روايه غرور فتاه

غرور فتاه

بقلم,

رومانسية

مجانا

بنت مسالمة أبوها بيقرر يجوزها غصب عنها لواحد متعرفهوش. الأب "ديريك" بيعمل كده عشان خايف بنته تكرر غلطة أختها الكبيرة "إيرين" اللي حملت من غير جواز. أخوها "سبيرو" بيحاول يدافع عنها بس أبوه بيطرده وبيعايره بمصايبه القديمة. إيرليس بتوافق وهي مكسورة عشان ترضي أبوها، بس أخوها بيشجعها ترفض ومتسلمش حياتها. في نفس الوقت، بنكتشف إن الأخ "سبيرو" نفسه متدمر نفسياً بسبب موت بنته "سيرين" وإن حبيبته "فاميلا" سابته.

إيرليس

حاسة إنها ضعيفة ومسلوبة الإرادة قدام قرار أبوها، وبتحاول ترضيه غصب عنها.

سبيرو

الأخ "الجدع" اللي حاول يمنع الجوازة. هو نفسه متدمر نفسياً وبائس بسبب إحساسه بالذنب إنه دمر حياته وخسر حبيبته "فاميلا" وبنته "سيرين".

إيرين

العِبرة" اللي الأب بيخوف بيها إيرليس. حملت من غير جواز وحبيبها سابها، وعايشة مكسورة وسط عيلتها.
روايه غرور فتاه
صورة الكاتب

 
 إيرليس

إيدي كانت بتترعش من اللي سمعته. حسيت كأني اتدلق عليا جردل مياه متلجة. أنا عملت إيه عشان يقرروا حياتي بالنيابة عني؟ طول عمري وأنا بنت مطيعة. ليه بيعملوا فيا كده؟!

"إيرليس، إنتي سمعتي باباكي قال إيه؟" رغم إني كنت عايزة أصرخ بأعلى صوتي، مسكت نفسي عشان دي ماما اللي بتكلمني.

"أ-أيوه يا ماما." مقدرتش أحافظ على الابتسامة اللي على وشي أكتر من كده.

"إيه رأيك في الكلام ده يا إيرليس؟ يا بنتي، الموضوع مش موضوع دمج شركات. ده عشانك إنتي. أنا مش همني ممتلكات أي حد تاني. أنا بعمل ده كله عشانك. مش عايزك تخلصي زي اللي حصل لأختك." قال بابا بصوته الحنين.

بصيت على أختي إيرين. دموعها كانت بتلمع في عينيها بس مفيش أي تعابير على وشها. كانت كمان بتطبطب على بطنها المنتفخة.

البيبي بتاعها ملوش أب. ولو ليه، فهو أكيد زعلان من أختي.

"إيرليس..."

"إيه القرف ده؟!"

حسيت كأن الروح ردت فيا لما سمعت صوت أخويا. ده كان صوت أخويا الكبير! الحراس كانوا بيحاولوا يمنعوه. وده طبيعي، لأنه عمل مصيبة سودة.

هو ممنوع يدخل هنا، بس برضه عرف يوصل عشان ينقذني.

"إنت بتعمل إيه هنا يا سبيرو؟" سأل بابا بأكتر نبرة مخيفة عنده.

"إيه الهبل اللي بيحصل ده يا بابا؟ إنتوا بترتبوا جوازة لإيرليس من واحد منعرفوش حتى؟ ده جنان رسمي!" أخويا صرخ.

"إنت مش جاي هنا عشان تقولي إن ده جنان لأنك إنت اللي مجنون يا سبيرو! إزاي عينك جابتك تدخل بيتي، هاه؟!"

"طظ يا بابا. أنا عارف أنا عملت إيه، بس إيرليس لسه أختي! أنا مش هسيبك تعمل اللي إنت عايزه. مش هخليك تسلم أختي لواحد منعرفش أصله من فصله."

"أنا مش بسلم أختك لحد يا سبيرو! ده لمصلحتها! إنت مش شايف إيه اللي حصل لإيرين لما اختارت الراجل اللي حتى مش طايق يبص في وشها دلوقتي؟!" بابا شاور على أختي.

أختي عيطت أكتر ووطت راسها. أنا عارفة إنها مكسوفة وأنا كارهة الإحساس ده جداً. ليه كل الناس مصممة تحسسها بالذنب؟

"برضه ده مش مبرر يا بابا. مستحيل أسيبك..."

"أنا الأب في البيت ده يا سبيرو. ده مش قرارك." بابا بصله بصة موت قبل ما يبصلي أنا. "يا بنتي..."

