصم الودان. أبيجيل خبطت بطنه بركبتها وهو اتكعبل، ورزعها في سور السلم. كام محاولة مقاومة عنيفة كمان وهو رماها. جامد. الخبطة في السلم خلتها دايخة بس هزت راسها خلى رؤيتها توضح. لما بصت على الراجل، النظرة اللي على وشه مكنتش النظرة الفرفوشة اللي شافتها من شوية. نطت على رجليها، أبيجيل عدت من جنبه جري ونزلت السلم. كانت في نص الأوضة قبل ما يمسكها. "سيبها،" عامل البار قال، وهو بيلف من جنب البار. "فيه بنات فوق أكتر من مستعدين ياخدوا فلوسك." "مش عايزهم،" الراجل قال. "أنا عايز دي وهاخدها." لما مد إيده عليها تاني، أبيجيل اتصرفت بغريزتها. ضربته بالقلم. لمسة وشها لسعت إيدها والصوت رن في الأوضة كلها. الضحك زاد، وش الراجل اتلوى والغضب اللي في عينيه كان زي التور الهايج. هي شافت قبضته جاية ناحيتها، شهقت، ووطت. اللكمة الطايشة جت في عامل البار بدالها والراجل صرخ شوية شتايم قبل ما يرمي هو كمان قبضته في الخناقة، وضرب الراجل رداً عليه. تبادل اللكمات خلى عامل البار يترزع في واحدة من الترابيزات وبوظ لعبة بوكر على رهان عالي. الرجالة اللي حوالين الترابيزة شتموا، واتخانقوا على الفلوس اللي متنطورة على الأرض، ودخلوا في خناقة خاصة بيهم في ثواني. العفش اللي حوالين الأوضة تم استخدامه عشان يزود الألم اللي بيعمله اللي انضموا للخناقة والفوضى اللي حصلت بعدها كانت مدمرة كفاية تخلي أبيجيل تتمنى إنها متدفعش تمن ده كله. زحفت ناحية البار وسط الازاز المتكسر، ورجول الكراسي والنشارة، وركنت في زاوية عشان تتفرج بعيون مرعوبة. لما راجل وقع على بعد بوصات منها، صرخت صرخة مفزوعة، ونطت على رجليها وجريت ع الباب - وعلطول في حضن راجل كان داخل من الشارع. قمة راسها كانت بالعافية واصلة لكتافه العريضة، ونظرة الصدمة اللي على وشه مكنتش كفاية تشد انتباهها عن أخضر عيون شافتها في حياتها. العيون دي، اللي متحوطة برموش غامقة وطويلة، كان فيها لمحة شقاوة، جزء جامح جواها كان عايز يستكشفها. هو فضل باصص لها من فوق، وإيديه على دراعاتها شدت سيكة قبل ما يبتسم. حد خبط في ضهرها، رزعهم هما الاتنين في الحيطة. واحد من الرجالة اللي بيتخانقوا وراهم رمى لكمة طايشة. جت بالظبط في نص وش الراجل اللي لسه داخل. قفاه اترزع في الحيطة، والدم نطر من مناخيره وعينيه لفت لورا في راسه. ولما وقع، شدها معاه. هي وقعت راكبة على وسطه، والدم اللي من مناخيره طرطش على قدام فستانها، وسال على خده ونزل على دقنه الملتحية. وهي بتتعدل وتسند إيديها على صدره، أبيجيل مقدرتش تعمل حاجة غير إنها تبحلق. وقتها هي شافتها. النجمة الفضية اللامعة على قدام الصديري بتاعه، وكلمة "مأمور" محفورة عليها. "يا إلهي،" هي همست برعشة. "أنا عملت إيه؟" \* \* \* مورجان حس بتقل على صدره وفتح عينيه. ست قاعدة فوقه، عينيها الزرقا الواسعة بتبص له بصدمة وشوية خوف. منظر صدرها القريب أوي من وشه