رواية زمن السحرة
زمن السحرة
بقلم,
تاريخيه
مجانا
في قرية "سالم" في زمن محاكمات السحرة، لما القسيس "باريس" كان مُصمم على إعدامهم. بس الحاكم بيقرر ينفي ٢٦ طفل متهم بالسحر بدل شنقهم عشان ينهي الأزمة. الرحلة دي كانت جحيم في برد قارس، ومات فيها كتير منهم، وفضل في الآخر ١٤ واحد بس. بيترموا في أرض خلاء ويعيشوا في ظروف مستحيلة لسنين. مع الوقت بيكتشفوا إنهم مبطلوش يكبروا في السن، وإن عندهم قوى خارقة زي السحر الحقيقي، ودي كانت بداية كل حاجة.
القسيس صامويل
قسيس القرية. هو اللي كان مُحرك الكراهية ضد المتهمين وكان عايز يولع فيهم.الحاكم ويليام
الحاكم اللي حاول يلاقي حل وسط، فقرر ينفيهم بدل ما يعدمهم عشان يريح دماغه م الصداع.ليزي
أكبر بنت في المجموعة. هي كمان شكلها متغيّرش، ومبقتش محتاجة تنام أبداً، وكانت زي الحارسة ليهم.
          قرية سالم ديسمبر ١٦٩٢ النار ديماً كانت محيراهم. قوة من عند ربنا لا يمكن تخيلها، شكلها محدش يعرفه. مصدر ملوش نهاية للنور والدفا. وللدمار. القسيس صامويل باريس عمره ما فهم هما ليه محرقوش الساحرات، زي ما عملوا في أوروبا. كان كاره إنهم اتشنقوا كلهم — ما عدا چايلز كوري، اللي اتفعص لحد ما مات بالحجارة — على تل المشنقة. إعدام بشري بالمنظر ده كان شكله ناقص العدالة الشديدة اللي الهراطقة دول محتاجينها. السحر ملوش مكان في بلدته، ناهيك عن بيته. بنته الغلبانة، بيتي، كانت مسكونة لأكتر من سنة. قريبتهم، أبيجايل، كانت أول واحدة تتهم. والعبدة بتاعتهم، تيتوبا، أول واحدة تتُهم. كرهه للسحاحرات، وللهيستيريا، وللجنون اللي في كنيسته، كان بيزيد، وشكله بيتبلور. بالظبط زي ما الرطوبة في هوا صيف نيو إنجلاند ليها طريقة تتجمد في الشتا وتعمل تلج في الروايات، كُره القسيس للسحاحرات هو كمان عمل نوع من التلج بتاعه: صافي. حاد. مميت. النار كانت محيراهم، لكن السحر كان بيعذبهم. القسيس باريس كان رايح جاي في بيته المتواضع، وفريق من الفرسان مستنيين تعليماته. "لحد فين؟" قبطان الخيالة رد عليه بثقة. "بعيد كفاية لدرجة إنهم ميعرفوش يرجعوا سالم تاني أبداً. غالبًا مش هيعيشوا ويكملوا الرحلة دي أصلاً." باريس بص لحاكم ماساتشوستس، السير ويليام فيبس، اللي أمره يتقبل الحل الوسط الأهبل ده. "لو هما هيموتوا بإيد ربنا في الخلاء، ليه منحقش إحنا العدل بنفسنا؟" فيبس زمجر. "إحنا اتكلمنا في الموضوع ده كتير، يا قسيس." هو وباريس هما الاتنين كانوا عارفين إنه من الغباء نتجاهل الاتهامات دي بس من الفظيع إننا نحكم عليهم كلهم بالموت. بس برضه، باريس كان عنده ميل للدم أكتر — أو يمكن للحم وهو بيتحرق — أكتر من الحاكم. "كفاية لحد كده. أنا مش هشنق واحد تاني إلا لو جلالة الملك قال كده، وهو مقالش حاجة زي