"يا إيرليس فوقي!" أخويا صرخ. "متخليهمش يعملوا كده!"

"إخرس يا سبيرو! دي مسألة عائلية!" عنيا وسعت من اللي بابا قاله.

أخويا مقالش ولا كلمة. يمكن مصدوم... وأنا كمان مصدومة. أنا عارفة الغلطات اللي عملها أخويا، بس حاسة إن بابا زودها أوي المرة دي. أخويا لسه جزء من عيلتنا مهما كانت غلطته.

أخويا فضل باصص لبابا، يمكن مستنيه يسحب الكلمة اللي قالها. بس بابا برضه مقالش ولا كلمة.

أخويا بص بعيد وخرج.

قلبي وجعني وأنا شايفاه ماشي بعيد. يمكن هو مكنش شخص كويس أو حبيب كويس، بس هو أحسن أخ بالنسبة لي.

"ديريك..."

"متبتديش يا بري." بابا قالها وهو بيبص لماما اللي كانت بتبصله بغضب. "أنا مش هستخبى وراكي المرة دي يا بريانا."

"إنت كده بتتجاوز حدودك. مش بس مع سبيرو، معايا أنا كمان. وأنا مش عاجبني الوضع ده." قالت ماما بحدة.

هي كمان وقفت ومشيت. بابا غمض عينيه. فضلنا ساكتين لدقيقة لحد ما بابا فتح عينيه تاني.

"أنا هتأكد إنك هتتجوزي راجل كويس يا إيرليس."

آه. يبقى هو فعلاً قرر خلاص، هاه.

"أنا فاهمة قصدك يا بابا، بس مش بدري أوي إني أتجوز؟ قصدي... أ-أنا لسه عايزة أعمل حاجات كتير أوي وموضوع الجواز ده مش في دماغي أصلاً..."

"لسه ممكن تعملي كل ده حتى وإنتي متجوزة يا إيرليس. أنا قولتلك. هتتجوزي راجل كويس. ثقي فيا، ماشي؟ أنا أبوكي وعمري ما هضرك."

بصيت على إيديا اللي في حجري.

طبعاً. وكأن عندي اختيار أصلاً.

"أ-أنا واثقة فيك يا بابا." قولتها غصب عني.

أنا مش معجبة بحد دلوقتي ومش مهتمة أرتبط بأي حد، وأعتقد إن الموضوع ده مش وحش أوي... يا سلام! بحاول أحليها، هاه؟ بضحك على نفسي؟

هو ابتسم. غمضت عيني وقولت آخر كارت معايا.

"أنا لسه بدرس ولسه هتم عشرين سنة يا بابا. مـ-مش حضرتك شايف..."

"آه، بخصوص الموضوع ده، إنتي ممكن تكملي جامعة عادي حتى وإنتي متجوزة. ولو عايزة، ممكن متكمليش جامعة وتعملي الحاجة اللي بتحبيها. وبخصوص جوزك المستقبلي، هو لسه متخرج السنة اللي فاتت. وممكن يساعدك."

"تسك. ده كأنك بتطلب من الراجل ده يربي أختي يا بابا." أختي قاطعت كلامه. مكنتش بتعيط خلاص.

"مش ده قصدي يا إيرين." بابا قلب عينيه. "ها، موافقة يا إيرليس؟ كل حاجة تحت السيطرة يا حبيبتي."

لفيت أبص لأختي عشان أشوف رد فعلها. كانت ضاغطة على شفايفها بضيق.

"اعمل اللي حضرتك شايفه يا بابا." رديت.

بابا ابتسم ابتسامة عريضة وقام وقف. حضني كأنه طاير من الفرحة بقراري. بس أنا لأ! أنا حاسة إني هضيع نفسي. حاسة إن حياتي مبقتش ملكي.

أنا جبانة أوي كده ليه؟

فضلت أعيط طول الليل يومها. كنت هتجنن من كتر التفكير!

أنا هتجوز واحد معرفوش أصلاً؟! إيه القرف ده! إيه الجنان ده! بس خلاص، إنتي وافقتي يا إيرليس. مفيش رجوع!

أنا مش عايزة أروح الجامعة تاني. كده كده هتجوز بقى.

بس أنا عندي أحلام! ومحتاجة شهادة جامعية عشان أوصل لأحلامي دي وأحققها! خلاص مش عايزة...

بهزر طبعاً. أنا هكمل وهخلص الجامعة مهما حصل.

بابا وماما كملوا كلام في الموضوع. وأنا معملتش أي حاجة غير إني أوافق.