خلاه يتجاهل الحقيقة الصغيرة دي ويركز بدالها على الست نفسها. قدام فستانها كان متغطي باللي شكله دم، كام نقطة حمرا مترشرشة على خدودها، وخصلاتها الشقرا كانت مفكوكه من الدبابيس اللي ماسكاها وسايبة خصلات ملفوفة تتدلى حوالين وشها. بَصة على طول جسمه أكدت له اللي كان بيفكر فيه. هي كانت قاعدة عليه، راكبة على وسطه، والدفا بتاعها ضاغط بحميمية أوي على بين رجليه وانتشر في ثواني من الإدراك ده. هو أنّ واستمتع بحقيقة إن فيه أنثى دافية فوقه. مكنتش هي دي اللي هو جه يشوفها بس لما رما بَصة تانية على وشها، كان لازم يعترف إنها حتة حلوة وصغيرة. ابتسم لها وهو باصص لفوق ورخى جسمه، وهو بيستقبل تقلها. "أنا في العادي بفضل شوية خصوصية وسرير دافي بس لو إنتي عندك رغبة إن الناس تتفرج، أنا ممكن أكون موافق... طول ما اللي هتتفرج دي واحدة من صحباتك البنات." هي شهقت وقامت من عليه بسرعة، ووقفت على رجليها ووشها بقى مبقع أحمر وهي بتحمر. "أنا آسفة. مكنش قصدي أسبب كل المشاكل دي." مورجان فضل باصص لها من تحت، مستغرب من اللي هي قالته، لما الدوشة اللي بتحصل حواليه سجلت أخيراً. وقتها الوجع اللي بينبض في وشه اخترق دماغه المشوشة. لف عشان يبص حوالين الصالون وشوفة الخناقات فكرته بحد ضربه أول ما دخل من الباب. صالون "الدايموند باك" كان شبه اتدمر من اللي هو شايفه. كام ترابيزة بس هما اللي فضلوا واقفين، الكراسي كانت متنطورة من أول الأوضة لآخرها والازاز المكسر كان بيلمع من أرضية النشارة زي ألماظ صغير. الشخص الوحيد اللي كان باين عليه مش متأثر هو عازف البيانو اللي فضل يطلع نغمات كأن مفيش حاجة بتحصل. هو اتعدل في قعدته، وطلعت منه أنّة والنبض في دماغه بيزيد. لمح فيرنون ويلكس، عامل البار، وصرخ له. "فيرنون، إيه الجحيم اللي بيحصل ده؟" عامل البار لف له وخد قبضة إيد مليانة في جنب دماغه عشان تعبه. مورجان شتم وقام يقف على رجليه واتطوح مرتين قبل ما يرجع توازنه. لما الأوضة بطلت تلف، عدى المكان ومسك الراجل اللي كان ساعتها بيموت فيرنون من الضرب ورماه على مجموعة من أربع رجالة تانيين، كلهم غرقانين في خناقاتهم الخاصة قبل ما يساعد فيرنون يقف على رجليه. "إيه اللي بدأ ده؟" عامل البار كشر، وتف بق دم قبل ما يلف ويبص ناحية الباب. مورجان تابع نظرته. الست كانت لسه هناك، عينيها المرعوبة واسعة وهي بتستوعب المنظر. "هي دي اللي بدأته،" فيرنون قالها من بين سنانه، وهو بيشاور عليها بإيد مليانة دم. "هي مكنش ليها لازمة هنا أصلاً، يا مأمور." مورجان بصلها بنظرة مستجوبة. "خليكي واقفة مكانك. هتصرف معاكي كمان دقيقة." لف تاني لأوضة البار، واتفرج على المعمعة كام دقيقة وهو بيقرر هيعمل إيه. مع وجود البنات فوق، إنه يسحب مسدسه ويضرب كام طلقة في السقف عشان يلفت انتباه الرجالة مكنش ممكن. تفريقهم بالإيد كان هو الحل الوحيد اللي يعرفه. والأكتر ألم. اتنهد وفرد