دي. إحنا أصلاً سمعتنا بقت في الأرض بسبب جرايمنا ضد التسعتاشر التانيين." القبطان وفرسانه استنوا في سكات. هما كانوا عارفين التعليمات اللي خدوها، بس كانوا عارفين برضه إنهم لازم يستنوا باريس وفيبس يوصلوا لنفس الاستنتاجات دي لوحدهم. "الرحلة هتاخد وقت قد إيه؟" باريس سأل. القبطان سكت شوية. "إحنا مش متأكدين. إحنا بس سمعنا إشاعات إننا نقدر نروح بعيد أوي ناحية الغرب. أنا متوقع إننا ممكن نرجع لما الشتا ده يخلص والربيع ييجي. في أسوأ الأحوال، يمكن نرجع مع شمس الصيف." بلع ريقه وهو متضايق من الكدبة دي، وضميره بيأنبه. محدش من الستة دول هيعيش ويكمل الرحلة اللي قدامهم. أخيراً، باريس وافق. وهو بيكلم القبطان، قال، "يبقى إحنا قررنا. خدوهم قبل ما الليل ده يعدي. لموا أي حاجة محتاجينها وامشوا حالاً." من غير ولا كلمة زيادة، القبطان وفرسانه سابوا بيت القسيس. في الشارع، كان فيه اتنين وتلاتين حصان مستنيين: واحد لكل واحد من الستة، وستة وعشرين حصان كمان، كل واحد مربوط فيه واحد من المتهمين وهو متكلبش. الفرسان كانوا مستعدين على قد ما يقدروا للرحلة اللي قدامهم. ندمهم الوحيد كان إنهم خدوا خيول كتير أوي من المجتمع الصغير ده وهما عارفين إنهم عمرهم ما هيرجعوا. بس هما متجرأوش يشككوا في هدفهم. كانوا خلاص متصالحين مع فكرة المجازفة بحياتهم. السحر ملوش مكان في سالم، ملوش أي حتة في دنيا ربنا كلها. بس الستة دول كانوا حراس صامتين، ومبقاش ينفع يفضلوا ساكتين ومتطمنين أكتر من كده. كانت مهمتهم يمنعوا بلدتهم، ودينهم، من إنهم يقتلوا ناس أكتر ما قتلوا بالفعل. ناس كتير في سالم مكنوش هيستحملوا يشوفوا المدبحة اللي كانت هتحصل لو العيال دي اتحاكموا، بس الستة رجالة دول مكنش دافعهم هو الإحسان وبس. بدال كده، كان بيحركهم هدف، كانوا بيتصرفوا كأن ربنا بنفسه هو اللي بعتلهم الأوامر عشان يشيلوا المتهمين دول من سالم ويودوهم مكان آمن. بس مكنش ربنا هو اللي أجبرهم. في الفصول اللي قبل الرحلة الليلية دي، تسعتاشر روح اتشنقت على مشانق سالم، اتهموهم وأدانوهم إنهم سحرة. وخمسة تانيين ماتوا في السجن. ودلوقتي، بعد شهور بسيطة من آخر إعدام، البلد كانت بتترنح من اتهام جماعي: ستة وعشرين طفل كانوا بيعتقدوا إنهم سحرة. الادعاء الخطير ده كان شكله حقيقي واتاخد بجدية تامة من ناس أكتر من مجرد القسيس المتحمس. ألكسندر رايفن، وده واحد من الناس اللي ليهم احترامهم في المجتمع، هو اللي قدم اتهامات يتاخد بيها ضد الستة وعشرين كلهم. بنته نفسها كانت من ضمن المتهمين. كنوع من العفو أو طول البال، السير ويليام فيبس قرر ينفي المتهمين بدل ما يشنقهم. كان فات أسبوع واحد بس على ما الستة وعشرين اتاخدوا من بيوتهم واتحبسوا. ودلوقتي، كل واحد فيهم قاعد