الموضوع ده مرهق أوي.

أنا عمري ما حبيت حد قبل كده. ومبحبش أكون مع حد لأن كل اللي بيحاولوا يقربوا مني بيخافوا من عيلتي.

يا ترى جوزي المستقبلي ده كويس قد إيه عشان بابا يثق فيه كده؟ ويثق في عيلته؟

أنا أصغر واحدة هنا في البيت. أنا الجوهرة وأغلى واحدة هنا، وعشان كده أنا مصدومة... ولسه مصدومة إن بابا مصمم يجوزني لواحد غريب.

كل ده عشان هو خايف لا أخلص زي أختي. تاخد قرارات غبية في حياتها. تحمل ومفيش جوز.

شديت في شعري. ليه أنا اللي بشيل الليلة دي كلها؟

بس أنا متضايقة أوي كده ليه برضه؟ المفروض أثق في بابا، صح؟ طول عمري، عمره ما عمل حاجة تضرني، فليه مواثقش فيه دلوقتي؟ أنا بثق في بابا أكتر ما بثق في أي حد تاني.

"إيرليس؟"

اتخضيت لما حد خبط على باب أوضتي. مسحت دموعي بسرعة ورسمت ابتسامة على وشي لما عرفت إنها ماما.

"ماما." ابتسمت أكتر.

ابتسمتلي ابتسامة مرهقة قبل ما تدخل أوضتي. قعدت على سريري وطبطبت على رجلي بحنية.

"يا بنتي، ممكن نتكلم شوية؟"








هزيت راسي على طول. "طبعاً يا ماما."

اتنهدت. "أنا عارفة إن اللي باباكي عايزه يحصل ده مش سهل. وأنا كمان مش عارفة إنتي ليه وافقتي على اللي هو عايزه. أنا مش بقولك ترفضيله طلبه. أنا بس عايزاكي تاخدي قرارك بنفسك."

"أ-أنا قررت خلاص يا ماما."

"أيوه، قررتي. بس ده مكنش قرارك إنتي. ده كان قرار باباكي. أنا عارفة إنه مش سهل وإن باباكي شكله قافل دماغه خالص، بس أنا بطلب منك تصبري شوية زيادة يا بنتي. باباكي بس خايف ليحصلك زي ما حصل لأختك إيرين..."

"ماما، أرجوكي. أختي بره الموضوع ده. هي مكنتش عايزة اللي حصلها ده يحصل. إنتي فاكرة إنها كانت عايزة تحمل من غير ما ابنها يكون له أب؟ أيوه، هي غلطت، بس هل ده سبب كافي إن الراجل ميعترفش بغلطته معاها؟ كأنه مستمتعش بالعلاقة مع أختي!" صوتي علي.

"إيرليس، أختك غلطانة. هما الاتنين. أختك خبت عليه حاجات وهو مكنش واخد باله من أي حاجة."

"أختي خافت إنهم يتهموها بحاجات. هو ده كل الموضوع يا ماما. عشان كده ده حصل..."

"ماشي. خلاص. إحنا لينا تفسيرات مختلفة. أنا مش هفرض عليكي رأيي."

اتنهدت. ومردتش عليها تاني.

"عريسك المستقبلي ده شخص كويس. وباباكي مستحيل يختارلك واحد يأذيكي يا بنتي." قالتها وهي بتطبطب على راسي.

"عارفة يا ماما." رديت غصب عني.

هي بس جاية هنا عشان تطيب خاطري بسبب اللي حصل. مش مهم. خلاص. لو اتجوزت يعني، مبقاش فارق معايا. أنا عايزة حاجة واحدة بس، إني أخلص الجامعة، متجوزة أو لأ.

عدى أسبوع، وسمعت بابا بيتكلم مع حد في التليفون. كان بيضحك كأن فيه حاجة مضحكة أوي.

"إحنا ممكن نرتب عشا الأسبوع ده. أنا هتكلم مع بنتي."

اتجمدت مكاني. هو بيتكلم عليا؟

"أيوه. المصاريف كلها علينا. السكرتيرة بتاعتي هتبعتلك كل التفاصيل بخصوص العشا. دلوقتي، أنا هروح أتكلم مع بنتي الأول. إنت كمان اعمل كده مع ابنك."

يا دي النيلة. ده فعلاً بيتكلم عليا.

بابا قفل المكالمة. كان لسه فيه أثر ابتسامة على وشه لما التفتلي. ابتسامته وسعت أكتر لما شافني.

"إيرليس، يا بنتي، تعالي هنا." شاورلي أقرب منه.