كتافه. "الموضوع ده هيوجع أوي،" هو تمتم لنفسه قبل ما يرمي نفسه في قلب الخناقة. للمرة التانية في اليوم ده، حد ضربه بوكس في وشه. هو فكر إنهم بالعافية هيعرفوه بكرة. الوجع كان خلاص بينبض وعينه الشمال حاسس إنها غريبة شوية. بتورم وتقفل، هو خمّن. مورجان صرخ شتيمة ولف بالبوكس لورا، وهو بيكشر من صوت الطرقعة العالي اللي سمعه ومناخير الراجل بتتكسر والدم بيسيل على دقنه المشعرة. اتنين كمان هجموا عليه، مسكوه من وسطه ورزعوه في الترابيزة الوحيدة اللي فاضلة واقفة. وقعوا على الأرض وخد ثواني طويلة عشان رئتيه تتملي هوا تاني. وهو بيزحف عشان يقف، مسك أول راجل شافه ورماه في الحيطة. "خليك مكانك وإلا هرميك تحت السجن!" ولمفاجأته، الراجل عمل كده بالظبط. الموضوع خد وقت أكتر من المفروض عشان الرجالة يهدوا. على ما آخر واحد لقى حتة يقعد فيها ويهدى، الآنسة أنجلينا نفسها كانت نزلت تحت عشان تداوي جروح اللي محتاجين لمسة ست حنينة. هي أَمَرِت بناتها يهتموا بالرجالة وقبل ما التراب يهدى، أكتر من نص أوضة البار كانوا طالعين الدور التاني عشان يخلوا ست ناعمة ومطاوعة تساعدهم يهدوا كبريائهم المجروح. كله ماعدا هو، يعني. مورجان مكنش فاكر إن فيه حتة لحمة في جسمه مش وجعاه. الدم كان بيسيل من جروح أكتر من إنها تتعد، شفته كانت مقطوعة وعينه الشمال كانت أكيد بتورم وتقفل. هو لف وبص ناحية البار، الست اللي خبطت فيه وهو داخل الصالون كانت لسه واقفة مطرح ما قالها. كانت ساندة على الحيطة، شنطتها مقفول عليها بإيديها جامد كفاية إن مفاصلها تبان بيضا من آخر الأوضة. لما رفعت راسها وبصت له، واديته ابتسامة بتقول إن كل حاجة في الدنيا تمام، أسبوعه الجحيمي لحقه في لحظة. كل اللي كان عايزه من ساعة ما رجع البلد هو إنه يغسل التراب من زوره بأقوى خمرة معفنة ممكن فيرنون يديها له ويقضي وقت مع واحدة من الستات الصغيرين اللي فوق. اللي خده بدال كده كان هي. الشقرا اللي لقاها راكبة على حجره لما صحي من النوم اللي سببه البوكس. هو بحلق لها وهي بتبص حوالين الأوضة. هي كانت حلوة بس دلوقتي وهي واقفة، هو قدر يشوف هي قد إيه صغيرة فعلاً. رفيعة شوية على مزاجه. هو كان بيحب ستاته مليانين بصدر كبير وشهية مفتوحة للمتع الآثمة. الشقرا الضئيلة دي، اللي مكنش المفروض تكون جوه الصالون من الأساس حسب كلام فيرنون، كان شكلها أليف زي القطة. يا خسارة، هو فكر. كان هيرحب أوي إنه يطلع إحباطه بين فخادها بس لو فيرنون قال إنها مش تبع هنا، يبقى هو مصدقه. عدى الأوضة لحد ما هي كانت واقفة، ووقف على بعد بوصات منها. "إنتي مين؟" هي مردتش. بدال كده، هي فضلت تبص له بعينيها الزرقا الواسعة دي، ودقنها مرفوعة بزاوية متعجرفة. مورجان استنى وحط إيديه في وسطه. وبعدين استنى شوية كمان. "ها؟" هو سأل، وهو متضايق من سكوتها. "أنا مش فاضي طول اليوم. انطقي."
                
تعليقات
إرسال تعليق