متكلبش في حصان، بيترعش م الخوف والبرد القارس، ومتأكدين إن الفرسان سايقينهم بطريقة غريبة للموت. القسيس باريس والحاكم فيبس كانوا واقفين في الممر بيتفرجوا ع المتهمين والفرسان وهما بيختفوا في ضلمة الليل المتجمدة. من على عتبة بابه، رايفن كان بيتفرج عليهم وهما ماشيين. قفل الباب قبل حتى ما يختفوا عن عينه. مشيوا ناحية الغرب من غير أي خطة غير إنهم يفضلوا ماشيين لحد ما يبعدوا كفاية. الموضوع خد منهم فصل كامل عشان يوصلوا للنقطة اللي الرجالة قرروا يسيبوا فيها العيال دي، من غير أي حماية ضد الطبيعة وقسوتها. رحلتهم كانت خطرة جداً. الخيل بتاعتهم كانت بتعاني في الهوا السقعة وهما ماشيين في أرض مش متساوية، بيطلعوا بالراحة في ممرات جبلية، وبيعانوا في النزلات الجامدة. السما كانت لونها أبيض في رمادي فاقع، كأن فيه تلج مابيدوبش متعلق في الهوا وماسك في جلدهم. كل يوم كانوا بيمشوا ورا طريق غروب الشمس، بيسوقوا الخيل لحد ما حوافرها مبتقدرش تكمل. "السحرة" المتهمين كانوا ساكتين، مفيش غير أصوات صلا بهمس، ودموع. سبعة من الستة وعشرين ماتوا في السكة. بنت شعرها بني وعينيها زرقا ومنمشة كانت أول واحدة تموت، فضلت قاعدة على حصانها لحد ما قربوا من منحدر جامد وجسمها الناشف المتجمد وقع م الحصان. اتسحلت، وهي متعلقة في السرج، لمسافة خمسين متر قبل ما السلاسل تتقطع. ولد عنده خمستاشر سنة خدوده موردة، أبوه كان صاحب القسيس باريس، بدأ يترعش في ليلة متأخر، يتشنج ويعيط في الضلمة وهو بيحاول ياخد كل نَفَس، لحد ما بطل ياخد نفسه خالص. واحد من الفرسان مناخيره وصوابع إيديه ورجليه بدأت تحرقه بوجع فظيع في الهوا الساقع، واسودّت قبل ما يموت. فارس تاني رقد ع الأرض ليلة، بعيد أوي عن النار. مصحيش تاني أبداً. في الصبح البارد بتاع اليوم الأربعة وسبعين، وصلوا لمنطقة أرض فاضية متحاوطة بتلال واطية. مجاري مية متجمدة كانت مغطية الأرض الرمادي المتلجة. السما كانت بيضا م الصقيع. الأربع رجالة اللي فضلوا قرروا إنهم عملوا كل اللي يقدروا عليه. الأربع رجالة اللي فضلوا سابوا كل واحد م المتهمين، واحد ورا التاني، ونزلوهم من على الخيل. سابوا أصغر واحدة الأول، هانا، اللي كان عندها يا دوبك اتناشر سنة. وقفت على الأرض وهي بتترعش وبدأت تمشي، شكلها عامل زي مُهر لسه مولود وهي بتحاول تفتكر إزاي تحرك رجليها. كل واحد م اللي نجوا حس بخليط من الخوف والراحة والقبطان بيشيل من عليهم الكلبشات. بصوا للأرض الميتة المتجمدة حواليهم برعب، متأكدين إن دي هتبقى نهايتهم. لما آخر واحد م المتهمين، چون سوري اللي عنده تسعتاشر سنة، نزل من على حصانه لقى نفسه حر، لف للقبطان واتكلم. "روح قول لباريس إن ضميره مش هيرتاح أكتر عشان بعتنا هنا بدل ما شنقنا ع المشانق. ده