بلعت ريقي بصعوبة ورسمت ابتسامتي المزيفة. ده دوري في البيت ده. إني أخلي كل الناس تبتسم ومبسوطة حتى لو أنا نفسي مش قادرة أبسط نفسي.

مشيت ناحيته. "خير يا بابا؟"

"أنا لسه مكلم حماكي المستقبلي. إحنا هنرتب عشا معاهم. هتقابلي عريسك. مش دي حاجة عظيمة؟ وبعدين يمكن الشهر الجاي، تقدروا تخططوا لفرحكوا." هو قال كده.

فضلت مبحلقة في بابا. هو بجد هيعمل فيا كده، خلاص؟

"بابا، حضرتك مش شايف إن ده سريع أوي؟ لسه معداش سنة على موت سيليستينا سيرين. وأختي فاميلا لسه مكتئبة بسبب اللي حصل. مش شايفة إن ده الوقت المناسب إننا نعمل مناسبة كبيرة زي دي."

ياه. أخيراً قولتها!

"أنا اتكلمت مع كينا من كام يوم يا بنتي. هي قالت إن فاميلا هتسافر فرنسا ومعاها بيتش. وسكايروس هيفضل معانا. متقلقيش يا أميرة. إحنا هنستنى فاميلا لحد ما تسافر بره البلد الأول قبل ما نخطط لفرحك."

رجلي كانت هتخوني. كل حاجة مترتبة. خلاص مبقاش في إيدي حاجة أعملها.

ابتسمت ابتسامة خفيفة، وأنا بقبل هزيمتي.

خرجت من البيت عاملة زي الوردة الدبلانة. مكنتش عارفة أروح فين، بس قررت أروح شقة أخويا عشان أطمن عليه. كنت عايزة أتأكد إنه كويس.

ركبت عربيتي ورحت على شقته. أنا عارفة الرقم السري بتاع بابه عشان كده مكنتش محتاجة أخبط وأستناه.

اتصمرت مكاني من المنظر اللي شفته.

بيته كان مقلوب. أول حاجة شفتها كانت قزايز وحاجات متكسرة!

مشيت ببطء. كعب جزمتي كان بيخبط في البلاط وبيعمل صوت.

"يا أخويا؟" صوتي عمل صدى في المكان.

"إنتي مين..."

عنيا وسعت لما سمعت صوت أخويا. كان تقريباً بيهمس، بس عشان الدنيا كانت هادية حواليا، أنا برضه سمعته.

جريت عليه! كان قاعد على الأرض، جنب الكنبة وسكران طينة!

"يا أخويا! إنت كنت بتفكر في إيه بحق الجحيم؟!" مسكت وشه بإيديا. مكنش قادر يفتح عينيه من كتر ما هو سكران.

كان على وشه آثار دموع. كان شكله متبهدل على الآخر.

"يا أخويا!"

"فاميلا عمرها ما هترجعلي تاني، صح؟" اتفاجئت من سؤاله. "هي بتكرهني... أوي. بس... أنا بكره نفسي أكتر بسبب اللي عملته." بدأ يشهق.

الدموع اتجمعت في عنيا من كلامه. بدأ يعيط.

"هي عندها حق. كان المفروض أنا اللي أروح مش بنتنا. لو بس يجيلي فرصة أبدي حياتي بحياتها، هعملها! هعملها..." عيط أكتر.

شهقت وحضنت أخويا. أنا لسه زعلانة منه بسبب اللي عمله في أختي فاميلا، بس شكله كان زي اللي بيطلب النجدة، وقررت أركن غضبي على جنب دلوقتي.

"أنا قتلتها... أنا قتلت بنتي بإيدي. أنا دمرت حياة فاميلا، إيه القرف ده!" متحركتش من مكاني حتى لما رمى القزازة في أي حتة. فضلت محضناه.

"إهدى يا أخويا..."

"سيرين بتاعتي... شـ-شبه فاميلا. إ-إنتي عارفة المعلومة دي يا سنو؟" قالها بصوت زي الهمس.

عضيت على شفتي اللي تحت جامد. مكنتش عارفة إذا كان أخويا عنده فكرة عن سفر أختي فاميلا ولا لأ. بس لو ميعرفش، أنا مش هقوله.

"إيرليس..."

"هـ-مم؟"

"متخليش بابا يتحكم في حياتك. متسمحيلوش يقررلك. اكسري قلبه لو ده لازم. الجزء ده، الجواز، مش هو اللي المفروض ياخد القرار فيه. قرري لنفسك ومتخليش بابا يقررلك."

تعليقات