أكيد حكم بالموت." قالها، وشه كان متجرح م التلج اللي بيتكون عليه. چون سوري بص لباقي العيال المنفية. "لو ده مش الجحيم، أنا معرفش إيه هو." نظرة الغل اللي على وش الولد الكبير فضلت مع الفرسان لحد ما ماتوا، وهما بيسألوا نفسهم هما كلهم كانوا بيموتوا عشان إيه. والفرسان سايقين الخيل بتاعتهم راجعين ناحية الشرق، الشباب دول كانوا تايهين، عينيهم مبرقة على خط الأفق اللي كله فراغ ومفيش حاجة. فضلوا يتفرجوا ع الفرسان لحد ما اختفوا عن عينهم مع شروق الشمس. محدش فيهم رجع سالم. الشهور اللي جت بعد كده كانت ناشفة أوي. كان شتا أبرد حتى من الشتا في ماساتشوستس، بتلج أكتر وهوا متوحش بيخرم في الجلد زي الخناجر. الجحيم المتلج ده فضل مكمل لشهور المفروض إنها بتبقى ربيع في سالم. بعد تلاتة وستين يوم في الخلاء الكئيب ده من غير أكل ولا شرب، فضل منهم أربعتاشر واحد بس — تمن بنات وست ولاد. كانوا تايهين في البرية، يائسانين ومرعوبين. كل واحد فيهم كان بيدعي: شوية بيطلبوا من ربهم ينهي عذابهم، وشوية بيترجوه يعيشوا. بمعجزة محدش فيهم فهمها، الأربعتاشر دول عاشوا. فضلوا عايشين في الأرض الخربانة دي لسنتين كمان تقريبًا قبل ما يقرروا يسافروا ناحية الغرب أكتر يدوروا على أرض متكونش مكشوفة أوي. عاشوا في ظروف مستحيلة. درجات حرارة متجمدة وعواصف تلجية نشفتهم في الشتا. وفي الصيف، حرارة لهلوبة في السهول المفتوحة كانت بتسلخهم على الأرض المتدمرة زي اللحمة المدقوقة بالحجر. حركتهم ناحية الغرب كانت رحلة تدوير على الراحة. كانوا مأملين إن بيئة جبلية أكتر ومستخبية شوية ممكن تكون أرحم. فضلوا ماشيين في ربيع وصيف منورين وسط مناظر طبيعية مورقة، وغابات كثيفة، ومنحدرات صخرية قبل ما يوصلوا لسلسلة جبال خضرا أعلنوا إنها بيتهم. عمرهم ما سابوها. من ساعة ما اتسابوا، الأربعتاشر اللي نجوا دول قدروا يعيشوا من غير أكل أو مية لأسابيع ورا بعض. رغم إنهم خدوا شهور عشان يتعلموا إزاي يولعوا نار بخشب متغطي تلج أو يبنوا مأوى من غير أي أدوات، كل واحد فيهم فضل قوي. محدش فيهم عيي أو فقد أي طرف من أطرافه. عمره ما جه في بالهم ده إزاي كان شيء مستحيل. بدال كده، كانوا مستغربين إزاي ناس كتير منهم واتنين م الفرسان — وحتى ناس كتير من مجتمعهم في سالم — عيوا وماتوا في ظروف أخف بكتير م اللي هما استحملوها. كانوا بيفكروا بسطحية إزاي الأرواح دي كانت هشة أوي مقارنة بأرواحهم. كانوا منبهرين إزاي ربنا باركهم. كانوا بيعدوا وقتهم بالأيام، مش متأكدين كان يوم إيه لما سابوا سالم أو وصلوا بيتهم الجديد. في اليوم الـ ٦٧١ بعد ما اتسابوا، بنت كبيرة شوية، سارة، قالت حاجة كتير منهم كانوا ملاحظينها: هانا مكبرتش أو اتغيرت بأي شكل من ساعة ما وصلوا. هدومها كانت لسه مظبوطة عليها، على عكس كتير م الباقيين، اللي هدومهم وسعت عليهم لما خسوا، أو قصرت لما طولوا. بس جسمها الصغير فضل زي ما هو؛ مظهرتش عليها علامات بلوغ أكتر م اللي كانت عليه لما مشيوا، رغم إنها مولودة من أربعتاشر سنة. هي كمان بدأت تحكي حكايات خيالية عن حاجات بتحصل في أرض مش بعيدة عن أرضهم، عن حاجات شافتها هتحصل، توصف أحداث في الأرض المجهولة أو تقول حقايق عن إيه اللي هيحصل للأربعتاشر ناجي. بدأوا يتساءلوا إذا كان ده أكتر من مجرد خيال واسع. ولا حتى أكبر واحدة فيهم، ليزي، كبرت أو اتغيرت من وقت نفيهم. بس هي كانت مولودة سنة ١٦٧٠، فكان أصعب يتحدد إيه التغييرات اللي المفروض تحصل. ولما الـ ٦٧١ يوم دول بقوا تقريبًا ١٣٠٠، وهما استقروا في وطنهم الجديد الأخضر الجبلي، بدأوا يلاحظوا إن كتير م الولاد الصغيرين اللي جايين من سالم بقوا أكبر من أندرو في الحجم، وفي الطول. هو كان عنده سبعتاشر سنة لما سابوا سالم، بس الباقيين كانوا بيكبروا ويبقوا رجالة. وصلوا لاستنتاجات بسيطة عن الغرابة الجسدية دي: يمكن الظروف القاسية هي اللي خلت هانا وليزي وأندرو أصغر، وسوء التغذية هو اللي عطل نموهم. بس في الحقيقة، التلاتة كانوا أقويا، أقويا بشكل شبه مستحيل. هانا الصغيرة كانت بتقدر تشيل جذوع شجر أتخن منها. أندرو كان بيقدر يشد جذور الشجر م الأرض بإيديه الحافية. ليزي كانت ديماً صاحية لما الباقيين يناموا في الخلاء ولما يصحوا الصبح. هما افترضوا إن دي طبيعتها إنها تحميهم، بس الحقيقة إنها مكنتش بتنام أبداً. في ليلة في آخر الخريف، الأربعتاشر ناجي الهاديين كانوا راقدين بهدوء على سفح الجبل، بيسألوا ربنا ليه سابهم عايشين بس عشان يعيشوا في البؤس ده. في اللحظة دي، نسمة هوا باردة اتحولت بسرعة لريح سقعة. مطر نزل عليهم م السهول الغربية، وبعدين تلج بدأ يرقص في الهوا، وغطى الأرض حواليهم. الناجيين جريوا يدوروا على خشب ناشف يولعوه. النار مكنتش هتدفيهم، بس كانت بتقلل وجع الهوا. بس الليلة دي هما متصرفوش في الوقت المناسب. الخشب بتاعهم كان مبلول ومتغطي بالتلج. مينفعش يولع. قعدوا يلعنوا سما الليل، وبيصرخوا صرخات ألم في وش بعض. كل واحد فيهم كان هلكان، ومتعصب إنه هيقضي ليلة كمان في الضلمة والبرد القارس. هما كانوا بيقدروا يستحملوا البرد؛ بس مكنوش بيقدروا يعملوا ده من غير ألم. من كتر الإحباط اللي غلبه — من فشله إنه يولع النار، ومن وجوده كله — أندرو رفع إيديه للسما. في لحظة واحدة، الخشب اللي كانوا مكومينه على بعضه انفجر فجأة وطلع منه لهب عنيف. النار ديماً كانت محيراهم. قوة من عند ربنا لا يمكن تخيلها، شكلها محدش يعرفه. مصدر ملوش نهاية للنور والدفا. وللدمار. دي كانت البداية.
                
تعليقات
إرسال تعليق